ذكرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لن يتمكن من تحقيق النصر في حملته الجوية ضد القوات المسلحة اليمنية، في تقرير نشرته المجلة الخميس الماضي، أشارت إلى أن “قوات صنعاء تدرك جيداً عدم جدوى القصف الجوي، وتمتلك مساحة من الوقت لا تتوفر لإدارة الرئيس بايدن، التي ستكون خاسرة إذا راهنت على خوض حرب استنزاف ضد قوات صنعاء”.
القصف الجوي يزيد من عزيمة القوات اليمنية
وأوضح التقرير أن القصف الجوي للأهداف العسكرية اليمنية من قبل الطائرات الأمريكية والبريطانية لم يضعف حكومة صنعاء، بل أدى إلى تضخيم شعورها بأهمية دورها الإقليمي، حيث أصبح شعارها “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل” سياسة قابلة للتنفيذ، حسب التقرير.
التضاريس الوعرة تصعب المهمة
وأضاف التقرير أن القوات المتحالفة لا يمكنها أن تأمل في الفوز بالحرب من الجو، و”خاصة ضد منطقة معادية معروفة بكهوفها الجبلية التي تعبر المرتفعات الشمالية للبلاد. وقد صمدت هذه التضاريس أمام قرون من الحروب الإمبراطورية العثمانية، وخمس سنوات من الغارات الجوية المصرية المكثفة خلال الستينيات، ومؤخراً حملة القصف والحصار السعودي في عام 2015.”.
قوات صنعاء والتكتيكات الزمنية
وتتحدث المجلة عن قوات صنعاء بوصفها “التي قاتلت السعوديين حتى أوقفتهم”، وأنها “تنحدر من القبائل نفسها التي اشتبكت مع العثمانيين والمصريين”، وهي بذلك تعرف جيداً عبث الحملات الجوية، وعليه، فهي مستعدة لانتظار انتهاء الصراع إلى الأبد.
الضغوط على إدارة بايدن
وأشار التقرير إلى أن إدارة بايدن تتعرض لضغوط لحل أزمة اليمن قبل نوفمبر المقبل. وأضاف التقرير “وفي حين يتمتع الحوثيون برفاهية الوقت، فإن إدارة بايدن لا تمتلك هذا الرفاهية، ما يجعل من الصعب عليها تحقيق أهدافها في اليمن عبر الحملة الجوية”.
تحليل الوضع في جنوب اليمن
ويتزامن هذا التقرير مع الوضع المتأزم في جنوب اليمن، حيث تسيطر قوات التحالف السعودي الإماراتي. ويشهد الجنوب اليمني توترات مستمرة بين الفصائل المختلفة، بالإضافة إلى التدخلات الإقليمية التي تزيد من تعقيد المشهد.
ويواجه التحالف تحديات كبيرة في تحقيق أهدافه، خاصة في ظل صمود قوات صنعاء وتكتيكاتها الزمنية التي تعزز من موقفها في الصراع.
ويبقى الصراع في اليمن معقداً ومفتوحاً على عدة سيناريوهات، في ظل تباين الاستراتيجيات والتكتيكات بين الأطراف المتحاربة. وبينما تعتمد قوات التحالف على القصف الجوي كوسيلة رئيسية لتحقيق أهدافها، فإن قوات صنعاء تظهر مقاومة قوية تعتمد على الصمود والزمن كعوامل رئيسية في حربها ضد التحالف.