الرئيسية - أخبار محلية - إحاطة للكونغرس حول تدخل الإمارات في السودان وجرائم الحرب

إحاطة للكونغرس حول تدخل الإمارات في السودان وجرائم الحرب

الساعة 04:22 مساءً (هنا عدن ـ متابعات)

عقدت عضوة الكونجرس إليانور هولمز نورتون (ديمقراطية عن العاصمة) الجمعة، مؤتمرًا في مجلس النواب لمعالجة حالة حقوق الإنسان في السودان. 

وذكر "مركز واشنطن لحقوق الإنسان" في تقرير لها أن النقاش ركز على تقرير وزارة الخارجية بشأن تورط دولة الإمارات العربية المتحدة في السودان، بما في ذلك جرائم الحرب وصادرات الأسلحة.



وجمع المؤتمر خبراء ومدافعين لتسليط الضوء على المخاوف الملحة المتعلقة بحقوق الإنسان في السودان. وأدارت هذا الحدث هبة عبد الوهاب، وهي باحثة مستقلة متخصصة في السياسة والمجتمع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ورئيسة منظمة نساء الشرق الأوسط.

وشارك في المناقشة اثنان من المتحدثين البارزين، هاجر الشيخ ومحمد سيف الدين، وهما من الشخصيات المعروفة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وتحليل السياسات.

المتحدث الثاني هو عضو المجلس محمد سيف الدين، أول مهاجر أمريكي سوداني يتم انتخابه لعضوية مجلس مدينة الإسكندرية. لقد كان عضو المجلس سيف الدين مدافعاً قوياً عن حقوق الإنسان وعمل بلا كلل لدعم المجتمع السوداني محلياً ودولياً. ويقدم منظوره الفريد كزعيم أمريكي سوداني رؤى نقدية حول دور الشتات في الدعوة إلى السلام والعدالة في السودان.

وسلط النقاش الضوء على الأزمة الإنسانية المستمرة في السودان، مع التركيز على المجالات المثيرة للقلق بما في ذلك تورط القوى الأجنبية، وجرائم الحرب، والأثر المدمر لصادرات الأسلحة. شهد السودان هذا العام تصاعداً هائلاً في أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان.

منذ اندلاع الصراع في 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، شهدت البلاد فظائع واسعة النطاق. لقد تم استهداف المدنيين عمدا، وتدمير البنية التحتية، وعرقلة المساعدات الإنسانية. وقال الشيخ إن الوضع في السودان ليس مجرد صراع، بل حرب شاملة. وعلى الرغم من وجود مشاكل داخلية، إلا أنها تؤكد على الدور المهم الذي تلعبه القوى الخارجية في تأجيج العنف.

وردد محمد سيف الدين هذا التصريح، مسلطًا الضوء على المشاركة المثيرة للقلق لدولة الإمارات العربية المتحدة. ويشير إلى أن تسليح الإمارات لقوات الدعم السريع قد حول الصراع بشكل أساسي إلى “حرب إماراتية” داخل السودان. ويسمح هذا الموقع الاستراتيجي لقوات الدعم السريع بالسيطرة على الأراضي الزراعية، مما يؤدي إلى سحب الموارد بعيدًا عن عامة السكان.

وتهيمن هذه القوى الآن على كل موارد البلاد، تاركة بقية السكان في حالة من الفوضى.

وطبقا للتقرير  فإن الوضع الحالي في السودان يعد أحد أسوأ الكوارث الإنسانية، حيث دفع الناس إلى المجاعة مما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 100.000 منذ عام 2019. وشدد الشيخ على الحاجة الماسة لرفع مستوى الوعي حول الكارثة الإنسانية التي تتكشف في السودان. بسبب نقص التغطية الإعلامية، لا تحظى أزمة السودان بنفس المستوى من الاهتمام الذي تحظى به الكوارث العالمية الأخرى. وهذا يعني دعوة للعمل من أجل زيادة التركيز الإعلامي والدعم الدولي للشعب السوداني.

وكانت إحدى نقاط القلق الرئيسية التي أثارها كلا المتحدثين هي تورط دولة الإمارات العربية المتحدة في البلاد.

ودعا سيف الدين إلى إنهاء تصرفات الإمارات، مشيرًا إلى أنها أدت إلى تفاقم الصراع بشكل كبير. وأشار إلى أن استخدام الإمارات لقوات الدعم السريع ليس فقط في السودان، ولكن أيضًا في الحرب المستمرة في اليمن “يجب أن يتوقف”.

 وشدد الشيخ وسيف الدين على ضرورة قيام المجتمع الدولي بسحب كل دعمه لقوات الدعم السريع، مسلطين الضوء على الدور المدمر الذي تلعبه الجماعة داخل السودان. وعلى الرغم من تأكيد سيف الدين على أن إيران هي سبب الدمار في السودان، إلا أن الشيخ وسع المناقشة من خلال الإشارة إلى التأثير المحتمل للجهات الفاعلة الخارجية الأخرى مثل المملكة العربية السعودية وإيران وروسيا حيث تقوم هذه الدول بتسليح وتدريب القوات في السودان.

وأشار إلى تورط الولايات المتحدة، ومن المحتمل أن يقدم المشورة لكل من الإمارات العربية المتحدة والجماعات المسلحة داخل السودان. وأشار ضمنيًا إلى أن قوات الدعم السريع لن تكون قادرة على العمل على هذا النطاق دون دعم كبير من الجهات الفاعلة الخارجية.

بالإضافة إلى ذلك، أكد سيف الدين على أهمية توقف الولايات المتحدة عن تزويد الإمارات بالأسلحة حيث تم إبرام صفقة أسلحة مؤخرًا. وفيما يتعلق بدعم الجهود من أجل البلاد، ناقش الشيخ نقاطًا متعددة منها أمن الحدود. في الوقت الحالي، يمكن لأي شخص أن يأتي إلى السودان، وبالتالي، لمنع السودان من أن يصبح أرضًا إرهابية، يجب أن يكون هناك زيادة في الأمن الدولي والاستخبارات في البلاد.

بالإضافة إلى ذلك، يشير الشيخ إلى أن الجهود المحلية مهمة أيضًا لأن "الشعب السوداني لا يفتقر إلى القدرة". إنها مسألة توفير الموارد التي تشمل الاستثمار في التعليم، لذا فإن تزويد السكان السودانيين بالمعرفة والمهارات أمر بالغ الأهمية لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل.

وزاد "يعد التواصل مع المجتمعات السودانية في البلاد من خلال فهم احتياجات واهتمامات الأشخاص المتأثرين بشكل مباشر بالنزاع أمرًا حيويًا ويعزز الاستخبارات في البلاد لوقف التهديدات المحتملة. كلها جهود مهمة يجب اتخاذها".

ويقول الشيخ إن معالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار، مثل نقص الموارد والفرص، يمكن أن تساعد في منع الأفراد من اللجوء إلى التطرف. لم تقتصر المناقشة على تحديد المشاكل فقط، حيث سأل أحد الحضور كيف يمكن للمواطنين الأمريكيين مساعدة السودان.

واقترح الشيخ الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لرفع مستوى الوعي حول الحرب والضغط على المسؤولين المنتخبين لوقف مبيعات الأسلحة إلى الإمارات. وشدد محمد سيف الدين على قوة المعرفة. وشجع على مواصلة المشاركة في أحداث مثل هذا المؤتمر لفهم الشبكة المعقدة من الجهات الفاعلة المشاركة في الصراع.

كما سلط الضوء على أهمية الاعتراف بأساليب "التبييض" المستخدمة للتقليل من خطورة الوضع. ومن خلال البقاء على اطلاع والدعوة، يمكن للمواطنين الأمريكيين أن يلعبوا دورًا في الضغط من أجل التغيير الإيجابي.

وركز هذا المؤتمر على السودان وسلط الضوء على الحرب المتصاعدة في البلاد والأزمة الإنسانية المدمرة.

وقال المشاركون في الجلسة إن الجهات الفاعلة الخارجية، وخاصة تسليح الإمارات لقوات الدعم السريع، هي التي غذت الصراع.

وشددوا على قلة الاهتمام الإعلامي مقارنة بالأزمات الأخرى. وكانت الرسالة الرئيسية هي رفع مستوى الوعي والضغط من أجل إنهاء الحرب، مع حلول تشمل الدعوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفهم الشبكة المعقدة للمشاركة الدولية.

 

ترجمة: الموقع بوست