يمكن أن تشكل إدارة جو بايدن تحالفا تقوده الولايات المتحدة يسلط مزيدا من الضغوط على شركات التكنولوجيا الصينية، فكيف ستكون سياسات الإدارة الأميركية الجديدة في قطاع التكنولوجيا؟ وكيف ستتعامل مع الشركات الصينية المنافسة؟
ذكر الكاتب جون كورتيز -في تقرير نشره موقع "كيه آر آسيا" (KrASYA)- أن إدارة الرئيس دونالد ترامب فرضت عقوبات على عملاق الاتصالات "هواوي" (Huawei) التي يقع مقرها في إقليم شنجن، إلى جانب شركات الذكاء الاصطناعي "مغفي" (Megvii) و"سينس تايم" (SenseTime)، بالإضافة إلى إصدار أوامر تنفيذية تهدف إلى منع نشاط شركتي "بايت دانس" (ByteDance) و"تينسنت بروداكتس" (Tencent products) في الأراضي الأميركية.
ومع اقتراب موعد الاكتتاب الأولي لأسهم شركة "آنت غروب" (Ant Group) الذي يتوقع أن يكون الأكبر في التاريخ، لم يستبعد دونالد ترامب إمكانية فرض عقوبات إضافية ضد شركات مثل "علي بابا" (Alibaba).
أما جو بايدن فقد بنى حملته الانتخابية على التمويلات التي حصل عليها من كبريات شركات التكنولوجيا الأميركية، مثل "فيسبوك" (Facebook)، و"مايكروسوفت" (Microsoft)، و"أمازون" (Amazon)، و"آبل" (Apple)، و"ألفابيت" (Alphabet). كما أنه سبق أن عدّ انتشار تطبيق تيك توك بين المستخدمين الأميركيين مسألة مثيرة للقلق.
وأورد الكاتب أن كامالا هاريس -نائبة الرئيس بايدن- تتمتع بعلاقات وطيدة مع قطاع التقنية الأميركي، وتتفق مع دعوات مديري شركات وادي السيليكون -على غرار مارك زوكربيرغ- التي تنبه إلى أن كثرة تدخل الحكومة لفرض قيود على هذا القطاع سوف تجعله يتأخر في السباق أمام المنافسين الصينيين.
ولكن السؤال يبقى مطروحا بشأن مدى تأثير هذه المواقف والآراء لبايدن وهاريس على سياسات الإدارة الأميركية الجديدة، وعلى قطاع التكنولوجيا، وطريقة تعاملها مع الشركات الصينية المنافسة.
أشار الكاتب إلى أن المشرعين الأميركيين واصلوا تسليط ضغوط كبيرة على تطبيق "تيك توك" (TikTok) لمقاطع الفيديو القصيرة والشركة المالكة له "بايت دانس"، إلى جانب شركة "تينسنت" التي طورت منصة "وي تشات" (WeChat)، وهي تحركات ألقت بظلالها على مستقبل المنتجات الصينية التي تشهد انتشارا في أنحاء العالم.
وتماما مثل ترامب، فإن جو بايدن أيضا تجنب الظهور في تطبيق تيك توك أو استخدامه بشكل رسمي، كما أن أعضاء حملة بايدن قاموا بمسح التطبيق من هواتفهم، لكن أنصار الطرفين واصلوا استخدام تيك توك للتعبير عن دعمهم لبايدن وترامب.
اعلان
وذكر الكاتب أن الأوامر التنفيذية التي أصدرتها إدارة ترامب لحظر تيك توك ووي تشات واجهت تعطيلا من المحاكم، وذلك إثر رفع دعاوى قضائية، وليس من الواضح الآن ما إذا كانت إدارة بايدن ستدعم النهج المتشدد نفسه في فرض عقوبات أحادية الجانب على منتجات البرامج الصينية.
وأورد الكاتب أن العقوبات التي فرضها ترامب ضد "هواوي" عرقلت دخول هذه الشركة الصينية إلى قطاعات تكنولوجية مهمة، وسلطت الضوء على أهمية الاعتماد على الذات في هذا المجال. وقد قررت "هواوي" بدورها اكتساب تقنية صنع رقائق الكمبيوتر دون الاعتماد على المزودين الأميركيين.
وفي الأثناء، خلّفت الإجراءات الأميركية نتائج عكسية بالنسبة لشركات الاتصالات في الأرياف، حيث كانت البنية التحتية في هذه المناطق تعتمد في السابق على تجهيزات شركة "هواوي" لأنها أرخص ثمنا.
ويدعم بايدن أيضا فكرة حظر نشاط "هواوي" في الولايات المتحدة، وقد اقترح الذهاب نحو إقامة تحالف أكبر لإدارة الشؤون التقنية في العالم، معتبرا أن طموحات "هواوي" بنشر شبكات الجيل الخامس في العالم سوف تواجه معارضة أميركية مهما كان المرشح الذي سيصل إلى البيت الأبيض.
وعلى الرغم من أن واشنطن حققت نجاحا محدودا في إقناع دول أخرى بالتخلي عن تكنولوجيا هواوي، حيث إن بريطانيا على سبيل المثال تجاهلت التحذيرات الأميركية، فإن العديد من الدول الأوروبية الأخرى بدأت تنضبط بالموقف الأميركي.
ويتوقع كثيرون أن وجود الحزب الديمقراطي في السلطة سوف يدفع نحو مزيد من القيود المنظمة لعمل شركات التكنولوجيا، خاصة ما يتعلق بسياسات جمع بيانات المستخدمين، وهو ما سيعرقل الولوج إلى المعلومات التي لطالما استخدمتها علي بابا وبايت دانس في تطبيقات مثل تيك توك و"تاو باو" (Taobao).