شهدت غالبية مديريات السهل التهامي في محافظة الحديدة فيضانات مفاجئة ناجمة عن تدفقات السيول الجارفة من الجبال المحيطة بالسهل التهامي. هذه الفيضانات أسفرت عن خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، ما دفع قيادة محافظة الحديدة إلى توجيه جهات الاختصاص بسرعة التقييم والحصر الشامل للأضرار المترتبة على تلك السيول.
بحسب ما نشره ناشطون محليون على مواقع التواصل الاجتماعي، أطلق المواطنون ومنظمات المجتمع المدني الليلة الماضية نداءات استغاثة لإنقاذ التجمعات السكانية الضعيفة المبنية من عشش القش والبناء الطيني والإسمنتي المتهالك. وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي تداولها الناشطون جثثاً لأشخاص بينهم أطفال، وحيوانات من أبقار وأغنام ودواجن، ومركبات جرفتها السيول، إلى جانب أضرار بالغة في المنازل والطرقات والمزارع.
وفي منشور له على فيسبوك، قال المثقف والأديب علوان الجيلاني: “هبطت درجات الحرارة، وعانى الناس غزارة المطر، وفيضان السيول، وشدة البرد. دخل المطر أماكن لم يعهد الناس دخوله إليها، الخراب الذي خلفته السيول الجارفة كبير جداً، وحتى اللحظة ليست هناك إحصاءات دقيقة بالخسائر، سواء في الأرواح أو الممتلكات”. وأضاف الجيلاني: “الأسوأ أن توقعات الطقس تشير إلى احتمال أن تهطل أمطار أغزر خلال الأيام القادمة”.
وأعلنت قيادة الحديدة، اليوم الأربعاء، عن توجيهها جهات الاختصاص بسرعة التقييم والحصر الشامل للأضرار والخسائر في الأرواح والممتلكات، والعمل على سرعة تنفيذ التدابير المتعلقة بفتح الطرق وتسهيل حركة مرور المواطنين. ووفق ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية “سبأ” التابعة لحكومة صنعاء، أكد محافظ الحديدة المعين من حكومة صنعاء، خلال تفقده المناطق المتضررة في تهامة صباح اليوم، أن السلطة المحلية وعدة جهات حكومية وعسكرية ومبادرات مجتمعية تبذل جهوداً كبيرة للتخفيف من آثار السيول والأمطار في المناطق المتضررة.
تأتي هذه الفيضانات غير المسبوقة لتزيد من معاناة سكان السهل التهامي، الذين يعيشون في ظل ظروف معيشية صعبة وأوضاع اقتصادية متدهورة، ما يستدعي تحركاً عاجلاً من جميع الجهات المعنية لتقديم المساعدة والإغاثة للمتضررين.