الرئيسية - أخبار محلية - الضالعي يكشف تفاصيل مهمة عن حادثة اغتيال الحمدي وانقلاب 15 أكتوبر وأحداث الحجرية

الضالعي يكشف تفاصيل مهمة عن حادثة اغتيال الحمدي وانقلاب 15 أكتوبر وأحداث الحجرية

الساعة 09:35 مساءً (هنا عدن ـ بلقيس نت)

يقول القيادي في التنظيم الوحدوي الناصري، علي عبدالله الضالعي، لبرنامج "الشاهد 3"، في حلقته الرابعة على قناة "بلقيس": "في المؤتمر العام الخامس للتنظيم الناصري، الذي عقد في الحديدة، تفاجأنا عند افتتاح المؤتمر، وتقديم التقرير للأعضاء، بأن الرئيس إبراهيم الحمدي عضو في التنظيم، وأنه قد انتسب للتنظيم في منتصف أبريل 1976م".

وأضاف: "الرئيس إبراهيم الحمدي، عندما شارك في المؤتمر الخامس للتنظيم، كان بشكل سري، حيث ادعى المرض، ورقد في مستشفى العلفي بالحديدة كمريض، وكان الدكتور عبدالقدوس طبيب معالج، وهو عضو في التنظيم، وكان يخرج مع الرئيس الحمدي من الباب الخلفي بسيارة صغيرة جدا لحضور المؤتمر، وفي المساء يعود إلى المستشفى بعيدا عن حراسته".



واعتبر أن "انضمام الرئيس إبراهيم الحمدي للتنظيم الناصري كان بشكل سري؛ حتى يتمكن من الحكم أكثر".

وقال: "في اليوم الأول والثاني، نوقشت قضايا المؤتمر، وطرح فيها إبراهيم الحمدي بأن هناك وزارات ذات علاقة بالمجتمع والجماهير يجب على التنظيم أن يرشح أشخاصا لها، كوزارة الإعلام ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والشباب، ووزارة الداخلية ووزارة العدل".

 

وأضاف: "قيادة التنظيم رفضت طرح الرئيس الحمدي بترشيح الوزراء، على اعتبار أن السلطة ستجعل عناصر التنظيم تتفسخ، وبعد أخذ ورد تمت الموافقة على تعيين وزير واحد لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل هو عبدالسلام مقبل، ووكيل وزارة ليتدرب ليكون وزيرا للإعلام، وهو عبدالله سلام الحكيمي".

وتابع: "كان الرئيس الحمدي يسعى لتأمين مستقبل التنظيم عبر تمكينه في الحكومة، وعرض تسجيل عدد من الأراضي باسم أعضاء في التنظيم يتم اختيارهم، لكن موضوع الأراضي تم رفضه نهائيا".

 

وزاد: "عرض الرئيس الحمدي تقديم دعم وإمكانيات للرابطة الطلابية اليمنية في مجلس التنسيق، التي في الخارج، وكانت ثلاثة فروع، بمبلغ 120 ألفا، أي 40 ألفا لكل فرع، وبعد أخذ وجذب حول النشاط الطلابي، قبِل التنظيم بأن يكون الدعم للرابطة الطلابية 60 ألفا، على أن يكون نصف المبلغ للتنظيم، والنصف الآخر يوزع 10 آلاف لكل فرع".

 

- تشكيل المؤتمر

يقول الضالعي: "في المؤتمر العام الخامس للتنظيم، تم الاتفاق على أن يظل التنظيم الناصري تنظيما عقائديا سريا، وأن يتم تشكيل تنظيم شعبي، سُمي بالمؤتمر الشعبي العام، وشُكلت لجنة تحضيرية برئاسة سالم محمد السقاف، وسكرتيره محمد سعيد ظافر، والمقرر علي قناف زهرة، وآخرين".

وأوضح أن "المؤتمر الشعبي العام شُكل كغطاء للتنظيم العقائدي الناصري، وأريد له أن يكون مظلة للجميع، وموازيا للحزب الاشتراكي في الجنوب".

وأضاف: "قمع الرئيس الحمدي للمعارضين هو نتيجة لتشكيل الجبهة الوطنية الديمقراطية"، مشيرا إلى أن "الحمدي قام بإنشاء المعاهد العلمية، ولم يستهدف الإسلاميين في عهده".

ولفت إلى أن "البعثيين في اليمن أرسلوا اثنين منهم إلى الصومال، والعراق أرسل مندوبا من القيادة القومية إلى الصومال، وعقدوا اجتماعا سريا، ووضعوا خطة للانقلاب على الرئيس الحمدي، يقوم بها البعثيون، لكن الصومال كشفت للحمدي عن خطة الانقلاب، وأرسلوا له الوثائق (شريط فيديو موثق)".

 

وأضاف: "نتيجة لتلك الوثائق والفيديو تمكن الحمدي من إزاحة البعثيين وأسرة بيت أبو لحوم، بعد أن خيّرهم بين عرض الوثائق والفيديو للشعب، أو إزاحتهم وعزلهم".

 

- تصفية الرئيس الحمدي

 

في حديثه عن قصة تصفية الرئيس الحمدي -بحسب ما رواها له عبدالسلام مقبل (أحد الشهود)- قال الضالعي: "إن الغشمي عمل عزومة غداء لـ وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، عبدالسلام مقبل، ودعا عبدالعزيز عبدالغني، ووزير المالية الجنيد إلى الغداء، ولأن منزل الغشمي عبارة عن فلَّتين متواجهتين، فلَّة للأسرة وفلَّة مكتب وضيافة، أدخل الثلاثة إلى مكتب الضيافة، وقام بالاتصال بإبراهيم الحمدي؛ ليعزمه على الغداء".

 

وأضاف: "الغشمي حاول مع الحمدي، رغم أن الحمدي كان يقول له: قدنا بين اتغدى، أعطى التلفون لعبد السلام مقبل لإقناعه، وعبد السلام -بحسن نية- طلب من الرئيس المجيء للغداء".

 

وتابع: "الرئيس الحمدي جاء بسيارته، وخرج الغشمي لاستقباله، وبدلا من إدخاله المكتب، الذي يتواجد فيه عبدالسلام والبقية، قام بإدخاله منزله، وعاد الغشمي إليهم، وقال لهم: نحن عسكريين سنتغدى مع بعض، ونناقش بعض القضايا، والغداء سيأتي إليكم، وبما أنكم ما تخزنوا اتغدوا وامشوا، وهم اتغدوا ومشوا".

 

وأشار إلى أن "الرئيس الحمدي كان يثق بالغشمي ثقة عمياء".

 

وأردف: "ما تم بعد ذلك فهي روايات، قيل بأن علي عبدالله صالح هو القاتل؛ لأنه كان موجودا داخل المنزل مع الغشمي، وقيل بأن الحاوري هو أول من بدأ بالطعن، وقيل بأن الغشمي قد كان تردد إلا أن علي صالح والحاوري أصرا على قتله، وقيل بأن الملحق السعودي العسكري كان موجودا، وكلها روايات".

 

وقال: "لم نكن قادرين على القيام بأي ردة فعل على اغتيال الحمدي".

 

وأشار إلى أن "الشعب اليمني بكامله خرج لتشييع الحمدي، ورمي الغشمي في المقبرة بالأحذية، وكان الناس يقولون: يا غشمي أنت القاتل".

 

- انقلاب 15 أكتوبر

 

بعد 3 أشهر من تولي علي عبدالله صالح الحكم، وتحديدا في 15 أكتوبر 1978، نفذت جبهة 13 يونيو (الجناح العسكري للتنظيم الناصري) انقلابا عسكريا، وتولى الرائد نصار الجرباني قيادة القوات المنفذة للانقلاب، وبحلول منتصف الليل تمكنت القوات من السيطرة على مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة، ومطار صنعاء، والمطار الحربي، ومباني الإذاعة والتلفزيون والاتصالات، وجميع مداخل العاصمة صنعاء.

 

حينها شهدت صنعاء حالة من الفزع وسمعت أصوات القذائف والمدفعية ومختلف أنواع الأسلحة الرشاشة، وفي تمام الساعة العاشرة صباحا كان كل شيء قد انتهى، وتمكنت القوات الموالية لصالح من استعادة سيطرتها على العاصمة، بعد أن أخفق الناصريون في إذاعة بيان الانقلاب.

 

يقول القيادي علي عبدالله الضالعي: "إن سبب فشل انقلاب 15 أكتوبر على نظام صالح عدم إذاعة البيان".

 

وأضاف: "أثناء تنفيذ الانقلاب الناصري، كان أمين عام التنظيم برفقة علي صالح".

 

وتابع: "أُعتقل البعثيون واليساريون قبل معرفة أن منفذي الانقلاب هم الناصريون، لكن بعد معرفة ذلك اعتقل الناصريون بالمئات في جميع المحافظات اليمنية، وأعدم 21 ناصريا، ولا يزال مصير رفات من أعدموا مجهولا".

 

وزاد: "إذا راجعنا من تم إعدامهم سنجد أنهم يجسدون وحدة التراب اليمني، من حضرموت إلى حجة، ومن تعز إلى إب، وإلى مختلف مناطق الوطن".

 

- أحداث الحجرية

 

يقول الضالعي: "عندما أصدر الرئيس أحمد الغشمي قرارا بإلغاء مجلس القيادة، وقام باستحداث منصب رئيس الجمهورية، عبدالله عبدالعالم شعر بأن الغشمي يخطط للتخلص منه، بعد أن خسر عضوية الرئاسة".

 

وأضاف: "عبدالله عبدالعالم أعلن التمرد وانسحب بقواته إلى منطقة الحجرية منتصف 1978م، وفي منطقة التربة اتضح بأن هناك عناصر مندسة معه، من الحزب الديمقراطي الثوري، وتحديدا نعمان قاسم حسن العديني، وهو كان ضابطا معه".

 

وتابع: "لا علاقة للناصريين بأحداث الحجرية، وعبدالله عبدالعالم ضحية للحزب الديمقراطي الثوري".

 

وأشار إلى أن "علي عبدالله صالح قام بجمع المشايخ، وإرسالهم للتوسط لدى عبدالعالم للعودة، وعبدالعالم عندما شعر بأن الأمور بدأت تفلت من يده جاء إليه صالح مصلح، واتجهوا باتجاه الصبيحة، ونعمان قاسم حسن أخذ مجموعة من المشايخ وقتلهم، فيما المجموعة المتبقين قصفتهم الطائرة، واتهمت السلطات حينها عبدالله عبدالعالم بتنفيذ عملية قتل جماعي للمشايخ".

 

وأفاد بأن "أحداث الحجرية انتهت بعد أن قاد علي عبدالله صالح حملة عسكرية تمكن خلالها من القضاء على أنصار عبدالله عبدالعالم، وفرار الأخير إلى عدن".

 

وقال: "إن عبدالله عبدالعالم مسؤول أدبيا، ونعمان العديني والنظام مسؤولين عمليا عن قتل مشايخ الحجرية".

وأضاف: "علي صالح أصدر قرارات عفوا عن جميع المتورطين بأحداث سياسية باستثناء عبدالله عبدالعالم؛ لأنه كان يشعر بالدونية منه".

 

المصدر: موقع قناة بلقيس