الرئيسية - أخبار محلية - في اليوم الدولي لضحايا الإخفاء القسري.. «الظاهرة تتفاقم» وماقصة المخفي قسراً عبد الرحمن طه المصفري

في اليوم الدولي لضحايا الإخفاء القسري.. «الظاهرة تتفاقم» وماقصة المخفي قسراً عبد الرحمن طه المصفري

الساعة 08:37 مساءً (هنا عدن : متابعات )

*

 



لحج – صلاح بن غالب

قبل موتها.. تتمنى السيدة كفاح الأعجم، رؤية ولدها المخفي منذ 7 سنوات، فدموعها لم تتوقف حزنًا وألمًا على فراق نجلها الثلاثيني عبدالرحمن طه المصفري.

المصفري ينحدر من أسرة كادحة في مديرية طور الباحة بمحافظة لحج (جنوب اليمن)، لم يعد إلى منزله منذ 7 سنوات عجاف، تقول والدته لـ«المشاهد».

وأضافت : في إحدى ليالي سبتمبر/آيلول عام 2017، كان ولدي يقود سيارته في طريق عودته من مدينة عدن إلى مسقط رأسه بمديرية طور الباحة غرب لحج.

وتابعت : مضت ساعات الليل وأشرقت الشمس ونحن في انتظار وصوله إلينا، لكنه لم يصل أبدًا.

وأوضحت أن والده وشقيقه الأكبر طرقا كل أبواب السجون ورفعا بلاغات للجهات الأمنية والعسكرية، ولم يصلا إلى معرفة مصيره حتى اليوم.

*فراق مرير*

وكشفت الأم أن والد عبدالرحمن الطاعن في السن، لم يثنيه المرض من مواصلة البحث عن ولده، حتى تُوفيّ بعد عامين ونيف من البحث عن نجله، وهو يكابد المرض وألم الفراق.

*بحث وتحري*

يقول شقيق عبدالرحمن الأكبر، فدرين طه المصفري، لـ«المشاهد»: بعد اختفاء شقيقي شرعنا في البحث عنه، طرقنا أبواب السجون والإدارات الأمنية في محافظات لحج، عدن، وأبين، فلم يفدنا أي مسؤول مدني أو عسكري.

وأضاف: بعد يومين من الاختفاء عثرنا على سيارته مركونة على الطريق في منطقة باجدار بمدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، أما هو “فكأنَّ الأرض ابتلعته مع مقتنياته الشخصية”، حد تعبيره، ولم نجد له أثرًا حتى اليوم.

وأشار المصفري إلى أن شقيقه شارك في المعارك العسكرية مع المقاومة الشعبية ضد الحوثيين أثناء اجتياحها المحافظات الجنوبية، وبعد تحرير عدن ولحج، انتقل إلى جبهة القتال بمديرية حيفان جنوبي تعز، المجاورة لمديرية طور الباحة بلحج.

لافتًا إلى أن شقيقه المخفي معروف عنه حسن أخلاقه، وليس لديه أي عداوة مع أحد، ولا ينتمي لأي حزب سياسي.

وطالب المصفري من الحكومة اليمنية والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية الوقوف معه حتى يتم الكشف عن مصير شقيقه، حيًا كان أو ميتًا.

*تزايد الظاهرة*

رئيس منظمة سام للحقوق والحريات توفيق الحُميدي يشير لـ«المشاهد» أن مؤشرات ظاهرة الإخفاء القسري تزايدت باليمن خلال سنوات الحرب، سواءً بمناطق سيطرة الحوثيين وهو الأكثر، أو مناطق المجلس الانتقالي والحكومة اليمنية.

واستدل الحُميدي بما تمارسها جماعة الحوثي من اعتقالات للعاملين في السفارات الأجنبية والمنظمات وإخفاؤهم قسرًا، بالإضافة لخروج تظاهرات احتجاجية في عدن وغيرها من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، أعقبتها حملات اعتقال وإخفاء.

وأثنى الحُميدي على الدور الإيجابي الذي تقوم به المنظمات الحقوقية كرابطة أمهات المختطفين، في إظهار هذه القضايا إلى الواجهة، ولفت أنظار العالم للإهتمام بقضايا المخفيين قسرًا باليمن، عبر الرصد والتوثيق وإصدار التقارير الحقوقية في هذا الخصوص.

يشار إلى أن الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة تبنت عام 2006، اتفاقية دولية لحماية الأشخاص من الإخفاء القسري، وهي الاتفاقية التي وقعت عليها 93 دولة، وصادقت عليها 50 دولة، ودخلت حيز التنفيذ عام 2010.

ويُعرف الاخفاء القسري، طبقًا للمادة الثانية من الإتفاقية الدولية، بأنه “الاعتقال أو الاحتجاز أو الاختطاف أو أي شكل من أشكال الحرمان من الحرية يتم على أيدي موظفي الدولة، أو أشخاص أو مجموعات من الأفراد يتصرفون بإذن أو دعم من الدولة أو بموافقتها، ويعقبه رفض الاعتراف بحرمان الشخص من حريته أو إخفاء مصير الشخص المخفي أو مكان وجوده؛ مما يحرمه من حماية القانون”.