اختطاف ابن مبارك على يد الحوثيين لا يختلف كثيرا عن اختطاف النساء اليزيديات على يد داعش. وفي الحالتين نرى ونلمس لمس اليد ان الإسلام مختطف ايضا وبذات الهنجمة والعنجهية والوقاحة.
الدين الاسلامي شئ والاسلام الذي انتجته وتنتجه الحركات الاسلاموية كالحوثية وداعش شئ آخر مختلف. فهذه المجموعات الإسلاموية المختلفة فيما بينها، والمتنازعة، تلتمس الشرعية ووضوح الهوية بادعائها الانتساب الى الاسلام، وفي مسعاها تنتج اسلامها الخاص وتفرغ الدين الاسلامي من ذاته وتُفقده شكلَه ووضوحَه، عن طريق توقيف الناس ومصادرة أملاكهم وتفجيرها وقتلهم بذريعة أنهم كفار كما تفعل داعش والقاعدة، أو لانهم دواعش كما يفعل الحوثي، فتصبح آلات قتل عشوائي عمياء، وتحول دين المسلمين الى سلطة اقلية عدوانية.
سلطة تعلم انها عاجزة عن اقناع الناس بالتصويت ب(لا) للدستور فتعمد الى اختطاف امين عام الحوار الوطني المنتج للدستور، في الوقت الذي توهم قناتهم (المسيرة) الناس بشعبية الحركة عن طريق عرض لقطات لمائتين اوثلاثمائة قبلي مسلحين بالآربي جي يرددون صرخة الحوثي القادمة من اعماق التفاهة حيث لن يسعفهم القرآن بصرخة كتلك.
من يتحكم فعلياً بالشروط الفعلية لحياة الناس في بلدنا هو نخب السلطة والثروة المتحكمة، وليس الإسلام. لقد ثار اليمنيون في 1962 ضد سلطة النخبة السلالية الامامية السارقة الغشاشة الناهبة ولم يثوروا على الاسلام، وهي السلطة التي يريد الحوثي استعادتها منذ سبتمبر 2014.
وما يطعن في شِرْعة الحوثي وداعش وشرعيتهما هو التراث الإسلامي المتمركز حول معاني العدالة والتوحيد وكرامة بني آدم والأخوّة بين الناس والرحمة وعمران الأرض ومكارم الأخلاق، وبعبارة اوضح البُعد الأخلاقي للدين الاسلامي ، وهو السلاح المتوفر لعموم المسلمين ليدافعو به عن أنفسهم وعن دينهم، وهو ما يجعل من المتعذر على أفّاقين ومهووسين وانتهازيين وقَتَلَة توسّل الدين من أجل الصراع على السلطة والموارد.