نشرت مواقع اخبارية عديدة مسودة الإتفاق الذي تم بين القوى السياسية المختلفة على الساحة اليمنية لمعالجة ورطة الحوثي التي أدخلت البلاد في نفق لا أعتقد هذه البنود الهزيلة ستخرجنا منه ولايمكن أبدا من الناحية الطبية أن تعالج السرطان بمهدئ الأسبرين.
كلنا كيمنيين نتمنى أن نخرج من هذه الضائقة السياسية واﻷمنية والمعيشية ﻷن معظم قطاعات الشعب أصبحت تعيش تحت خط الفقر حتى الموظفين منهم أصبحوا يعيشون في ضائقة معيشية خانقة والجميع يتمنى التوصل إلى إتفاق يمكن المواطن اليمني من العيش حياة هادئة آمنة وكريمة ولكن ما الضمانات التي ستضمن نجاح هذه الإتفاقية ومن ثم تنفيذها إلى أرض الواقع؟ كل المعطيات تدل على أن هذه الإتفاقية ستفشل أمام أول إختبار جدي لها ﻷنها لم تتطرق للمشاكل الرئيسة التي تعاني منها اليمن وأوجزها فيى اﻷتي:
1- جميع بنود الإتفاقية كانت لمعالجة بل والتغطية على الإنقلاب الحوثي وشرعنته دوليا ومحليا وإخراجه من ورطته.
2-لم تتطرق الإتفاقية إلى مصير اﻷسلحة المنهوبة من الدولة والتي نهبها النظام السابق واﻷسلحة التي نهبتها المليشيات الحوثية وغير الحوثية وهذه اﻷسلحة المنهوبة تمثل 70% من أسلحة الجيش اليمني.
3-لم تتطرق الإتفاقية إلى الإحتلال الحوثي لعدة محافظات إبتدائا من صعدة وعمران وحجة وصنعاء والحديدة ورداع وإب وريمة وأثناء التفاوض على بنود الإتفاقية كان الحوثي يرسل قواته لإحتلال البيضاء وعدن وحضرموت!!! وهل سينسحب الحوثي من هذه المحافظات بعد التوقيع على هذا الإتفاق؟؟؟
4-لم تذكر الإتفاقية لا من قريب ولا بعيد وضع الجيش اليمني المحايد!!! والذي تسبب بحياده المشبوه بتفتيت اليمن وتسهيل سقوط جميع المحافظات اليمنية المذكورة أعلاه...وحتى يومنا هذا فمعظم قطاعات الجيش ولائها للنظام السابق وأصبح بعضها حتليا موالي للحوثيين.
5-لم تذكر الإتفاقية وضع اﻷجهزة اﻷمنية والتي أصبحت تحت سيطرة فصيل واحد إبتدائا من وزارة الداخلية مرورا بالأمنين السياسي والقومي وحنى أصغر قسم شرطة!!!.
6-مشكلة الجنوب وضعت تحت عنوان فضفاض وهو اليمن الإتحادي وهو عنوان جميل ولكن إذا قرأت ما بين السطور ستجد أنه بعد 5 سنوات شرعنت الإتفاقية للإنفصال حيث سيتم إجراء استفتاء لشعب الجنوب ليحددوا مصيرهم وهذه نصوص دولية متعارف عليها وغالبا ما تنتهي بإنفصال الدولة الواحدة وجنوب السودان مثال.
7-ما هو وضع السيد عبدالملك الحوثي في هذا الإتفاق؟؟؟ وهل سيظل متقمصا دور المرشد اﻷعلى للثورة الحوثية في اليمن؟؟؟
8-الدول الراعية للإتفاقية هي نفسها التي رعت إتفاقية المبادرة الخليجية وإتفاقية السلم والشراكة وكلها كانت إتفاقيات فاشلة ﻷنها لم تنص على بنودا لعقاب من يعرقل بنود تلك الإتفاقيات أو يتسبب في فشلها.
كل نقطة من النقاط المذكورة هي قنبلة موقوته وإذا لم تناقش بتأني من كافة جوانبها ويتم وضع حلول جذرية لها فستنفجر وتنسف ليس فقط الإتفاقية الثالثة بل قد تنسف اليمن كدولة ....وكفانا حلول الإسبرين والتي لا تشفي مريضا أبدا.