الساحة .. (التمثيل الشرعي) أولى المهام

2014/11/29 الساعة 02:05 صباحاً

يعد البحث عن شرعية التمثيل الشرعي للثورة الجنوبية المهمة الأولى التي سعت عناصر وقيادات ونشطاء الحراك الجنوبي الى إيجادها وتفعيلها منذ ان رأى الكثير من القيادات االحراك الجنوبي ان جمعية المتقاعدين العسكرية التي بادرة  وأخرجت أول تظاهرة جماهيرية للحراك الجنوبي في 7 يوليو 2007م لم تعد تستوعب حجم الالتفاف الشعبي الجماهيري الذي حظي به  نشاطها المطلبي الذي صار مطلب سياسي بإمتياز

أخذت جمعيات المتقاعدين والمبعدين العسكريين وجمعية الدبلوماسيين وجمعية العاطلين عن العمل وجمعية المزارعين بالإضافة الى منظمات الحزب الاشتراكي النشطة في بعض محافظات الجنوب)على عاتقها قيادة الحراك الجنوبي في بداية إنطلاقته وقد شكلت لها جمعيات في كل محافظات الجنوب ومن ثم شكلت مجلس تنسيق لجمعيات المتقاعدين وملتقيات التصالح والتسامح وجمعية الدبلوماسيين وغيرها في العاصمة عدن بقيادة العميد ناصر علي النوبة الا ان هذه القيادة وتحت المطالب الملحة سعت الى تشكيل كيان أوسع يضم بقية شرائح المجتمع الجنوبي التي انضمت الى الحراك الثوري الجنوبي مع بداية عام 2008م والذي شهد حراك سياسي نخبوبي وحوارات ونقاشات كثيرة كان لابد له ان تسفر عن تشكيل كيان سياسي موحد للحراك الثوري الجنوبي- الذي يتصاعد حينها

اشتدت مطالب بعض نشطاء وسياسيي الحراك الجنوبي لإيجاد مكون أو هيئة تأخذ على عاتقها المطالب السياسية التي تبلورت في التجاوب الشعبي للتظاهرات التي لحقت يوم الإنطلاقة 7 يوليو 2007م، ولذا جاء إعلان عن تشكيل أول هيثة وطنية جنوبية برئاسة العميد النوبة ونائبة حسن باعوم الا ان هذه الهيئة (الصورية) لم يحالفها النجاح لانها مجرد إعلان ولا يوجد لها برنامج سياسي ولا هيكل تنظيمي تضم فيه بقية القيادات والنشطاء الذين يقودون الحراك الثوري في محافظاتهم وصاروا رموز جنوبية معروفة، ولابد لنا هنا ان نتذكر محاولات منظمات الحزب الاشتراكي في بعض المحافظات في تشكيل (مجلس تنسيق النضال السلمي) من الجمعيات العسكرية وجمعية العاطلين عن العمل وبعض النقابات المهنية الا أنها هي الاخرى لم تحظى بقبول الكثير من الشرائح في تلك المحافظات والمحافظات أخرى .

خاضت النخبة السياسية والإعلامية والعسكرية التي كانت تقود الحراك الثوري الجنوبي في محافظات الجنوب المحتل ما يمكن ان نسمية بـ(صراع التمثيل الشرعي للمطالب الشعبية) وهذا ما دفع الزعيم حسن باعوم الى مبادرة لدعوة الكثير من النخب الجنوبية الى مدينة العسكرية في منطقة يافع م/ لحج لتشكيل المجلس الوطني لتحرير واستقلال الجنوب وهو المكون الجنوبي الذي أعلن بوضوح عن أهداف الثورة الجنوبية والمتمثل بالتحرير والاستقلال وإستعادة دولة الجنوب والذي حمل برنامج سياسي وهيكل تنظيمي احتوى الكثير من القيادات الجنوبية المعروفة وكان الهدف من تأسيس هذا المجلس ليكون ممثل شرعي للمطالب الشعبية الا ان التباينات في الأهداف أو في طريقة الإعلان جعل الكثير من القيادات المعروفة تتخلف عن الإنضمام الى هذا المجلس الجديد الذي لقي حفاوة شعبية غير متوقعة وهذا الأمر هو من جعل بعض القيادات الغير منضوية الى هذا المجلس الى الإسراع الى تأسيس مجالس أخرى وهكذا جاء الإعلان عن تشكيل حركة (نجاح) وكذا الهيئة الوطنية للاستقلال وغيرها وكلها تتسابق على التمثل الشرعي للحراك الثوري الشعبي والتي اضاعته على بعضها البعض وصارت شرعيات متعددة ومشتتة

بالرغم ان الجماهير الثائرة موحدة على هدف الثورة الجنوبية المتمثل بالتحرير والاستقلال الا ان حال الحراك السياسي النخبوبي مشتت وظهر ذلك جليا من خلال تعدد الأهداف بين النخب القيادية الناشطة وكان بمثابة المعوق الرئيس بالإضافة الى تضخم الذات عند بعض القيادات وبحثها عن موقعها القيادي كشرط لتوحدها وقد أوجد هذا التشتت المبرر السياسي لعدم التعاطي العربي والدولي مع الحراك الجنوبي بكونه لا يوجد له قيادة موحدة  وكذا أوجد فرصة لدى المحتل بانتقاء قيادات تنفذ سياسته بدعوى انتماءها وتمثيلها للحراك الجنوبي.

وتحت الضغط الشعبي للجماهير الجنوبية الثائرة جاءت مبادرة زنجبار في 9 / مايو2009م لتوحيد مكونات الحراك الجنوبي (المجلس الوطني وحركة نجاح والهيئة الوطنية وتخلف جزء من الهيئة الوطنية للاستقلال) ليولد المجلس الأعلى للحراك الجنوبي لتحرير واستقلال الجنوب بقيادة الزعيم حسن باعوم وبشرعية الرئيس علي سالم البيض . وهذا التوحد شكل منعطف تاريخي للثورة الجنوبية الا انه ما لبث ان خرجت مكونات أخرى من هذا المكون الجديد لتتلاحق الانشاقات حتى وصلت الى قيادة المجلس نفسه في ما بعد واستمر الحال المزري الى ان حل موعد ذكرى 14أكتوبر/ 2014م الذي جاء الاحتفاء به في هذا الظروف الصعبة التي يمر بها الحراك الجنوبي لتجد الجماهير نفسها مرة أخرى باحثة عن التمثيل الشرعي والحامل الشرعي لثورتها التحررية المباركة وتعلن الاعتصام الجماهير المفتوح تحت قيادة لجنة إشرافية مشكلة من المستقلين ومن المنظمات الجماهيرية ومن المكونات الثورية المعروفة لتنفذ أول أعتصام مفتوح في مسيرة الثورة الجنوبية التحررية في ساحة العروض في العاصمة عدن لتضع في أولى اهدافها عدم مبارحة الساحة حتى تلتأم المكونات الثورية وتشكل قيادة ثورية موحدة تحمل اهدافها الثورية وتمثل شرعيتها الشعبية.

وفي أعتقادي ان الجماهير الجنوبية في الساحات قد استطاعت ان تخلق حراكاً سياسياً ثورياً منذ بداية الاعتصام المفتوح والذي بدوره اسفر عن حوارات ومناقشات جادة بين مكونات الثورة الجنوبية اسفرت الى حد الان عن  توحد غالبية القوى الثورية التحررية كما اسفرت عن عودة الكثير من القيادات الجنوبية التي كانت في دول الشتات (ونتمنى من هذه القيادات ان لا تخلق صراع جديد للتمثيل الشرعي وأن تكون مساعدة في لملمة المكونات) .. كما خلق الاعتصام المفتوح حراك إعلامي جنوبي نتج عنه إعلان عن قناة جنوبية أخرى والإعلان عن إنشاء مراكز إعلامية جنوبية  بالإضافة الى نشاط إعلامي جنوبي وعربي ودولي كسر الى حداً ما التعتيم الإعلامي المفروض على قضية شعب الجنوب المحتل وكل هذه الانتصارات على طريق النصر الأكيد بتحرير الجنوب وبناء دولته المستقلة كاملة السيادة .. وقيل قديما ان النصر الكبير ياتي نتاج أنتصارات صغيرة