الرئيسية - أخبار محلية - سياسي جنوبي حراكي : البيئة تصنع الطغاة واستسلام الناس يشرعن ظلمهم.. والطغيان لا يتشكل في الفراغ بل "ينمو" حين يستسلم الناس له "ويشرعنوه" بسكوتهم أو نفاقهم

سياسي جنوبي حراكي : البيئة تصنع الطغاة واستسلام الناس يشرعن ظلمهم.. والطغيان لا يتشكل في الفراغ بل "ينمو" حين يستسلم الناس له "ويشرعنوه" بسكوتهم أو نفاقهم

الساعة 03:48 مساءً



�نا عدن | متابعات
عبدالكريم السعدي
سياسي وقيادي حراكي |

في طرح فكري لافت، سلط السياسي الجنوبي البارز عبدالكريم السعدي، عضو قيادة الحراك الجنوبي السلمي ورئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية، الضوء على واحدة من أخطر الظواهر الاجتماعية والسياسية في واقع الشعوب، وهي "صناعة الظالم"، من خلال منشور له عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وقال السعدي:
"الظلم ظلمات، والظالم لم يولد ظالمًا، بل صنعت ظلاميته بيئة نشأ فيها، ولم يجد من يردعه أو على الأقل يكشفه للناس."
مؤكدًا أن الطغيان لا يتشكل في الفراغ، بل ينمو حين "يستسلم الناس لظلاميته وجهله، ويمنحونه شرعية ضمنية بسكوتهم أو نفاقهم."

وأشار السعدي إلى أن التاريخ الإنساني مليء بالنماذج التي توضح كيف يُصنع الظالم والطاغية، ولكن المؤسف أن الشعوب تمر على تلك التجارب دون أن تستفيد منها.

وأوضح أن من أبرز صور صناعة الظالم استسلام العامة، وقال:
"عندما يخاف المظلوم حتى من تسمية الظالم باسمه، ويكتفي بالتلميح، يكون قد منح هذا الظالم غطاءً لمزيد من القهر، بل وشرّع له ظلمه."

وأضاف:
"الطغاة لا يفسدون إلا حين يجدون من ينافق لهم، ويسعى للتقرب منهم، ويتعامل معهم كأنهم آلهة لا تُسأل. وعندها يتوحش الظالم أكثر، ويستبيح كل شيء، لأنه يرى من حوله قطيعًا لا يرفض، بل يتذلل."

وختم بالتحذير من دور الإعلام المرتهن، قائلاً:
"عندما يجد رئيس عصابة أو زعيم جماعة خارجة عن القانون إعلامًا مُسحَبًا من رقبته – وأحيانًا من قدميه – ومرتهنًا لدراهم هذه النماذج، يتحول الظلم من فعل فردي إلى مؤسسة قائمة، ويصبح واقعًا مأساويًا لا يُمكن نفيه."

هذا الطرح العميق يفتح بابًا للنقاش حول مسؤولية المجتمعات في نشوء الظلم والطغيان، وضرورة كسر حاجز الصمت في وجه من يستبيحون الحقوق ويصنعون من الخوف نظامًا متكاملاً.

عدن الخبر