مع إعلان البنتاغون إنجاز الجيش الأميركي بناء الميناء العائم وتأجيل موعد نقله إلى قبالة غزة تتزايد المخاوف من هذا الميناء والذي يتزامن مع إرهاصات الهدنة المرتقبة واقتحام جيش العدو الصهيوني لمعبر رفح.
ففي الوقت الذي أعلنت أمريكا ان الميناء الذي بلغت تكلفة بنائه 320 مليون دولار، يهدف لإيصال المساعدات لغزة ، مع أن الحل الأمثل وبدون أي تكلفة يكمن في فتح معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم أمام المساعدات، تضاعفت المخاوف من حقيقة أهداف هذا الميناء، خاصة أن الكيان الصهيوني ابدى الرضى عن هذا المشروع.
المشروع ليس وليد الحرب والحصار بل إنه تم الإعلان عن الرغبة فيه قبل سنوات وتم عرضه مرة أخرى تحت عنوان مشروع جزيرة اصطناعية بمساحة 8 كيلومترات مربعة قبالة شواطئ غزة لنقل نحو نصف مليون فلسطيني من القطاع، في يناير الماضي، كنقطة عودة لتفعيل بنية الاحتلال التي كانت قائمة حتى 2005 قبل الانسحاب أحادي الجانب. وفق باحثين في الشأن الإسرائيلي.
ووفقا لباحثين في الشأن الإسرائيلي، فإن هذا المشروع ينسجم مع مشروع الطريق العريض الذي يشقه الجيش الإسرائيلي من جنوب شرق غزة باتجاه البحر، وما يسمى مشروع “حي الزيتون” الهادف إلى تقطيع أوصال غزة.
كما يرى الباحثون أنه من الممكن أن يشهد الميناء حركة نقل بالاتجاهين، نقل مواد غذائية وطبية للقطاع ونقل الفلسطينيين من غزة، ضمن مخطط التهجير الذي فشلت الحرب الإسرائيلية في تحقيقه، وهو ما يؤكد أن كافة الخطوات الأميركية تتم بالتوافق والتنسيق مع إسرائيل”.
المشروع وعلى المدى الطويل يهدف إلى إعطاء إسرائيل وقتا كافيا للسيطرة على القطاع، وكذلك إطالة أمد القتال، فليس من المنطقي أن تمد أمريكا إسرائيل بالسلاح الذي يفتك بالفلسطينيين ثم تقدم لهم المساعدات لمواجهة الجرم والحصار الصهيوني، فالواضح أن أمريكا تستخدم سياسة العصى والجزرة، لتشرعن الوضع الإسرائيلي “الجديد” بإعادة الاحتلال وتسريع عمليات التهجير التدريجي، وفق مسارات سياسية تم طبخها سلفا مع دول المنطقة المنضوية ضمن المشروع الإسرائيلي، ما يكشف سبب تسارع الحراك الأمريكي لتطبيع السعودية مع إسرائيل، واعتبار تطبيع السعودية من اساسيات التهدئة المستدامة في الشرق الأوسط.
المصدر: المساء برس