يرتبط البروتين في أذهان كثيرين ببناء العضلات والحفاظ على اللياقة البدنية، غير أن ما يغفله كثيرون هو أن توقيت تناوله، ونوعية مصادره، قد يكونان أكثر أهمية من كميته.
ففي الوقت الذي يعتمد فيه معظم الناس على وجبة العشاء لتوفير الجزء الأكبر من احتياجاتهم اليومية من البروتين، يُغفلون وجبة الفطور، مما يؤدي إلى اختلال في توازن الطاقة على مدار اليوم، وزيادة في الإحساس بالجوع والرغبة في تناول السكريات.
ووفقاً لتقرير لصحيفة «واشنطن بوست»، حذّر خبراء في التغذية من 6 أخطاء شائعة في تناول البروتين، أبرزها ما يرتبط بزبدة الفول السوداني، التي كثيراً ما يُروج لها باعتبارها غنية بالبروتين، في حين أن مكونها الأساسي هو الدهون.
1. تجاهل البروتين في الفطور
تقول آن كوزيل، اختصاصية التغذية بجامعة كولورادو: «إن وجبة الفطور هي الأساس في تنظيم الشهية طوال اليوم». وتشير إلى أن اعتماد معظم الناس على الكربوهيدرات المكررة صباحاً، مثل الخبز الأبيض وحبوب الفطور، يؤدي إلى تقلب مستويات السكر في الدم، وبالتالي الإفراط في تناول الوجبات الخفيفة لاحقاً.
وتوصي كوزيل بتناول ما لا يقل عن 25 إلى 30 غراماً من البروتين صباحاً، مثل البيض، والزبادي اليوناني، أو مشروبات البروتين مع الفاكهة والمكسرات.
2. زبدة الفول السوداني... خديعة غذائية؟
رغم رواجها بوصفها مصدراً للبروتين، فإن زبدة الفول السوداني تحتوي على دهون أكثر من ضعف كمية البروتين. إذ تحتوي ملعقتان منها على 7 غرامات فقط من البروتين، مقابل 16 غراماً من الدهون و190 سعرة حرارية، ما يجعلها خياراً غير متوازن إذا تم الاعتماد عليها مصدراً أساسياً للبروتين.
ويحذر الدكتور خوسيه أنطونيو، أستاذ التغذية الرياضية، من الانخداع بالإعلانات، قائلاً: «زبدة الفول السوداني ليست غذاءً عالي البروتين كما يُشاع».
3. التقدير الخاطئ لاحتياجات كبار السن من البروتين
وفقاً لتوصيات طبية، يحتاج كبار السن إلى كميات أكبر من البروتين لحماية الكتلة العضلية التي تتناقص تدريجياً بعد سن الستين. ومع ذلك، فإن كثيرين لا يلبّون الحد الأدنى من احتياجاتهم، ما يعرضهم لمشكلات صحية مرتبطة بالضعف وفقدان القدرة على الحركة.
وتوصي التغذية السريرية بأن يحصل البالغون فوق سن 65 على ما يعادل 68 إلى 81 غراماً من البروتين يومياً، حسب الوزن والنشاط البدني.
4. الإفراط في اللحوم الحمراء والمصنّعة
رغم أن اللحوم مصدر غني بالبروتين، فإن الإفراط في تناولها، خصوصاً اللحوم المصنّعة مثل اللانشون والسجق، يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان، حسب مؤسسة أبحاث السرطان الأميركية، التي توصي بعدم تجاوز ثلاث حصص أسبوعياً من اللحوم الحمراء وتجنّب اللحوم المصنّعة قدر الإمكان.
5. إغفال المأكولات البحرية
المأكولات البحرية، ولا سيما الأسماك الزيتية مثل السلمون والسردين، تُعد من أفضل مصادر البروتين، كما أنها غنية بأحماض أوميغا 3 المفيدة لصحة القلب والدماغ.
رغم ذلك، تُظهر الإحصاءات أن 90 في المائة من الأميركيين لا يلتزمون بتوصية تناول حصتين من المأكولات البحرية أسبوعياً.
6. ضعف استهلاك البروتين النباتي
تعتبر البقوليات مثل العدس والفاصوليا من أغنى المصادر النباتية للبروتين، إلى جانب احتوائها على ألياف غذائية عالية تُسهم في تنظيم مستويات السكر وخفض الكوليسترول.
وتؤكد كوزيل أن الفاصوليا غذاء مثالي ومغذية ومشبعة واقتصادية، مشيرة إلى أن استهلاك البقوليات لا يزال دون المستوى الموصى به، وهو كوب إلى ثلاثة أكواب أسبوعيا.ً
خلاصة القول: التركيز على توزيع البروتين بشكل متوازن خلال اليوم، والاعتماد على مصادر متنوعة حيوانية ونباتية يمكن أن يحسّن الصحة العامة ويقلل من مخاطر عدة. فالفطور الغني بالبروتين ليس رفاهية غذائية، بل ضرورة صحية.