من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي (UNSC)، عصر اليوم اجتماعه الشهري بشأن اليمن، لبحث آخر مستجدات الأوضاع الإنسانية وجهود تجديد الهدنة وانعاش عملية السلام المتعثرة، خاصة في ظل التطورات الأخيرة في المنطقة والمتمثلة في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس.
ووفق برنامج العمل الشهري المؤقت للمجلس، فإن الاجتماع بشأن اليمن، سينعقد اليوم الخميس، الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت نيويورك (الخامسة عصراً بتوقيت اليمن)، في جلسة مشاورات مغلقة.
ومن المقرر أن تشهد جلسة المشاورات المغلقة تقديم إحاطات من قبل المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز غروندبرغ، ووكيل الأمين العام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، بالإضافة إلى تقرير موجز من رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA)، اللواء مايكل بيري.
ومن المتوقع أن يطلع المبعوث الأممي في إحاطته، أعضاء المجلس على استعداداته لعملية سياسية يمنية بقيادة الأمم المتحدة، والتي يفترض أن تتبع اختتام المحادثات المباشرة التي تيسرها عُمان بين جماعة الحوثيين والسعودية، بالإضافة إلى لقاءاته الأخيرة مع الأطراف اليمنية والجهات الفاعلة الإقليمية والدولية بهدف الدفع بجهود السلام التي لاتزال تراوح مكانها منذ أكثر من عام.
كما من المتوقع أن يقدم غروندبرغ في الجلسة، المزيد من المعلومات حول التقدم المحرز في المحادثات الحوثية السعودية، والتشديد على أهمية المضي قدماً في التوصل إلى اتفاق بشأن تدابير لتحسين الظروف المعيشية في البلاد، ووقف إطلاق نار مستدام على الصعيد الوطني، واستئناف عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.
ومن المقرر أن يقدم ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، في إحاطته تحديثاً عن الوضع الإنساني في اليمن، وتفاقمه نتيجة عدة أسباب، أهمها استمرار التدهور الاقتصادي، ونقص تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2023، والتي لم تمول حتى الآن سوى بنسبة 35%، رغم الاقتراب من نهاية العام، بالإضافة إلى استمرار القيود المفروضة على المرور الآمن والسريع ودون عوائق للإغاثة الإنسانية إلى جميع المحتاجين، خاصة في مناطق سيطرة جماعة الحوثيين، الأمر الذي يؤدي إلى تقويض جهود الإغاثة.
كما سيقدم رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA)، مايكل بيري، خلال جلسة المشاورات المغلقة، تقرير موجز عن أنشطة البعثة في مجال دعم إحلال السلام للمدنيين في الحديدة على جانبي الخطوط الأمامية بالمحافظة، والحفاظ على مدنية الموانئ الغربية للبلاد وخلوها من المظاهر العسكرية، ودعم جهود مكافحة ونزع الألغام، وذلك في إطار تنفيذ ولايتها المنصوص عليها في "اتفاق ستوكهولم 2018".
ويشير مراقبون إلى أن إحدى القضايا التي من المرجح أن تثار خلال مشاورات اليوم، هي هجمات الصواريخ والمسيرات التي نفذتها جماعة الحوثيين ضد إسرائيل التي تخوض حرباً ضد حماس في قطاع غزة، ومدى تشكيل هذه المستجدات تحدياً جديداً أمام المجلس في دعم محادثات السلام الجارية والجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف رسمي لإطلاق النار وعملية سياسية يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة.