الرئيسية - أخبار محلية - في حوار خاص أجرته " النيل الدولية" الكاتبة اليمنية أحلام القبيلي: الكتابة صرخة مقاومة.. وعلى السياسيين أن يتقوا الله في هذا الوطن

في حوار خاص أجرته " النيل الدولية" الكاتبة اليمنية أحلام القبيلي: الكتابة صرخة مقاومة.. وعلى السياسيين أن يتقوا الله في هذا الوطن

الساعة 04:13 صباحاً (هنا عدن : متابعات )

 

في زمن تشتدّ فيه الأزمات وتتوارى الأصوات الصادقة خلف ضجيج المصالح والصراعات، تبقى بعض الأقلام وفية لوجع الإنسان، منحازة لقضايا المجتمع، حاملةً مشاعل الوعي ومسؤولةً أمام ضميرها المهني والوطني. من بين هذه الأصوات تبرز الكاتبة والصحفية اليمنية أحلام القبيلي، التي تمزج في كتاباتها بين حرارة الكلمة وصدق التجربة، وتختزل في مسيرتها الحافلة نضال المرأة ضد التهميش، وانحياز الكلمة لقيم النبل والحرية والسلام.



في هذا الحوار الخاص الذي أجرته" النيل الدولية"،مع الأستاذة/ أحلام القبيلي  تكشف  ملامح نشأتها، ونتتبع خيوط تجربتها الممتدة لأكثر من عقدين من الكتابة في الصحافة والأدب والشعر الشعبي. كما نتوقف عند آرائها حول قضايا الوطن والإنسان، وتقييمها للمشهد الإعلامي والسياسي، ورسائلها للمستقبل، وللشباب، وللسودان الشقيق في محنته الراهنة.

النيل الدولية - حاورها : محمد العياشي 
 
إلى تفاصيل الحوار...
بداية، من هي ضيفتنا؟ حدثينا عن نفسك  عن خلفيتكِ سيرتك الذاتية إن رغبت بذلك؟ 
أحلام القبيلي، كاتبة صحفية وشاعرة شعبية، ليس لدي من شهادات التعليم إلا شهادة الإعدادية، حرمت من التعليم بسبب العادات والتقاليد التى ترى ان تعليم الفتاة شر يجب أغلاق الباب في وجهه 
ولدتُ في اليوم الذي اغتيل فيه الملك فيصل، وكان قدري أن آتي إلى الدنيا مع بداية الانكسار العربي ونهاية زمن الكرامة والنخوة. وهذا من سوء حظي!
لدي ستة مؤلفات، وديوان شعر ،وقصائد مغناة،

. كيف بدأتِ مسيرتكِ في عالم الكتابة والصحافة؟ 
بدأتها  قبل ما يقارب ٢٥ عاما ، بمجلة ورقية كنت اصدرها في حارتي، لا تتجاوز الأربع ورقات وأحيانا ثلاث ، أنشر فيها ما يعجبني من أقوال وأشعار وكاريكاتير 
ثم انتقلت إلى المرحلة الثانية ، المشاركة على صفحات القراء يكتبون 
ومن مرحلة إلى مرحلة حتى وصلت إلى هذه المرحلة.

يُلاحظ اهتمامكِ بالقضايا الإنسانية عبر منصات التواصل. ما أبرز قضية ترين أنها تحتاج إلى تسليط الضوء بشكل أكبر في كتاباتكِ؟ 
أولا:
إذا لم نُعطِ القضايا الإنسانية حقها من الاهتمام، فما جدوى الكتابة أصلًا؟
ثانيا:
أرى أن أبرز ما يجب تسليط الضوء عليه هو القضايا الأخلاقية، والعمل على توحيد الصفوف وتصفية النفوس، وكشف الفساد وتعريته. 

هل هناك عمل أدبي تتمنين لو كنتِ صاحبة فكرته؟ وما الذي شدّكِ إليه؟
هناك أعمال كثيرة ، حال بيني وبينها ، اني أكتب تحت اسم مستعار خوفا من أهلي ، وانعدام الدعم المادي لتحقيق هذه المشاريع .

ما الرسالة التي تودّين إيصالها للكاتبات والصحفيات الشابات في اليمن والعالم العربي؟ 
أبدأ بنصيحة عامة: على كل كاتبة وصحفية أن تدرك قيمة الكلمة وأثرها، فهي أمانة ومسؤولية قبل أن تكون مجرد وسيلة للشهرة أو الظهور.
وأود أن أقول: لا تنشغلن بتوافه الأمور، ولا تسمحن لأحد أن يجرّكن إلى مربع الفساد الأخلاقي أو الدعوة إليه. ولا تكنّ أداة لتحقيق أغراض دنيئة تُزيَّن بشعارات براقة ظاهرها حقوق المرأة وباطنها الهوان.

كيف ترين المشهد السياسي اليمني الراهن من موقعكِ ككاتبة وصحفية؟ 
اراه مشهد ضبابي لا ملامح له
تسوده المكايدات والارتزاق والارتهان للخارج من جميع الاطراف

. ما أثر الحرب على البنية الاجتماعية والسياسية في اليمن برأيكِ؟
أثر الحرب كان مدمرًا؛ اجتماعيًا أدت لتفكك النسيج الاجتماعي، النزوح، الفقر، وتدهور التعليم والصحة. وسياسيًا سببت انهيار الدولة المركزية، تعدد مراكز القوى، تدخل خارجي، وضعف الهوية الوطنية.

كيف انعكست الحرب والصراعات السياسية على كتاباتكِ الأدبية؟
الحرب والصراعات السياسية تركت بصمتها العميقة على كتاباتي الأدبية. أصبحت أكثر وجعًا وامتلاءً بالصور القاسية التي فرضها الواقع. لم تعد الكتابة عندي ترفًا، بل صرخة مقاومة، وشهادة على زمنٍ ممزق بالدم والخذلان. كل حرف أكتبه صار يحمل ألم وطن وأملًا لا يموت.

في رأيكِ، ما الدور المطلوب من الكُتّاب والصحفيين في دعم الحوار الوطني وتعزيز ثقافة السلام؟
دور الكُتّاب والصحفيين أساسي في نشر ثقافة السلام من خلال التوعية بخطورة العنف، تقديم خطاب معتدل بعيد عن التحريض، إبراز نماذج التعايش، وفتح مساحات للحوار البنّاء بين مختلف الأطراف.

كيف ترين حضور المرأة الكاتبة والصحفية في النقاشات الوطنية وصناعة الرأي العام؟ 
حضور المرأة الكاتبة والصحفية في النقاشات الوطنية لا يزال ضعيفًا وباهتًا، رغم أهميته الكبيرة. هناك حاجة ملحة لدعم تمكين النساء وتعزيز دورهن ليكن صوتًا قويًا ومؤثرًا في صناعة الرأي العام.

هل واجهتِ تحديات خاصة كامرأة عند تناولكِ لقضايا الشأن السياسي؟ 
الحديث في الشأن السياسي ميدان صعب وخطر، خاصة في ظل الحزبية والتحزّب التي مزّقت الساحة. مهما حاولت أن تكون منصفا،
 إذا أرضيتِ طرفًا أغضبتِ آخر، والتهم الجاهزة ستلاحقكِ دائمًا، تُفصَّل على مقاسك وتُلصق بك بلا تردد. 

كيف تقيّمين أداء الإعلام اليمني في تغطية القضايا السياسية الراهنة؟ 
أداء الإعلام اليمني متباين، وكل جهة تميل لتقديم وجهة نظرها الخاصة،وكلا يغني على ليلاه
مما جعل التغطية تميل أحيانًا إلى الانحياز. الإعلام بحاجة إلى مزيد من المهنية والموضوعية ليؤدي دوره الحقيقي في توضيح الحقيقة وتعزيز الحوار.

رغم الواقع المعقد، ما الذي يمنحكِ الأمل في مستقبل اليمن؟ 
رغم كل هذا الواقع المعقد والمثقل بالجراح، يبقى الأمل في قلوبنا حيًّا. 
ما يمنحني الأمل هو يقيني أن الليل مهما طال فلابد أن يعقبه فجر، وأن في اليمن رجالًا ونساءً أوفياء متمسكين بالقيم، يحملون في صدورهم حلم النهوض. الأمل يولد من إرادة الحياة، ومن إيماننا بأن وطننا يستحق أن نكافح لأجله حتى آخر نفس.

كيف يمكن للأدب والشعر أن يساهما في بناء رؤية وطنية جامعة؟
الأدب والشعر ليسا مجرد فنون، بل قوة ناعمة تُعيد صياغة الوعي الجمعي، توحد القلوب، وتغرس قيم الانتماء والسلام. حين يجتمع الإبداع مع الوجدان، يمكن للأمة أن تجد رؤيتها الوطنية في بيت شعر أو سطر أدبي. 

إذا أُتيحت لكِ فرصة توجيه رسالة مباشرة للأطراف السياسية في اليمن، ماذا تقولين؟ 
إلى كل الأطراف السياسية في اليمن: كفاكم عبثًا بمصير وطن وشعب أنهكته الحروب. أوقفوا صفقات الدم والمصالح الضيقة، لأن اليمن لن ينهض وأنتم تتقاسمونه. أنتم المسؤولون عن كل دم يسيل وكل جائع يموت، والتاريخ سيكتب أسماءكم في خانة الخراب إن لم تتقوا الله وتختاروا السلام.

كلمة شكر لمن توجيهيها؟ 
أقول بكل امتنان:
إلى الأستاذ الفاضل شوقي أحمد هائل أنعم، وإلى مجموعة هائل سعيد أنعم، الذين قدّموا لي الدعم منذ اليوم الأول، ماديًا ومعنويًا، فكانوا خير سند في مسيرتي.

وشكري وتقديري وامتناني لكل من أعطاني بعضا من وقته ليقرأ لي. 

أخيرًا، عبر صحيفة النيل الدولية، ما رسالتكِ إلى الشعب السوداني الشقيق في ظل التحديات التي يواجهها؟ 
إلى أهلي في السودان، قلوبنا معكم في كل لحظة، نعلم وجع الحرب والفقد، ونعرف 
هو صعب أن ترى وطنك يتألم. اصبروا وتماسكوا، فالغد أجمل بإذن الله، والوحدة هي قوتكم، والسلام هو خلاصكم. من اليمن نهديكم الدعاء والحب حتى تعود أيامكم آمنة مطمئنة.
أستاذة أحلام القبيلي شكرا جزيلا ـــ وانتم أعزائي القراء شكرا لكم على حسن المطالعة ..في أمان الله