بعد أن وصل الرئيس الشرعي لليمن إلى عدن وبعد الانقلاب والحصار الذي تعرض له رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وبعض وزراء حكومته والذين لا زالوا حتى كتابة هذه الحروف رهن الإقامة الجبرية ولا يسمح لهم بالخروج حتى لصلاة الجمعة ،خرج الرئيس من صنعاء ووصل إلى محافظة عدن الرئيس هادي هو صمام أمان اليمن ووحدة اليمن وعليه أن يدرك تماما أن العودة عن قرار استقالته أمر في غاية الأهمية لمصلحة الوطن وللحفاظ على ما تبقى من الدولة ،ومن أجل لملمة الفوضى الذي أحدثها الانقلاب ،فقرار الاستقالة كان حتى لا يبرر أي شرعية للانقلاب حيث كان تحت الضغط والإقامة الجبرية ,أما الآن فالظرف يختلف تماما ،على الرئيس هادي أن يتخذ خطوات عاجلة بإلغاء كافة القرارات التي اتخذت من بعد 21سبتمبر لأنها تمت من طرف غير شرعي ولا يمثل الدولة ..اليوم اليمن يمر في مرحلة خطيرة تتطلب من الرئيس هادي أن يدعوا الأحزاب السياسية إلى طاولة مستديرة للتصالح والعمل الوطني وتوحيد الجهود للعمل للإنقاذ الوطن ،كذلك ينبغي أن يتخذ هادي قرارات حاسمة وشجاعة تعيد الأسلحة التي تم نهبها من قبل الانقلابيين ،والخروج من العاصمة والمدن التي سيطروا عليها بقوة السلاح ،على الرئيس هادي أن يدرك أن الشعب يقف معه وأنه يتوقع منه في خطابه الذي يرتقبه أبناء اليمن قاطبة أنه قد عدل عن قرار اعتزاله من أجل مصلحة الوطن ,والعودة لبناء اليمن الجديد وإكمال مسودة الدستور الجديد والتهيئة للاستحقاقات الدستورية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ، والبدء بوضع الترتيبات الأولى للأقاليم الستة التي توافق عليها جميع الأحزاب والمكونات السياسية ....كلنا أمل أن عودة الرئيس هادي ستكون علامة مفصلية في تاريخ اليمن وعودة الشرعية الدستورية ,وإخلاء كافة المدن من المليشيات ,وبسط نفوذ الدولة في جميع التراب اليمني .وعلى الأحزاب السياسية كافة التعاون مع هادي والتوقف عن المراهقات والمناكفات السياسية فالوطن يستحق من الجميع تقديم كافة التنازلات وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والفئوية والطائفية . وكذلك لأعضاء مجلس النواب أن يقفوا إلى جانب شرعية الرئيس وأن لا ينجر أحدا منهم إلى دعوات واجتماعات تشرعن الانقلاب ،عليهم مسؤولية تاريخية في الوقوف مع الوطن .
وأما بالنسبة للخطاب المرتقب فلا يستبعد أن في هذه اللحظات ستكون مفصلية خاصة إذا ما تم التواصل والاتصالات مع الدول العشر على وجه الخصوص ..سيظهر موقفها جليا مدى تأييدها للشرعية من عدمها ،أتوقع أن الخطاب سيكون حاسما إن وجد الرئيس هادي موقف دولي داعم للشرعية خاصة والموقف الداخلي يقف معه .