حوار الموفنبيك حوار الهاوية

2015/02/10 الساعة 10:46 مساءً

عندما كانت القنابل تنهال على قلب لندن، وتدمر كوفنتري، كان تشرشل يطالب المانيا بالاستسلام دون قيد او شرط. وعندما بعث هتلر، اثناء قصفه لبريطانيا، احد اكبر مساعديه، رودولف هيس، ليعرض على تشرشل اقتسام اوروبا، رفض هذا الاخير مقابلته، ووضعه في السجن الذي مات فيه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بوقت طويل. هكذا تبني الامم العظيمة بقادتها العظام، دولها العظمى بالمقاومة لا بالاستسلام والاستزلام. لكن الواضح ان نخبنا السياسية لم يتشكل مفهوم الدولة في وعبها حتى الآن.

قد يقول قائل ان لا مجال للمقارنة، لان ذلك غزو اجنبي، اما الحوثيون فهم يمنيون. وهنا تكمن المشكلة بالضبط، لان من احتل صنعاء في الحقيقة هي ايران ، والحوثي ليس الا واجهة لهذا الاحتلال، ومن لديه شك في ذلك، فليراجع تصريحات المسؤولين الايرانيين المعلنة والمنشورة.

ان ادراك هذه الحقيقة البسيطة، والتصرف انطلاقا منها، هوالفرق بين المقاومة، وبين الانبطاح والاستسلام الذي تمارسه القوى السياسية المترهلة في الموفنبيك. ان اي شعب يتعرض لغزو همجي، يحتاج من قياداته ان تبسط امامه الحقائق بكل وضوح، لا ان تلتمس الاعذار للعدو الغازي، وتعمل على اضفاء الشرعية على الاحتلال.

ان ما قام به الحوثي، هو تصرف لا يمكن ان يقوم به الا عدو اجنبي، له اجندته الخاصة، التي لا تقيم وزنا لحياة اليمنيين، التي اصبحت تهدر كل يوم بالارهاب والارهاب المضاد. وأمست مهددة بالحرب الاهلية، ولا لمصالحهم الوطنية حيث اصبح اقتصادهم وعملتهم ومعايشهم مهددة بالاندثار والتلاشي، ولا لمكتسباتهم في بناء دولة مدنية حديثه ويمن اتحادي جديد، ولا لثمرات نضالهم في سبيل الوحدة الوطنية الراسخة، حيث اعلنت الاقاليم فك ارتباطها بصنعاء.

 وقد تم تدمير الجيش والقوى الامنية، الذين اقتطع اليمنيون تجهيزاتهما، من طعام اطفالهم وصحتهم وتعليمهم، ليستولي عليها العدو الغازي، ويسخرها لخدمة اجندته، التي لحمتها وسداها تهديد دول الجوار، خدمة للمصالح الايرانية، وليس خدمة للمصالح اليمنية اوحتى الحوثية.