ما إن قررت حكومة الوفاق السابقة والتي كان يرأسها با سندوه حتى بدأ الحوثثين بجمع عناصرهم وأنصارهم وأعلنوا رفضهم للجرعة الظالمة وبهذا تعاطف مهعم كثير من محافظات صعدة وعمران وصنعاء وذمار وحاصروا العاصمة صنعاء من مداخلها الرئيسة وبدأت أزمة تلوح بالأفق ...فكان منطق الحوثيين قوي وهو أنهم يريدوا إسقاط الجرعة وهنا بعث الرئيس المستقبل هادي الوفود إلى زعيم الجماعة من اجل التفاوض إلا أن الرد كان أنه لا تنازل عن إسقاط الجرعة .واستمرت المظاهرات وحصار العاصمة حتى تم إسقاط العاصمة ولم تسقط سوى جزء من الجرعة ..سقطت العاصمة 21سبتمبر تحت ذريعة الجرعة ..وبالأمس يطل محمد البخيتي عضو بالمجلس السياسي للحوثثين ليصرح انه لا بد من رفع الدعم عن المشتقات النفطية إن عزمت الجماعة على ذلك أو إن تم تنفيذ الرفع من قبل المجلس الحاكم القادم فماذا يعني ذلك ؟سوى أحد أمرين : الأول أن الحوثيين كذابين ومتسلقين للسلطة مستغلين للأوضاع الاقتصادية التي مرت بها البلد ..أو الثاني أنهم يريدوا استمرار معاناة المواطن ولا يعنيهم أمره بعد ان وصلوا إلى مركز القرار والحصول على السلطة وإن كان ثمنها استمرار الفقر ومعاناة المواطن والتدهور الاقتصادي ...كذلك هناك تساؤلات كثيرة بعد هذا التصريح الذي أدلى به البخيتي منها هل يقصد الحوثيين من ذلك إفشال المجلس القادم تحت ذريعة الجرعة ورفع الدعم ؟ أم إن الهدف منه مزيد من المماطلة في تسوية الوضع الاقتصادي وإيجاد الحلول العادلة .
لكن نأمل أن تتخذ مثل هذه الخطوة القاتلة فالمواطن لن يتحمل أكثر من هذا الوضع القائم فضلا على ان يزيد على كاهله فوق طاقته ..نأمل ان تتخذ خطوات إصلاحية تعالج الوضع ..ولا ننسى أن إخوتنا الحوثيين قاموا بما سموه ثورة وعليهم ان يكونوا عند المسؤولية وان يمتلكوا الشجاعة الإدارية في تحمل المسؤولية .فالشعب لن يقبل بأي إدارة للبلد من خلف الكواليس .