في تصريح جديد يعكس تراجع قوة البحرية الأمريكية أمام التهديدات العسكرية اليمنية، أقر قائد الأسطول الخامس الأمريكي، الأدميرال جورج ويكوف، بأن الوضع في اليمن يتطلب نهجًا حذرًا وحلاً دوليًا شاملًا، مؤكدًا أن الحل العسكري وحده لن يكون كافيًا لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
يأتي ذلك في أعقاب استئناف القوات المسلحة اليمنية الإعلان عن عملياتها العسكرية ضد سفن الملاحة الإسرائيلية أو المتعاملة مع كيان الاحتلال او الداعمة للكيان في البحار في الشرق الأوسط دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة وهي العمليات التي تحاول الولايات المتحدة الأمريكية إيقافها بالقوة العسكرية دون فائدة.
وأشار ويكوف إلى أن اليمن يمثل نقطة استراتيجية مهمة على مدار آلاف السنين، حيث حاولت العديد من القوى الدولية السيطرة عليه، بما في ذلك العثمانيون والمصريون والمملكة المتحدة والسعودية، دون تحقيق نجاح مستدام. وأكد أن الولايات المتحدة تواجه تحديات مماثلة، وأن الدخول في هذا النزاع دون سياسة واضحة سيكون خطأً كبيرًا.
وأضاف الأدميرال أن الوضع يتطلب مشاركة دولية واسعة لتحقيق حل دائم، موضحًا أن القوات الأمريكية، رغم تواجدها البحري المكثف، لا يمكنها حل المشكلة بمفردها. وأشار إلى أن البحارة الأمريكيين يواجهون بيئة قتالية هي الأكثر كثافة منذ الحرب العالمية الثانية، وأنهم يبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على الأمن البحري، ولكن الحل يتطلب تعاونًا دوليًا.
وأضاف الأدميرال ويكوف: “من الصعب للغاية العثور على مركز ثقل مركزي واستخدامه كنقطة ردع محتملة. ما نقوم به حالياً هو محاولة الحفاظ على بعض مساحة القرار لقيادتنا”.
وأعرب ويكوف عن أمله في مشاركة سفن ودول إضافية في المهمة، لكنه أكد أن القرار النهائي يعود إلى حكومات تلك الدول. وقال إن مهمة عملية “حارس الرخاء” تهدف إلى حماية البحارة المدنيين، مشددًا على أن هذه مشكلة عالمية تتطلب حلاً عالميًا، في اعتراف واضح بعدم قدرة الولايات المتحدة الأمريكية مواجهة الهجمات اليمنية بمفردها ما يعكس كثافة الهجمات اليمنية ونوعيتها وتحقيقها لأهدافها.
وأكد ويكوف أن الحل يتطلب تعاونًا دوليًا واسعًا لتحقيق استقرار دائم، مشيرًا إلى أن القوات الأمريكية لا يمكنها حل المشكلة بمفردها. وأوضح أن الوضع يتطلب حلاً عالميًا، حيث أن العالم بأسره يتأثر بهذه المشكلة.
وتعكس هذه التصريحات حسب مراقبين مدى الضعف الذي تعاني منه البحرية الأمريكية في مواجهة العمليات العسكرية اليمنية، كما تبرز قوة وصمود القوات اليمنية في فرض قرارها والدفاع عن غزة. كما أن إقرار الأدميرال الأمريكي بضرورة النهج الحذر والتعاون الدولي يعكس فشل الولايات المتحدة في فرض هيمنتها على المنطقة، ويعزز من معنويات القوات اليمنية وموقفها الصامد المساند للشعب الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي الأمريكي.
