�نا عدن | متابعات
يواجه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ضغوطاً متزايدة من داخل حكومته ومن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للاعتراف الفوري بدولة فلسطين، وسط تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، بحسب "بلومبرغ".
ونقلت "بلومبرغ" عن مصادر مطلعة أن عدداً من الوزراء في الحكومة البريطانية أعربوا عن إحباطهم من تردد ستارمر في الوفاء بتعهده بدعم إقامة الدولة الفلسطينية، ومن بين هؤلاء الوزراء: وزير الصحة ويس ستريتينج، ووزيرة العدل شبانة محمود، ووزير شؤون أيرلندا الشمالية هيلاري بن، ووزيرة الثقافة ليزا ناندي، الذين حثوا ستارمر ووزير خارجيته ديفيد لامي على تسريع الخطوات نحو الاعتراف.
وفي خطوة تزيد من الضغط، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي حاول في الأشهر الأخيرة إقناع ستارمر باتخاذ موقف مشترك بشأن الاعتراف، أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطين رسمياً خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
فرنسا قررت الاعتراف بدولة فلسطين
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس، إن فرنسا قررت الاعتراف بدولة فلسطين "وفاءٍ لالتزامها التاريخي من أجل سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط".
وفي تصريح له، الخميس، قال ستارمر إن "الدولة حق غير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني"، وإن وقف إطلاق النار سيمهد الطريق نحو الاعتراف، لكنه امتنع عن تحديد جدول زمني واضح.
وتأتي هذه التطورات في وقت انهارت فيه محادثات التهدئة في غزة، بعد انسحاب الوفدين الأميركي والإسرائيلي من المفاوضات، في ضربة جديدة لجهود الوساطة، بعد أسابيع فقط من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن اتفاقاً قريباً بات في متناول اليد.
وزادت حدة التوتر داخل الحكومة البريطانية بسبب التقارير المتزايدة عن مجاعة منتشرة في قطاع غزة، بعد أقل من أسبوعين على توقيع اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل لزيادة تدفق المساعدات الغذائية للقطاع.
وتشير تقارير من منظمات إنسانية مثل "أطباء بلا حدود" إلى مشاهد مأساوية تشمل أطفالاً يعانون من الجوع الحاد وأهالي يصطفون في طوابير للحصول على الحساء.
ورغم محاولة إسرائيل تحميل حركة "حماس" مسؤولية الأزمة، إلا أن منظمات إنسانية حملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية المباشرة لفشلها في تنفيذ الاتفاقات المتعلقة بإدخال المساعدات.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، شددت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من موقفها الرافض لحل الدولتين، معتبرة أن إقامة دولة فلسطينية يمثل خطراً على أمن إسرائيل.
لكن الكلفة الإنسانية العالية للعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 59 ألف شخص وفق تقديرات، ودمّرت مناطق واسعة من القطاع، دفعت حلفاء إسرائيل التقليديين في أوروبا إلى إعادة النظر في مواقفهم، بما في ذلك فرض عقوبات تجارية على تل أبيب. وكانت بريطانيا قد علّقت بعض صادرات الأسلحة لإسرائيل وفرضت عقوبات على مسؤولين كبار في حكومة نتنياهو.
المصدر | الشرق