الرئيسية - أخبار محلية - تم استجوابه بطلب من دولة خليجية.. صحفي فرنسي يكشف ما تعرض له في سجون مليشيا الانتقالي بسقطرى

تم استجوابه بطلب من دولة خليجية.. صحفي فرنسي يكشف ما تعرض له في سجون مليشيا الانتقالي بسقطرى

الساعة 06:41 مساءً (هنا عدن ـ متابعات)

نشر الصحفي الفرنسي كونتين مولر، ما تعرض له في سجون مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا، في محافظة أرخبيل سقطرى، على خلفية تحقيق نشره عن فساد شركة توتال الفرنسية في محافظة شبوة (جنوب شرق اليمن).

وفي التفاصيل، قال مولر -في سلسلة تغريدات بحسابه على تويتر- إنه تعرض لمعاملة سيئة اثناء التحقيق في سجون الانتقالي، مشيرا إلى أن المحققين معه افادوه بأن استجوابه جاء بطلب من دولة خليجية، لم يذكرها.



وتابع "في يوم الأحد 28 مايو ، جاء جنود مسلحون وعدد من قادة الشرطة لاعتقالي في منزلي مع زميله سيلفايدر مركداير في سقطرى وتمت مصادرة أجهزتنا وجوازات سفرنا، واقتدنا إلى مركز الشرطة واستُجوبنا لمدة أربعة أيام".

وأردف "بالتناوب، تم استجوابي من قبل رئيس الشرطة المحلية والشرطة السياسية والمخابرات الوطنية. عدة ساعات من الاستجوابات المرهقة المتعلقة بمقالاتي المتعلقة بتدخل دولة خليجية في اليمن ووحشية وكلائها".

وتابع الصحفي الفرنسي "قامت الشرطة بترجمة جميع مقالاتي السابقة إلى العربية وأرادت أن تحصل مني على أسماء مصادري، وأن أكشف لهم أماكن الاجتماعات أو "المؤامرات"، وشبكات المعارضين السياسيين". متابعا "كان علينا فتح أجهزة الكمبيوتر الخاصة بنا والكاميرات".

وذكر مولر "ألمحت الشرطة إلى أن طلب شهادتي جاء من دول (خليجية) أخرى وأن تقاريري في اليمن لم ترض تلك الدول".

وأكد أنه لم يتم تحذيرهم مطلقًا خلال هذه الاستجوابات من المخاطر التي كنا نعيشها (السجن ، التسليم).

وقال "تم إخطاري لاحقًا بأن صورتي كانت متداولة على مجموعات دردشة التطبيق لأشخاص يعملون في مجال الأمن بين اليمن ودول الخليج هذه. كان الناس في المناصب العليا يطالبون باعتقالي، فهم ليسوا يمنيين".

وأفاد "سُئلت عما إذا تم تكليفي من قبل دولة ثالثة لكتابة تقاريري وكم ربحت مقابل كل تقرير منشور، إذا كان هناك كيان آخر يدفع لي بالإضافة إلى تقاريري. ثم قيل لي إن مصادري اعتقلت واستجوبت بدورها".

خلال فترة التحقيق ، قال مولر "بقينا رهن الإقامة الجبرية في ظروف معيشية صعبة ، مع قلة الكهرباء وانتظار لا نهاية له للنتيجة غير المؤكدة".

وزاد "بعد أكثر من أسبوع، تم إطلاق سراحنا أخيرًا بشرط أن نوقع اعترافًا بالاعتراف بخطئي لكوني كتبت مقالات سياسية وحساسة، مما يعرض استقرار سقطرى للخطر، حيث لم يكن لدي تصريح مسبق من السلطات".

واستطرد الصحفي الفرنسي بالقول "بعد ذلك، اضطررنا ضمنيًا إلى مغادرة الجزيرة قبل الأوان والتخلي عن كل خططنا. لدي فكرة للصحفيين اليمنيين الذين لم يحالفهم الحظ في الحصول على جواز سفر فرنسي والذين كانوا سيخاطرون بالسجن أو حتى أسوأ من ذلك".

يقول مولر "هذا الحدث غير السار للغاية (ولكن يمكن أن يحدث في حياة الصحفي) ويروي جيدًا سيطرة جهاز مكافحة الإرهاب (الانفصالي من الجنوب) على جزء من جنوب اليمن واستحالة أي نزاع أو نقد.

وختم الصحفي الفرنسي تغريداته بالقول "كنت حزينًا جدًا أمس لمغادرة سقطرى. الموت في الروح. لقد عشت لحظات شخصية قوية هناك، قصة قصيرة، أناس تعلقت بهم، مثل هذه المناظر الطبيعية الخاصة، مثل هذا التاريخ الغني، ربما لن أعود أبدًا".

ويأتي اعتقال الصحفي الفرنسي مولر على خلفية تحقيق نشره في مجلة "لوبس" الفرنسية عن فساد شركة توتال في اليمن ودفنها مواد سامة في أراضي واسعة من محافظة شبوة.

ومنتصف مايو الماضي، اعتقلت مليشيا الانتقالي سائحا أمريكيا، وإثنين يحملون الجنسية الروسية، على خلفية نقلهم بذور لأشجار في الجزيرة، تحت مزاعم تهريب بذور لأشجار من الجزيرة في حقيبة سفرهم.

وارتفعت نسبة السياح الأجانب الواصلين إلى أرخبيل سقطرى خلال السنوات الأخيرة، ويأتي أغلبهم عن طريق دولة الإمارات، التي تتحكم بحركة السفر من وإلى الجزيرة، دون إذن الحكومة اليمنية.

وتتواجد الإمارات عبر قوات تابعة لها في محافظة أرخبيل سقطرى منذ سنوات، كما تدير المشهد العام هناك عبر فصائل مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي الممول منها.

وكانت الإمارات قد سيطرت وبتواطؤ من السعودية، على أرخبيل سقطرى بشكل كامل في يونيو 2020. عبر قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي لها.

وتمارس الإمارات تجريف أثار وأشجار وطيور سقطرى منذ العام 2017، في ظل مرأى ومسمع الأهالي رغم مناشداتهم دون جدوى.

وتتزايد الأخطار المهددة بإخراج جزيرة سقطرى (أهم محميات اليمن الطبيعية) يوما بعد آخر من قائمة التراث العالمي بسبب الممارسات العبثية للإمارات التي تتهمها الحكومة اليمنية بمحاولة السيطرة عليها منذ نحو خمس سنوات.

وتعمد أبو ظبي على إلحاق الضرر الرئيسي بالجزيرة عبر تجريف الحياة الطبيعية وشراء الأراضي والمحميات التي تتميز بالتنوع الكبير في نباتاتها المستوطنة وتحتضن عشرات الأنواع من النباتات النادرة، وفقاً لحديث مسؤول في وزارة الثقافة اليمنية للجزيرة نت.

كما تستهدف الإمارات المنتجعات الترفيهية التي تدمر الحيود المرجانية والشواطئ التي تعشش فيها السلاحف وأنواع أخرى من الزواحف والحلزونيات البرية النادرة التي لا توجد في أي منطقة بالعالم سوى في جزيرة سقطرى.

يشار إلى أن جزيرة سقطرى صنفت كأجمل جزيرة في العالم لعام 2010 نظراً للتنوع الحيوي الفريد والأهمية البيئية لهذه الجزيرة.