تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الإثنين 3 مايو/أيار 2021، صوراً للوحات إرشادية مؤدية إلى المدينة المنورة وقد أزيلت عبارة "للمسلمين فقط" ووضعت بدلاً منها "حدود الحرم"، في خطوة اعتبرتها وسائل إعلام سعودية تأتي في إطار "انفتاح المملكة على العالم والثقافات المختلفة".
حسب ما نقلت قناة "العربية" وصحيفة "إندبندنت عربية" السعوديتان، فإن الجهات المعنية في السعودية بدّلت تلك اللوحات الإرشادية التي تستقبل زوار المدينة المنورة التي تُعدّ في المرتبة الثانية بين البقاع المقدسة في الإسلام بالعبارة الشهيرة "للمسلمين فقط" وسط لون تحذيري أحمر.
إذ اعتبرت أن الديانة شرط لدخول المنطقة المقدسة على غرار مكة المكرمة، إلى عبارة تبدو أكثر تلطفاً وترحيباً "حد الحرم".
فيما أرجعت "العربية" و"إندبندنت عربية" الخطوة إلى "الملامح البارزة في البلاد أخيراً، والانفتاح نحو العالم والثقافات المختلفة، اللذين قد يكون القرار الحكومي خلفهما".
يمكن الدخول لمنطقة المدينة المنورة للجميع من دون شرط الديانة -بحسب "العربية"- فعلى سبيل المثال هناك 8 محافظات تتبعها إدارياً؛ مثل العلا، وينبع، ومهد الذهب وغيرها، لا يشملها المنع، لكن الحظر التاريخي مفروض فقط على حدود الحرم المدني، حيث دُفن النبي صلى الله عليه وسلم وعدد من صحابته وعائلته.
من جهتها، قالت شبكة "سي إن إن" عربي إنه من الناحية الشرعية، لا يوجد ما يمنع بصورة تامة حرمة دخول غير المسلمين إلى المدينة المنورة.
حيث قال عبدالعزيز بن باز، مفتي السعودية الأسبق، رداً على استفسار حول "تحريم المدينة كحرم إبراهيم"، بمنشور على موقعه الرسمي، قائلاً: "بيَّن صلى الله عليه وسلم في حديث مكة تحريم صيدها…، أما دخول المشركين فليس الأمرُ في هذا واضحاً؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أقرَّ دخول المشركين، دخل عليه وفدُ نجران والنَّصارى، ووفد ثقيف وثنيُّون، فظاهر الأدلة أن هذا ليس مثل مكة".
كما قال الشيخ صالح المغامسي، إمام وخطيب مسجد قباء، في تصريحات سابقة، إن جماهير أهل العلم يرون جواز دخول غير المسلمين إلى المدينة المنورة، وأن هذا أمرٌ معلوم فقهياً، موضحاً أن منع دخولهم حالياً هو أمر تنظيمي، حيث ترى الدولة أن من الأكمل منع دخول غير المسلم إلى مكة والمدينة إلا عند الضرورة.
جاء حديث المغامسي في مقطع فيديو متداول بمواقع التواصل الاجتماعي يوثق كلمة له بمنتدى التراث العمراني، الذي نظمته قبل فترة الهيئة العامة للسياحة بالقصيم.
ساق الشيخ عدداً من الأدلة والشواهد التاريخية لتوضيح مسألة دخول غير المسلمين إلى المدينة، قائلاً إنه في عهد الوليد بن عبدالملك أرسل قيصر بعض الروم لإعانة الوليد بن عبدالملك على توسعة المسجد النبوي، وكان لهم موطن يسكنون فيه داخل المدينة، وسُمي باسم "شارع الرومية" نسبةً لهم، قبل أن تتم إزالته إبّان التوسعة.
كما استدل بما حدث في زمن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إذ كان أبو لؤلؤة المجوسي -قاتل عمر- يسكن المدينة المنورة وهو غير مسلم، وكان عمر بن الخطاب يراه في المدينة ويعلم أنه غير مسلم ويقدر على إخراجه، ولم يفعل ذلك.