في أعالي الجبال اليمنية التي ترتفع إلى نحو 2600 متر عن سطح البحر تنبت شجرة البن اليمني في مدرجات زراعية حافظت على تقاليدها منذ قرون ليشكل البن ماركة مميزة احتلت صدارتها في أسواق العالم قبل أن يتراجع بسبب ظروف سياسية واقتصادية متقلبة مر بها اليمن.
ويعد البن اليمني سلالة أصيلة تعرف عالميا بأنها أم القهوة إذ نقلت شتلاته في القرن الثامن عشر إلى دول آسيا وافريقيا ما أدى لاحقا إلى كسر احتكار اليمن وتراجع دوره تدريجيا رغم تفوق الجودة.
وصار البن اليمني ماركة عالمية تحمل اسم (موكا) نسبة إلى ميناء التصدير في مدينة (المخا) الساحلية على البحر الأحمر لتقدم في أسواق العالم بهذا الاسم فيما يعاني في موطنه من تحديات وجودية تهدد إرثه وتضع مستقبله على المحك.
ولا تتوفر إحصائيات رسمية حديثة عن إنتاج اليمن من البن لاسيما في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية والانقسام الحاصل في البلاد لكن مصادر متخصصة بالزراعة قدرت إنتاج اليمن من البن لعام 2021 بنحو 22 ألف طن على مساحة تقدر بنحو 36 ألف هكتار فيما تقدر إحصائيات أخرى غير رسمية إنتاج اليمن من البن بنحو 25 ألف طن.
ويزرع البن اليمني بطريقة طبيعية خالية من الإضافات الكيميائية وتعتمد عليه آلاف الأسر الريفية كمصدر رئيسي للدخل ويتميز بتنوع سلالاته مثل العديني والحمادي والحرازي والمطري والتفاحي واليافعي التي تضفي عليه نكهات ومواصفات فريدة تؤهله للتميز في أسواق القهوة المختصة.
ويتميز البن اليمني بكونه ينمو بطريقة تقليدية طبيعية وغالبا ما تقوم على زراعته الأسر الريفية البسيطة التي تعتمد عليه كمصدر دخل رئيسي في معيشتها رغم ضعف القدرات التسويقية.