إما التمييز أو الانفصال

2013/12/25 الساعة 07:39 مساءً

اصبحت القضية الجنوبية مثل هلوكوست اليهود أحرقهم هتلر في المانيا والتعويض على العرب والفلسطينيين اغتصبوا الارض وهتكوا العرض وقتلوا النفس , ومن يقف في وجههم اتهموه بمعاداة السامية  , وهكذا اصحابنا الجنوبيين اصبحت مظلوميتهم سيفاً مسلطاً على رؤوس ابناء الشمال رغم ان من ظلمهم هو علي صالح وحكوماته المتعاقبة وبمشاركة الجنوبيين انفسهم , ولكنهم يضغطون من اجل الحصول على مكاسب غير قانونية تميزهم عن بقية الشعب بحجة مظلوميتهم تلك

حينما رفع الجنوبيون شعار الانفصال كان بهدف الضغط على حكومة علي صالح من اجل اعطاءهم حقوقهم التي سلبت بعد حرب 94م  ولكن هذا الشعار تحول الى وسيلة لابتزاز اخوتهم الشماليين حيث جاءت ثورة 2011م وشارك فيها الجنوبيون ومازال سيف الانفصال مرفوعا , رحل صالح عن الحكم وجاء بدلا عنه الجنوبي عبده ربه وشارك الجنوبيون في انتخابه وشاركوا في تشكيل الحكومة وسيف الانفصال مرفوعا, دخلوا مؤتمر الحوار الوطني بنسب متساوية مع الشماليين تحت راية الوحدة وبين اضلعهم شعار الانفصال الذي كلما وجدوا انفسهم في مأزق رفعوه لينحني من يقف امامهم فيمرروا ما يشاؤون من مطالب  

لقد استطاع الجنوبيون باختلاف اطيافهم والوانهم السياسية ان يخدعوا اليمنيين والمجتمع الدولي كله من خلال سياسة لعب الادوار والتظاهر بالمظلومية التي تجعل مطالبهم مسموعة  مهما كانت , ومن اجل الحصول على مكاسب اكثر انتقلوا من الحديث عن الظلم الذي حدث لهم الى الحديث عن مستقبل الجنوب وثروته التي تذهب الى دعم الشعب في الشمال ومنطقهم اما ان تعطونا ما نريد او ستصبحون من غير رواتب , ونسى هؤلاء ان الشمال كان اغنى من الجنوب قبل الوحدة  

عرف الجنوبيون ان أكثر ما يوجع العقلاء من اليمنيين ومنهم الشماليين خاصة  هي قضية الوحدة والتي لن يتنازلوا عنها مهما كان الثمن الذي يمكن ان يدفعوه وممكن ان يتنازلوا عن اي شيء يطلبه اخوانهم في الجنوب ولو كان ليس حقا لهم من اجل ان تظل الوحدة قائمة , فاستغلها الجنوبيون للضغط من اجل تمرير ما يريدون والحصول على ما يطمحون له من مكاسب وحقوق ولو كانت على حساب اخوانهم الشماليين وبعيدا عن مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة

نحن نعترف ان هناك حقوق للإخوة الجنوبيين سلبت منهم ( ثروات . اراضي . وظائف وغيرها )  ونعترف ايضا بان مفتاح اي حل يبدأ من اعادة الحقوق لأصحابها , ولكن السؤال هو من الذي ارتكب جريمة سلب الجنوبيين حقوقهم ؟ اليس هو حكم علي صالح الاستبدادي في الشمال والجنوب ! اليس ابناء الشمال انفسهم اكتووا بنار علي عبدالله صالح مثلهم مثل اخوانهم في الجنوب ؟ فلماذا يعاقبون على جرم ارتكبه غيرهم  ؟ ومادام قد قامت سلطة جديدة عليها ان تعيد للجنوبيين حقوقهم وقد التزمت الحكومة بذلك . وبدأت اجراءت ذلك من خلال لجنتي المبعدين والاراضي التي شكلها رئيس الجمهورية

و ما يخص المستقبل لابد ان يكون مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة هو السائد بين جميع افراد وفئات الشعب , اما ان يتم منحهم امتيازات مستقبلية تجعلهم مثل شعب الله المختار على حساب اخوانهم في الوطن الواحد بحجة المحافظة على الوحدة وبجريرة ارتكبها غيرهم  فان هذا يؤسس للظلم الذي سيؤدي الى نسف الوحدة من الاساس لأنه سيقضي على الاخوة التي هي المدماك الاساس في بناء المجتمع , والغريب ان تشارك الامم المتحدة عبر ممثلها الخاص جمال بن عمر في مثل هذه المقترحات التي تنسف القوانين الدولية ومبادئ حقوق الانسان .

رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس القضاء الاعلى ورئيس الحوار وامين عام الحوار ووزير الدفاع جنوبيون , قبلنا , واضافوا اليهم رئيس مجلس الشورى حركوشي قلنا :  لا مشكلة , قالوا : نريد حكم اقاليم , قلنا : موافقين قالوا التساوي في اعضاء مجلس النواب والشورى والوزراء قلنا : ما يهم , اخيرا قالو نريد ان تكون الاولوية  للجنوبيين في التوظيف في السلك المدني والعسكري لمدة عشر سنوات !! طيب وما ذنبي انا ابن الشمال , تريد ان تكون متميزا عني ! ما الذي فعلته بك  ؟ لم انهب ارضك , لم اغتصب بيتك , لم اطردك من وظيفتك , لم استفد من ثرواتك ..ما ذنبي ؟؟