الرئيسية - عربي ودولي - كاتبة عربية: الاعترافات المتتالية بدولة فلسطين "مهزلة".. كونها اعتراف بدولة من ورق لا سيادة لها ولا حدود.. وبدلا من ذلك عليهم ايقاف ارسال السلاح والتجارة مع اسرائيل

كاتبة عربية: الاعترافات المتتالية بدولة فلسطين "مهزلة".. كونها اعتراف بدولة من ورق لا سيادة لها ولا حدود.. وبدلا من ذلك عليهم ايقاف ارسال السلاح والتجارة مع اسرائيل

الساعة 02:56 مساءً



�نا عدن | متابعات
منى العمري
متخصصة بالشان الاسرائيلي|

‏تبدو موجة الإعلان بالاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر حراكًا متحمسًا، لا أميل عادةً إلى تصنيف كل ما يحدث على أنه مؤامرة، فالمؤامرات التي تُخطط وتُنفذ ضدنا كافية، لكن ما يحدث الآن هو مهزلة ممتدة لا تساوي شيئًا.

فكرة التلويح بالاعتراف بشيء غير موجود، في ظل واقع لا يسمح بوجوده نتيجة السياسات الإسرائيلية السابقة والحالية، تدل على أن الأمر مجرد حراك متحمس ربما له أهداف اصطفاف أخرى، مناكفةً لترامب كرد فعل على علاقته المتوترة والمتصاعدة مع أوروبا.

لا وجود لحل الدولتين، فهذه فكرة بالية وقديمة، ومن يطالب بها إما جاهل بالواقع وبسُموتريتش، أو يسعى لخلق حوار لمجرد الحوار، ليُظهر أن العجلة تدور– حتى لو كانت تطحن الماء! المهم أنها تدور بالنسبة له، وأنه يتصدر المشهد!

هذه الدول، وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا وكندا، تستطيع إن أرادت أن تخطو خطوة عملية: أولاً، أن توقف إرسال المساعدات العسكرية لإسرائيل، سواء مباشرة أو عبر طائرات تجارية (والفضائح تتكشف). كما أن توقف التعاون في المجالات العلمية والأكاديمية، أو التجارية… أيًّا كانت.

أما أن يقال لنا إنهم سيعترفون بدولة من ورق لا سيادة لها ولا حدود، ولا توجد أي خطة في المستقبل المنظور لإقامتها، فهي خطوة يدرك العالم بأسره أن إسرائيل لن تقبلها، وأن الفيتو الأمريكي سيُسقطها، إنها مهزلة واحدة منسقة.

دولة مسخ.. مقابل ماذا؟! هل استيقظ العالم فجأة وأدرك أن الفلسطيني يستحق دولة؟ بالطبع لا.

مبدئيًا وحاليًا، لا داعي للتصفيق للدول التي تنضم تباعًا لفعالية الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر، 
يجب توجيه كل المسارات الدبلوماسية، عربية وفلسطينية، نحو إدخال المساعدات عبر المعابر البرية إلى غزة.

كما يجب عدم الانجرار وراء مسرحية بيان رئاسة الوزراء الإسرائيلية بالأمس في دعوتها العالم للانضمام من أجل إسقاط المساعدات جوًّا على غزة، فبهذا تضمن إسرائيل تحركًا شكليًا، وعناوين صحف عالمية، وصورًا للطائرات المحمّلة بالمساعدات (التي لا تتجاوز حمولة الواحدة منها نصف حمولة شاحنة).
وهكذا تتخلّص من الضغط الإعلامي، وتضمن في الوقت نفسه استمرار المجاعة في غزة.