�نا عدن | خاص
اصدر التحالف الوطني الجنوبي اليوم الاربعاء 30 يوليو، بيانا هاما بشأن الأحداث الجارية والاحتجاجات الشعبية في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، وتصاعد الاحتجاجات الشعبية في محافظات الجنوب.
وقال التحالف في اجتماع له برعاية "الحركة المدنية الديمقراطية"، انه يتابع بقلق بالغ ما تشهده مدينة المكلا خاصة ومحافظات الجنوب عامة من احتجاجات غاضبة، تعبّر عن عمق المعاناة التي يعيشها المواطن الجنوبي في ظل انهيار شامل في مختلف القطاعات الحيوية، وغياب كامل للحلول.
مؤكدا ان التدهور المعيشي وصل إلى مرحلة غير مسبوقة فالرواتب منقطعة عن آلاف الموظفين المدنيين والعسكريين وانهيار الخدمات الأساسية في الكهرباء والمياه والصحة والتعليم، وارتفاع الجوع والفقر إلى مستويات مقلقة، وغياب أي خطة إنقاذ واقعية، وتفكك البنية الإدارية والخدمية وغياب الدولة ومبدأ الشراكة.
وكشف التحالف الوطني الجنوبي ان لديه رؤية للحل تتلخص بالاتي:
أولاً:
يحمل التحالف الوطني الجنوبي الجهات المسيطرة مسؤولية التدهور القائم، مؤكداً أن ما يحدث في المكلا والجنوب ليس مجرد أزمة خدمات، بل أزمة تمثيل وغياب للعدالة والقرار الوطني المستقل.
ويدعو التحالف لإطلاق مبادرة تأسيس وطني جنوبي تضع في أولوياتها المطالبة بصرف الرواتب وإنقاذ الخدمات، وصياغة ميثاق جامع يقوم على الشراكة والتوازن دون إقصاء، ورفع المبادرة للأمم المتحدة لرعاية حوار شامل يضمن تمثيلاً عادلاً لكل القوى الجنوبية في المرحلة الانتقالية. ويؤكد التحالف أن الجنوب لا يُبنى بالوصاية، بل بالإجماع.
ثانياً:
يوجّه التحالف الوطني الجنوبي خطاباً صريحاً إلى التحالف العربي، معربًا عن استنكاره لطريقة إدارة الملف الجنوبي، التي أفضت إلى تدهور شامل في الخدمات والمعيشة. لقد كان أمل الجنوبيين أن يكونوا شركاء في بناء الاستقرار، لا ضحايا لتجارب فاشلة وتدخلات تُكرّس الفوضى والتبعية. إن تغييب الشراكة مع المكوّنات الفاعلة، خاصة في حضرموت وعدن والمناطق الشرقية، خلق فجوة عميقة بين المواطن والداعمين. ويحمّل التحالف الوطني الجنوبي التحالف العربي مسؤولية سياسية وأخلاقية عمّا آلت إليه الأوضاع، مؤكدًا أن أي دعم لا يقوم على شراكة حقيقية يُسهم في تعميق الأزمة لا حلّها.
ثالثاً:
يوجّه التحالف الوطني الجنوبي رسالة إلى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والمجتمع الدولي نؤكد فيها ضرورة دعم التمثيل الجنوبي الحقيقي النابع من الداخل، بعيداً عن القيادات المغتربة التي لا تمثل الواقع. ونطالب بتوجيه الدعم السياسي والمالي نحو مشاريع خدمية وتنموية تُدار محلياً، وإشراك فعلي للمجتمع المدني، الشباب، والنساء في مسارات الحوار، مع إعادة صرف الرواتب وتحسين الخدمات كأولويات عاجلة تعكس الاحتياج اليومي للناس في الجنوب.
وفي الختام نؤكد أن الجنوب لا يحتاج إلى وصاية أو وكلاء، بل إلى تمكين حقيقي لإرادة الناس، وشراكة تستند إلى احترام الخصوصيات المحلية، وتكافؤ الحقوق، وتوازن المصالح.
إن الاستمرار في دعم نخب مفروضة من الخارج، لا يمثل إلا استخفافاً بتضحيات الجنوبيين، وخطراً على أي مشروع استقرار مستقبلي.
وختم التحالف الوطني الجنوبي بيانه بتجديد دعوته لتحوّل في نهج التحالف العربي والمجتمع الدولي، يقوم على الاعتراف بالمكونات الوطنية في الداخل، ويدعم تمكينها إدارياً واقتصادياً وأمنياً، بعيداً عن التجاذبات والمصالح الضيقة.