إلى بروكسل توجه (قادة ) بلا قيادة ، وفي صنعاء التقى (حكماء ) بلا حكمة ، وفي أروقة فنادق أبو ظبي يجاهد بعضهم لصياغة دستور على الورق ، المشهد مرتبك والعبث على أشدّه .
ما ان يغادر حشد المتحاورين يفرغ كل شئ من محتواه في لحظة خاطفة عاصفة ، لتتسع رقعة الهشاشة وتتجه العاصفة نحو مزيد من التأهب والتوحش وينتشر الموت ، مسلحين كثر أجسادهم مدججة بالسلاح ،ولاعبين كثر قلوبهم طافحة بالثار والأحقاد ، وشعب أعياه الصبر ممسكا ببقايا أمل يوشك على السقوط .
على الطريقة اليمنية يتجرع اليمنيون الموت بأنواعه منذ سنوات طوال ومن لم يمت (بالسيف ) مات بالفقر والمرض والفساد والجهل والثارات ... والقائمة تطول ، موت إيقاعه بطئ ونتائجه كارثية . حينما تحضر الكراهية يزداد منسوب التوجس والحقد والانحطاط ، تغرق المدن بالظلام ، والأرصفة بالدماء ، ويتشح الوطن بالسواد ، ويتشضئ . تصرخ لاشيء أقدس من الإنسان ،، و تتناثر الأشلاء وتنساب الدماء الزكية في طول البلاد وعرضها جملة وفرادى !! .
كل شئ لدية فرصة أخرى للتكرار إلا الثقة هكذا تقول الوقائع ويتحدث علم النفس ، والثقة غادرت المتمترسين ذابت وتبخرت تحت وقع الرغبة في الانتقام والجشع والأنانية ، لذا اكتظت العقول بالأحقاد والنفوس بالثارات وتعددت ألوان الموت وهوس القتل .
وطن ينزف يسقط خيرة رجاله على الطرقات ،والثكنات ،والشوارع ، تسقط القناديل ويزداد الدّنا وحشة والمدى سواد ، من يقتل دعاة الدولة المدنية ؟!! من يوئد أحلام اليمنيين ؟!! ثمة عيون حائرة الآن وثمة أيادي على القلوب.