الرئيسية - تقارير - تقرير هام يكشف خفايا وكواليس الدور الروسي في جنوب اليمن عن طريق الانتقالي بتنسيق اماراتي

تقرير هام يكشف خفايا وكواليس الدور الروسي في جنوب اليمن عن طريق الانتقالي بتنسيق اماراتي

الساعة 08:54 مساءً (هنا عدن/ خاص )


كشف تقرير صادر عن مركز هنا عدن للدراسات الاستراتيجية خفايا وكواليس وابعاد الحضور الروسي في جنوب اليمن والتنسيق الامني والعسكري والسياسي والاستخباري بين موسكو والمجلس الانتقالي الجنوبي عبر دوائر دبلوماسية واستخباراتية اماراتية مستعرضاً جملة من المعلومات ونتائج سلسلة زيارات معلنة وبعضها سرية قام بها المجلس الانتقالي الجنوبي الى روسيا منذ عام 2019 حتى 2023 وقيام قادة الانتقالي بعقد لقاءات داخلية مع فروع المحافظات ان علاقة المجلس الانتقالي بجمهورية روسيا استراتيجية وقد تحدث معهم الجانب الروسي بوضوح وشفافية من خلال اللقاءات والزيارات التي تتم سنويا تندرج في سياق التمهيد لاعادة نفوذ روسيا العسكري والاقتصادي لمواجهة النظام العالمي وان اهتمامهم ياتي لهدف ولادة نظام عالمي جديد،بقيادة روسيا والصين وان اليمن مهمه جداً بالنسبة 
واضاف التقرير ان  المجلس الانتقالي عقد اتفاقية سرية مع الجانب الروسي في المجال الامني والعسكري وذلك ايفاد 80 شخصية امنية وعسكرية سنويًا من قوات المجلس للتدريب  والتأهيل والتعاون في المجال الامني والعسكري بين الانتقالي وروسيا ومنح ما يقارب 40 طالب من اتباع الانتقالي للدراسة العسكرية في كليات روسيا وكانت هذه الاتفاقية دون علم ودراية السلطة الشرعية اليمنية المعترف بها دولياً 
وتطرق التقرير الى ان كل الزيارات واللقاءات كانت بتنسيق وترتيب من دولة الامارات وعبر مطار ابوظبي الذهاب والعودة وكانت برفقة ضابطين من الاستخبارات الاماراتية لكنهم متخفيين ولم يظهروا علناً مع وفود الانتقالي كما ان سفارة الامارات في موسكو كانت هي من تقوم بترتيب مراسيم الاستقبال والاقامة الفندقية واللقاءات مع الجانب الروسي 
واستند  التقرير على مجموعة من الادلة والاثباتات وهي كالتالي 

-عقدت عدة جلسات ولقاءات بين قيادة المجلس الانتقالي ودبلوماسيين روس في ابوظبي عام 2018 
-في مارس 2019 قام وفد من قيادات المجلس الانتقالي بزيارة رسمية الى العاصمة الروسية موسكو. ويتكون الوفد من اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي رئيس الجمعية الوطنية اللواء أحمد سعيد بن بريك، وأعضاء هيئة رئاسة المجلس د. ناصر الخبجي، والمهندس عدنان الكاف، والمحامية نيران سوقي، و د. عبدالسلام صالح حميد عضو الجمعية الوطنية وثمانية مرافقين وسكرتارية 
كانت الزيارة بناء على دعوة الخارجية الروسية وعقدت مباحثات استمرت اربعة ايام مع نائب وزير الخارجية الروسية وفريق من البرلمان الروسي ودائرة شؤون الاستخبارات 
-في 2020 كثفت الدبلوماسية الروسية نشاطها بعقد سلسلة لقاءات مع قيادات الانتقالي بعضها سرية وبعضها معلنة 
-في ديسمبر 2020 قامت قيادات المجلس الانتقالي بزيارة الى موسكو برئاسة عيدروس الزبيدي استمرت اسبوع تم فيها عقد لقاءات مع مسؤولين روس من الخارجية ومن مكتب الرئيس لوتن وتم تاسيس فرع ومكتب للمجلس الانتقالي برئاسة الدكتور علي الزامكي واستخراج ترخيص للمكتب من وزارة العدل الروسية واختيار هيئة ادارية جنوبية لمكتب الانتقالي 



في فبراير 2021 كانت هناك زيارة اخرى لقيادة المجلس الانتقالي التقى فيها  مسؤولين في وزارة الخارجية ومجلسي الاتحاد والدوما، كما التقى بنخبة من العلماء والباحثين المهتمين في الشأن الجنوبي، 
وكان وفد الانتقالي هم عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي وأعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء أحمد سعيد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية، وأحمد لملس الأمين العام لهيئة الرئاسة محافظ العاصمة عدن، والدكتور ناصر الخبجي رئيس وحدة شؤون المفاوضات، وعلي الكثيري نائب رئيس وحدة شؤون المفاوضات المتحدث الرسمي للمجلس، وعمرو البيض عضو هيئة الرئاسة، ومحمد الغيثي نائب رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية، وأنيس الشرفي عضو وحدة شؤون المفاوضات

-في يونيو 2021 قام عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي ومعه 16 ضابط عسكري من التابعين للانتقالي بزيارة سرية استمرت اربعة ايام وعاد عيدروس بمفرده فيما عاد القادة والضابط العسكريين بعد اسبوعين لم نحصل على تفاصيل واسباب الزيارة 

-في منتصف عام 2022 كررت قيادة المجلس الانتقالي زيارة الى روسيا دون اي تفاصيل سوى اخبار اعلامية عامة ومختصرة 
ولقاء جمع نائب رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي الجنوبي، الأستاذ محمد الغيثي، مع مسؤول الدائرة السياسية في الخارجية الروسية بحضور مدير مكتب الإدارة العامة للشؤون الخارجية في روسيا الاتحادية د. علي الزامكي، وأ. محمد با ضريس.

-في مارس 2023 توجه وفد قيادة المجلس الانتقالي الى روسيا بقيادة عيدروس الزبيدي كانت الزيارة معلنة لكن تم التحفظ اعلاميا عن نشر اهم الشخصيات والجهات الروسية التي التقت بالانتقالي واستمرت لمدة اسبوع تقريبا 

-عقد المجلس الانتقالي اتفاقية سرية مع الجانب الروسي في المجال الامني والعسكري وذلك ايفاد 80 شخصية امنية وعسكرية سنويًا من قوات المجلس للتدريب  والتأهيل والتعاون في المجال الامني والعسكري بين الانتقالي وروسيا ومنح ما يقارب 40 طالب من اتباع الانتقالي للدراسة العسكرية في كليات روسيا وكانت هذه الاتفاقية دون علم ودراية السلطة الشرعية اليمنية المعترف بها دولياً 
كما ان هناك منح دراسية عسكرية روسية سنوية يتم تمريرها عبر وزارة الدفاع اليمنية ورئاسة الاركان اليمنية تنسق عبر الملحق العسكري للسفارة اليمنية بموسكو

-كل الزيارات واللقاءات كانت بتنسيق وترتيب من دولة الامارات وعبر مطار ابوظبي الذهاب والعودة وكانت برفقة ضابطين من الاستخبارات الاماراتية لكنهم متخفيين ولم يظهروا علناً مع وفود الانتقالي كما ان سفارة الامارات في موسكو كانت هي من تقوم بترتيب مراسيم الاستقبال والاقامة الفندقية واللقاءات مع الجانب الروسي 
في زيارات وفود المجلس الانتقالي الى روسيا كان اعلام الانتقالي يتفاعل اعلامياً رسمياً وشعبياً واطلاق هاشتاق 
 ‫#الجنوب_وروسيا_شراكه_استراتيجيه 
#جنوبيون_علاقتنا_بروسيا_تتعزز

-مندوب الانتقالي ورئيس فرع مكتبهم في روسيا هو الدكتور ⁧‫#علي_الزامكي‬⁩ 
‏رئيس مكتب دائرة شؤون الخارجية في روسيا والدول المستقلة للمجلس الانتقالي وهو الشخص المندوب الدائم للانتقالي بين الدوائر الروسية وقيادة الانتقالي 
د. علي الزامكي على أرتباط دائم مع جهات روسية اهمها مدير الإدارة العامة للشؤون الخارجية في روسيا والدول المستقلة  السيد  فينيامين بوبوف كبير المستشارين لرئيس مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي التابع للخارجية الروسية ومع مدير مركز تعاون الحضارات لجامعة العلاقات في موسكو ومع اعضاء في مجلس الدوما الروسي وكذلك مرتبط مع السيد ⁧‫ليونيد إدواردفيتش سلوتسكي‬⁩ رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الدوما الروسي واحيانا يجري لقاءات مع نائب وزير الخارجية الروسي مبعوث بوتن السيد بوغدانوف 
وارتباط اخر مع مركز دراسات الشرق الأوسط في روسيا.الذي تديره إيلينا سوبونينا 
والسيده ايرينا دونوفنا رئيسة مركز دراسات الشرق الأوسط بالمركز الوطني للدراسات (مركز بريماكوف).ومع ليونيد سافين
سكرتير الحركة الأوراسية العالمية ومدير مؤسسة الاستشراف الروسية 
يقوم رئيس فرع الانتقالي في روسيا الدكتور الزامكي بانشطة سياسية وكتابة تقارير باللغة الروسية عن انشطة ومواقف وبيانات المجلس الانتقالي وكل الاحداث السياسية المرتبطة بالانتقالي والشان اليمني وتقديم ملخص تقريري 
-يوجد لدى مكتب الانتقالي في روسيا ميزانية مالية شهرية لكل الانشطة والايجار وراتب للهيئة الادارية يتم تحويلها عبر حساب السفارة الاماراتية في موسكو 

-قام فرع المجلس الانتقالي في روسيا موخراً
بتجميع وترتيب الجالية اليمنية الجنوبية من جنوب اليمن في اطار مرتبط مع مكتب المجلس الانتقالي في روسيا على ان يكون مكتب الانتقالي في اطار سياسي ومكتب الجالية في اطار متعدد المجالات من بينها تنظيم بعض الفعاليات والاحتفالات 
ويرأس الجالية الجنوبية الدكتور محمد ثابت الردفاني ، ونائب رئيس الجالية هو عادل النقيب، 
-في شهر مارس الماضي وصل الى عدن ثلاثة باحثين واعلاميين من روسيا مع مترجمة لبنانية وقدموا انفسهم باحثين استقصاء عن اوضاع المحافظات الجنوبية ونظموا زيارات الى الموسسات الإعلامية التابعه للمجلس الانتقالي وبعض منظمات المجتمع المدني وزيارات شملت عدن ولحج وابين وشبوة وجزيرة سقطرى اليمنية 

-تحدث قادة الانتقالي في لقاءات داخلية مع فروع المحافظات ان علاقة المجلس الانتقالي بجمهورية روسيا استراتيجية وقد تحدث معهم الجانب الروسي بوضوح وشفافية من خلال اللقاءات والزيارات التي تتم سنويا تندرج في سياق التمهيد لاعادة نفوذ روسيا العسكري والاقتصادي لمواجهة النظام العالمي وان اهتمامهم ياتي لهدف ولادة نظام عالمي جديد،بقيادة روسيا والصين وان اليمن مهمه جداً بالنسبة لهم كذلك امكانية التعاون مع الانتقالي وعبر ابوظبي لمكافحة الارهاب واذا لم يتحقق الهدف على المدى القريب لن تكون روسيا بديلاً للولايات المتحدة بالإقليم،ولكن لخلق مستوى من التكافؤ الجيوسياسي بالمنطقة وان علاقتها طيبة متوازنة مع جميع الاطراف اليمنية المتصارعة ولكن هناك اهتمام خاص بجنوب اليمن والمجلس الانتقالي 


-اوضح قيادة الانتقالي ان علاقتهم قوية ومباشرة مع روسيا وليس عبر مكتب سفارة روسيا باليمن كون عمل البعثات الدبلوماسية أشبه بعمل روتيني وطلبوا منهم تعزيز وتقوية العلاقة عبر آلية عمل وتنسيق من خلال مزيج بين المستويين التكتيكي والاستراتيجي وان هناك نقاطاً مشتركة للتعاون وارث تاريخي بينهم وبين جنوب اليمن وتطرقوا الى إحياء نفوذ روسيا السياسي في اليمن من بوابة المجلس الانتقالي 
-اكد رئيس الجمعية العمومية للانتقالي السابق احمد سعيد بن بريك في لقاء مع مسؤولي وحدات الحزام الامني عدن في ديسمبر 2022 ان الجانب الروسي يحترم تطلعاتهم بانفصال الجنوب وسيكون داعم ومساند معهم وان لدى الروس خرائط استكشافية للنفط والغاز والثروات في جنوب اليمن قام بها فريق روسي في ثمانينيات القرن الماضي ولم يتم التنقب عنها بسبب الصراعات السياسية القديمة وعوامل اخرى 

واستعرض التقرير الصادر من مركز هنا عدن للدراسات الاستراتيجية فصول الدراسة الى مجموعة عناوين مركزية هي
 -تمهيد: العلاقات اليمنية الروسية 
-السلاح الروسي في اليمن  
-روسيا والسير في طريق التوسع السوفيتي 
-الخطاب الإعلامي الروسي ودبلوماسية اليمن المعطلة  
-أذرع روسيا المحلية والإقليمية في اليمن والمنطقة العربية 
-تفاهم روسي- صيني لتعزيز نفوذهما في الشرق الأوسط وأفريقيا
-العلاقات القديمة كفرصة لاستعادة النفوذ السابق 
-الانتقالي ذراع موسكو في جنوب اليمن والانفصال مشروع روسيا لتفخيخ المنطقة 
 
التقرير كامل 

روسيا في جنوب اليمن
أطماع قديمة وتحركات مشبوهة
 
مركز هنا للدراسات الاستراتيجية
 
 
فهرس الموضوعات
 
فهرس الموضوعات 2
تمهيد: العلاقات اليمنية الروسية 2
السلاح الروسي في اليمن 3
روسيا والسير في طريق التوسع السوفيتي: 4
الخطاب الإعلامي الروسي ودبلوماسية اليمن المعطلة 7
أذرع روسيا المحلية والإقليمية في اليمن والمنطقة العربية 8
تفاهم روسي- صيني لتعزيز نفوذهما في الشرق الأوسط وأفريقيا 10
العلاقات القديمة كفرصة لاستعادة النفوذ السابق 11
الانتقالي ذراع موسكو في جنوب اليمن والانفصال مشروع روسيا لتفخيخ المنطقة 12
خاتمة 14
المراجع 15

 
تمهيد: العلاقات اليمنية الروسية
تعتبر اليمن أول دولة عربية أقامت علاقات رسمية مع الاتحاد السوفيتي، فبعد التوتر الذي حصل بين سلطة الاحتلال البريطاني المسيطرة على الجنوب والإمام يحيى حميد الدين الحاكم في الشمال، بدأت الاتصالات لأول مرة بين ممثلي اليمن (الشمال) وحكومة الاتحاد السوفيتي الموجودين في أنقره، وفي سنة 1927 وجه أمير محافظة الحديدة الأمير محمد ابن الإمام يحيى طلباً رسمياً إلى الممثل الرسمي للاتحاد السوفيتي في جدة السعودية. يرجو فيه إقامة علاقات دبلوماسية وتجارية بين البلدين.
وفي مايو 1928 وصلت أول سفينة سوفيتية ميناء الحديدة، تحمل الكيروسين والصابون والسكر وغيرها من السلع، ومنذ ذلك الوقت بدأت العلاقات التجارية بين البلدين وحصلت السلع السوفيتية على الكثير من التسهيلات للوصول إلى الأسواق اليمنية.
ورغم المعوقات والتهديدات البريطانية لحكومة الإمام يحيى إلا أن المفاوضات استمرت بين اليمن والسوفيت حتى توصل الطرفان إلى توقيع اتفاق الصداقة والتجارة اليمنية- السوفيتية في نوفمبر 1928. وكان القادة السوفيت حريصين على احتواء الشمال اليمني- من خلال هذا الاتفاق، لأن الشمال يقع في منطقة بالغة الحساسية بالنسبة للقوى العالمية الكبرى التي تسعى لبسط سيطرتها وكسب حلفاء جدد، فالشمال اليمني يقع بين عدوين لدودين للسوفيت، وهما السعودية من جهة والانجليز المسيطرين على جنوب اليمن من جهة أخرى، وهما من أبرز حلفاء أمريكا العدو الأبرز للاتحاد السوفيتي.
نشبت الحرب بين اليمن والسعودية المدعومة أمريكيا، فوجد السوفيت فرصتهم في دعم اليمنيين خلال حربهم مع السعوديين، ووصلت كمية من السلاح الروسي لكن الحرب كانت قد حسمت لصالح السعودية وتم ابرام الاتفاق بينها وبين الإمام يحيى وهو الاتفاق المعروف باسم اتفاق الطائف.
وبالنسبة للخلافات بين الإمام يحيى وسلطات الاحتلال البريطاني في عدن فقد تم حلها واتفق الطرفان على اعتراف كل منهما بالآخر، ووجدت موسكو أنها غير قادرة على إحداث اختراق في هذه المنطقة.
وبعد قيام الثورتين في شمال اليمن ضد الحكم الامامي وفي الجنوب ضد الاستعمار البريطاني وجدت السوفيت فرصتهم في دعم الثورة في شطري اليمن، لأن خصومها يقفون ضد الثوار بطبيعة الحال فكان لابد أن تبحث موسكو عن مدخل إلى المنطقة من خلال دعم الثورة في صنعاء وفي عدن.
وكان قد بدأ السوفيت في دعم ثورة شمال اليمن بسخاء لكنهم تلكأوا فيما بعد عندما بدأت الدولة الجديدة تعلن عن إقامة علاقات دبلوماسية مع مختلف دول العالم بما فيها خصوم السوفيت، فانصرفت موسكو لدعم جنوب اليمن، وقد انحصرت علاقات هذه الدولة بالمعسكر الشرقي الذي يدور في فلك الاتحاد السوفيتي، لذلك استمر الدعم المقدم لهم من موسكو، وهو في الغالب دعم عسكري.
وعندما توحد شطرا اليمن كانت موسكو تعاني تبعات الانهيار الذي تبخرت معه مطامع السوفيت وأصبح بالكاد دولة واحدة هي روسيا فقط بعدما كان الاتحاد يضم نحو 15 جمهورية. وبعدها انشغل الروس بمعالجة أوضاعهم الداخلية والمشاكل الناجمة عن تفكك جمهوريات الاتحاد السوفيتي.
 
السلاح الروسي في اليمن
توجد كميات كبيرة من السلاح الروسي في اليمن التي تعتبر من أكثر بلدان الشرق الأوسط طلباً للسلاح الروسي، أولا لأنها ظلت في حالة حرب وصراعات شبه متواصلة قبل الوحدة وبعدها، وثانيا لأن شمال اليمن كان في البداية من أوائل الدول التي أقامت علاقات اقتصادية وتجارية وقامت روسيا بدعم اليمن في الحرب ضد الملكيين الذين يحظون بدعم ورعاية الأمريكان والانجليز والسعودية، ثالثا لأن جنوب اليمن أصبح الحليف الأبرز لروسيا باعتباره نظاما اشتراكيا. وخلال النصف الثاني من القرن العشرين كان السلاح الروسي يصل اليمن بكميات كبيرة، سواء في ذلك السلاح الخفيف او المتوسط أو الثقيل. وأهم الأسلحة الروسية التي انتشرت في اليمن بشكل كبير الطائرات المقاتلة (سوخوي وميج) وطائرات النقل (انتينوف) والصواريخ والدبابات والعربات والمدافع والـكاتيوشا والاربي جي والرشاشات (12/7) و 14/5، ومضاد الطيران والسلاح البحري، بالإضافة إلى ملايين القطع من السلاح الشخصي بحوزة المواطنين. وتشير التقارير إلى أنه كان يوجد لدى اليمنيين نحو 60 مليون قطعة سلاح، غالبيتها روسية.
وبحسب الدراسات المتخصصة فإن الجيش اليمني في العهد الجمهوري يعتمد في تسليحه غالبا على المعدات والأسلحة الروسية. وفي السنوات الأخيرة تحولت اليمن الى زبون دائم لشراء مختلف أصناف الأسلحة.  وأنفقت منذ عام 1998 مبلغ ملياري دولار لشراء الاسلحة. علما أن حصة السلاح الروسي منها تعادل النصف.
وزودت روسيا اليمن بالمقاتلات المتطورة:
ميج – 29 س م ت 
والمروحيات مي – 17
والعربات القتالية للمشاة ب م ب – 2
وغير ذلك من المعدات العسكرية.
وفي السنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق صالح قدمت له روسيا المروحية  مي – 171 من طراز VIP، علما ان المصانع الحربية الروسية أبدت استعدادها لإعداد برامج تحديث وإصلاح الاسلحة المصدرة الى الجيش اليمني في وقت سابق.
وفي سنوات الحرب زاد استهلاك اليمنيين للسلاح بمختلف أنواعه، وكثير منه سلاح روسي، كما أنه توجد كميات من الأسلحة الروسية تم تخزينها في بعض المناطق والمعسكرات، فبدأت تظهر خلال الحرب محاولات التخلص من هذا السلاح، وفي هذا الصعيد أكدت مصادر مطلعة أنه تم دفن كميات من السلاح الروسي في محافظة حضرموت.
وقالت مصادر عسكرية في القوات الحكومية إن الأسلحة التي كانت ترسلها السعودية إلى المقاومة  والجيش اليمني كانت في الغالب أوروبية وأمريكية، بما في ذلك الذخيرة المتنوعة، حيث كانت تصل إلى اليمن كميات من الذخيرة متعددة المصادر وليس بينها ذخيرة روسية، رغم أن السعوديين يدركون أن أكثر الأسلحة الموجودة في اليمن هي أسلحة روسية بما في ذلك الرشاشات والمدفعية التي تحتاج ذخيرة بشكل دائم، وبكميات كبيرة جداً، وقد أدى الحصول على ذخيرة غير روسية إلى التخلي عن استخدام السلاح الروسي بعدما أصبحت فرص الحصول على ذخيرته قليلة جداً. ورغم ذلك لا يزال السلاح الروسي موجودا بكثرة في اليمن.
 
روسيا والسير في طريق التوسع السوفيتي: 
استعادة النفوذ السابق بالصراعات الجديدة والتحالفات القديمة
كشفت روسيا عن أطماعها الواسعة لاستعادة النفوذ والتأثير الذي كان يحظى به سلفها الاتحاد السوفيتي قبل انهياره، وتبين ذلك في السنوات الأخيرة، خاصة بعد قيام إدارة بوتين بشن عدة حروب وصراعات مسلحة في عدة دول موزعة على مناطق مختلفة من العالم، بداية بالشيشان وجورجيا وأوكرانيا وصولا إلى منطقة الشرق الأوسط حيث يقف داعما وحليفا لأنظمة يصنفها النظام الدولي بأنها مارقة ومتمردة على المجتمع الدولي كما هو حال النظامين السوري والإيراني.
وتكشف المواقف الروسية المناهضة للقرارات الدولية عن رغبة جامحة لدى موسكو لاستعادة أمجادها القديمة ومناطق نفوذها السابقة عبر بوابة حلفائها القدامى: نظام الأسد في سوريا والحركة الانفصالية في جنوب اليمن، وقد باتت التحركات الروسية الأخيرة مرتبطة بهذه الأطماع، والذي يهمنا في هذا التحليل هو الموقف الروسي الداعم لانفصال جنوب اليمن عن شماله، إذ المعروف أن الشطر الجنوبي من اليمن قبل توحيده مع الشطر الشمالي عام 1990، كان حليفاً رئيسياً لموسكو، وقد وجدت روسيا صعوبة في إحداث أي اختراق على مستوى اليمن عامة، فأخذت تعمل بوتيرة عالية في دعم الحركة الانفصالية التي يمثلها حاليا المجلس الانتقالي المدعوم من دولة الإمارات وهي الذراع الإقليمي المتحالف مع روسيا، وتتطابق مواقفهما في كثير من أزمات الشرق الأوسط سيما في سوريا وليبيا واليمن.
ومع وجود تحالف روسي- إيراني، يقوم بعرقلة جهود المجتمع الدولي لإحلال السلام ووقف الحرب والصراعات المسلحة في اليمن، إلا أن روسيا المتحالفة شمالاً مع إيران، تتحالف جنوباً مع الإمارات وأذرعها المحلية المسلحة، والهدف واضح ومحدد وشبه معلن: دعم انفصال جنوب اليمن لتوفير بيئة مناسبة لصراعات جديدة تشارك فيها روسيا – بصفتها حليفا يدعم الانفصاليين- بقوة عسكرية عبر عدة قواعد عسكرية بحرية وبرية لاشك أنه جرى التفاهم بشأنها خلال الزيارات التي أجراها قادة المجلس الانتقالي في العامين الأخيرين، وقد كشف بعض المشاركين في تلك اللقاءات عن اتفاقات وتفاهمات مع الروس بشأن منحهم موطئ قدم في جنوب اليمن، ليقوموا بنشر قواتهم براً وبحراً هناك.
وتمثل منطقة خليج عدن محورا استراتيجيا مهما في الصراع الدولي بالنظر إلى أهمية ميناء عدن وامتدادات خليج عدن نحو باب المندب- أحد أهم الممرات المائية الدولية التي تربط بين آسيا وأفريقيا والشرق والغرب، ومن خلاله تتحرك ناقلات النفط من السعودية والخليج إلى أوروبا وأمريكا عبر البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط.
زعماء  الانفصال في جنوب اليمن: روسيا هي الأم الحنون والأمريكان والسعوديون أعداؤنا
هذه المنطقة طالما شغلها الروس في سبعينات وثمانينيات القرن الماضي، والروس يرون أن جزءاً من حلمهم القديم قد تحقق من خلال السيطرة على بعض الموانئ السورية على البحر المتوسط، ولم يعد أمامهم سوى إثارة المشكلة بالقرب من خليج عدن لتأتي خطوتهم القادمة بالتدخل لحماية حلفائهم الانفصاليين في جنوب اليمن.
ولاشك أن هناك الكثير من الارتباطات بين الروس والانفصاليين اليمنيين، فبالإضافة للتحالف القديم بين الطرفين قبل تحقيق الوحدة اليمنية بين الشمال والجنوب وانهيار الاتحاد السوفيتي، يوجد ثمة ارتباط عاطفي ووجداني لشريحة واسعة من ضباط ومسؤولي الحركة الانفصالية الجنوبية تجاه روسيا ومشاريعها وأحلامها وأطماعها بما في ذلك الاطماع التي تهدد السلام العالمي والأمن الإقليمي والدولي.
ومن الواضح أن قادة الحركة الانفصالية هم في الأساس كانوا ضباط وجنود ومسؤولين في دولة جنوب اليمن قبل الوحدة، أي خلال تبعية الدولة للزعماء الروس، حين كانت هذه الدولة تدار عن طريق ضباط المخابرات السوفيتية الـ(كي جي بي)، وكانوا يعرفون في جنوب اليمن باسم (الخبراء الروس)، وهم مبثوثون في كل مؤسسات الدولة من مؤسسة الجيش حتى أصغر مؤسسة ومرفق حكومي، وهؤلاء هم القادة الفعليين الذين يديرون شؤون الدولة وفق مصالح وأجندة موسكو، وكان يتم التدخل والسيطرة الروسية تحت لافتة معاهدات الصداقة والتحالف الاشتراكي والشيوعي.
ومع أن الحركة الانفصالية في جنوب اليمن تضم عناصر كثيرة من الشباب وصغار السن وعديمي الخبرة، إلا أن صناع القرار والمؤثرين في هذه الحركة هم قادة الجيش والشرطة السابقين، وهؤلاء لهم ارتباط وثيق بالروس، وهو ارتباط نفسي وشعوري ووجداني لا يعادله أي شعور آخر تجاه دولة أخرى بما فيها دولة الإمارات التي تمول وتدعم الحركة بالمال والسلاح والنفوذ.
وقد عبر قائد جنوبي في الحركة الانفصالية عن هذه العلاقة بالقول: نحن الجيل الذي قاد دولة الجنوب في السابق، ونسعى لاستعادتها اليوم، نرى أن موسكو هي الأم الحنون التي ترعانا وتدعمنا في كل المراحل التاريخية، والروس هم الوحيدون الذين يقفون إلى جانبنا ونعرف أنهم سيقدمون لنا مختلف أشكال الدعم بما في ذلك التدخل العسكري إذا لزم الأمر.
وأوضح المسؤول – في حديث خاص لكاتب الدراسة- إن ارتباطنا بالروس ارتباط قوي والعلاقة معهم على مستوى عال من التعاون والتنسيق، وهم صادقون في دعمنا ومساعدتنا، بخلاف السعوديين والأمريكان الذين نعتبرهم أعداء لنا وللروس أيضاً، وهذا ليس من الآن ولكنهها حقائق معروفة لدى الجنوبيين منذ حوالي خمسين سنة، الروس أصدقاء وحلفاء والطرف الآخر الذي يضم واشنطن والرياض هم أعداء حاقدون علينا ولايزالون يحيكون المؤامرات ضدنا ولا يمكن أن نثق فيهم.
وأضاف أن الناس في جنوب اليمن تعرفوا على الروس وتعاونهم ودعمهم من خلال التحاق أبنائهم في الدراسات الجامعية والعليا والدروات المتخصصة في روسيا وبقية دول المحور الشرقي الذي كانت تقوده موسكو، حيث من النادر أن تجد منزلا في الجنوب لا يوجد فيه شخص تعلم وتدرب وتخرج من جامعة أو معهد أو كلية روسية، وهذا يعزز الارتباط الوجداني بين قادة وعناصر الحركة الانفصالية مع روسيا وقيادتها وحكومتها وشعبها.
ويتضح هذا الأمر عند تتبع المواقف السياسية والإعلامية لقادة الحركة الانفصالية تجاه الأحداث والتطورات الإقليمية والدولية التي تكون روسيا طرفاً فيها، حيث أعلن الانفصاليون وقوفهم ودعمهم للحرب والغزو الروسي لأوكرانيا منذ بدايته في فبراير العام الماضي. وقبل ذلك كان الانفصاليون في اليمن قد أعلنوا تأييدهم للتدخل الروسي في سوريا، وهم دائما يصرحون أن من حق الروس أن يسعوا إلى تحقيق أهدافهم حتى لو كان ذلك على حساب شعوب ودول أخرى كما فعل الروس في عدة دول في السابق، وكما يفعلون اليوم في أوكرانيا.
وقد أبدى قادة الحركة الانفصالية انحيازهم الواضح للغزو الروسي ضد أوكرانيا، وذلك من خلال لقاءات جمعت الانفصاليين مع مسؤولين ودبلوماسيين روس خلال الفترة الماضية، ومنها لقاءات رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي مع السفير الروسي لدى اليمن، حيث أعرب الزبيدي عن تأييد المجلس الانتقالي لروسيا، وبعد أيام قليلة من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا التقى الزبيدي بالسفير الروسي لدى الإمارات، تيمور زابيروف، وهو الأمر الذي عده مراقبون (محاولة من الانتقالي للحصول على دعم سياسي من روسيا) مؤكدين أن الانتقالي يسعى للتقرب من موسكو التي ضرب عليها المجتمع الدولي عزلة كاملة، آملا في الحصول على دعم روسيا بعدما تعذر الحصول على دعم إقليمي أو عربي لمشروع الانفصال في اليمن.
 
الخطاب الإعلامي الروسي ودبلوماسية اليمن المعطلة
يتوجه الإعلام الروسي للرأي العام اليمني بخطاب مزدوج، يتلاعب بالعواطف والمشاعر، خاصة في الوكالتين الشهيرتين (روسيا اليوم وسبوتنيك)، وتعكسان ازدواجية الموقف الروسي الملتبس، حيث يظهر الإعلام دعما للسلام في اليمن، لكنه يروج وبشكل يومي للمشاريع الانفصالية بهدف الدفع إلى الصراع المستمر في جنوب اليمن مما يشكل فرصة لروسيا سوف تقوم باستغلالها بتوفير موطئ قدم في خليج عدن وباب المندب.
ويظهر الخطاب الروسي متعاطفا مع مطالب الجنوبيين المناهضين للوحدة اليمنية، لكنه في المقابل يتعاطف بالقدر نفسه وربما بشكل أكبر مع جماعة الحوثي ومطالبها ونزعتها العدائية ضد المجتمع الدولي، لذلك فإن الاعلام الروسي يوفر للحوثيين منصات الظهور ومخاطبة الرأي العام، كما تحرص موسكو على إبقاء علاقة قوية معهم تبعا للعلاقة بين الروس والإيرانيين- الداعمين للمشروع الحوثي.
ويحرص الإعلام الروسي على تبني الموقف المناهض للقيادة اليمنية المعترف بها دولياً، حيث يتبنى موقف الحوثيين وإيران في موضوع الحرب والصراعات المسلحة، وفيما يتعلق بقضايا جنوب اليمن والصراعات السياسية والعسكرية يتبنى موقف المليشيا الانفصالية المسلحة كالمجلس الانتقالي وغيره من الأذرع المسلحة التي تنفذ أجندة دول وقوى خارجية وعلى رأسها روسيا ذات الأطماع الكبرى في سواحل اليمن وجزره وموانئه.
وفيما يتعلق بالأداء الدبلوماسي اليمني في موسكو فهناك لغز قائم منذ فترة، وهو أن السفير اليمني في روسيا أحمد الوحيشي مضى على تعيينه فترة طويلة، ويفترض أن الدول تقوم بتغيير سفرائها خلال فترة زمنية محددة، لكن ما سر بقاء هذا السفير لدى موسكو طوال هذه المدة؟
مصادر تؤكد أن سبب الإبقاء عليه يعود لرفض موسكو تعيين أي سفير آخر بدلاً عنه، مشيرة إلى أن الخارجية اليمنية قدمت مقترحات بأسماء سفراء جدد لاعتمادهم لكن الروس يرفضون، بينما ترى مصادر أخرى أن هناك ضغوط تمارسها أبو ظبي على الحكومة اليمنية لإبقاء الوحيشي سفيراً كونه يقوم بتمرير سياسة الإمارات عبر السفارة، ناهيك عن التسهيلات التي يقدمها السفير للتحركات الانفصالية من خلال الأنشطة السياسية واللقاءات والزيارات وكذلك من خلال تسهيل حصول عناصر الانتقالي على المنح والامتيازات المختلفة.
 
أذرع روسيا المحلية والإقليمية في اليمن والمنطقة العربية
أذرع إقليمية: إيران والإمارات
أذرع محلية: جماعة الحوثي والمجلس الانتقالي
بعد مشاركة تشكيلات مسلحة تابعة للإمارات في تحرير منطقة بيحان في محافظة شبوة مطلع العام الماضي، قام الحوثيون بقصف ابوظبي وكانت روسيا الوسيط بين الطرفين، وعقد لقاء بين الاماراتيين والحوثيين في اديس أبابا وتم الاتفاق، على توقف كل طرف عن مهاجمة الطرف الآخر. وهو ما تم حيث توقفت المعارك بعد تحرير بيحان وبالتالي أوقف أوقف الحوثيون استهداف ابوظبي.
والمؤكد أن روسيا ترعى الكثير من الاتفاقات والتفاهمات بين حلفائها في أبوظبي وطهران، والروس يحافظون على مستوى جيد من العلاقات مع الدولتين، خاصة أن روسيا لها مطامع وأجندة في اليمن، وستكون قادرة على تحقيق أهدافها من خلال المحافظة على علاقاتها مع الإيرانيين الداعمين للحوثي في شمال اليمن والإماراتيين الداعمين للمليشيا المنتشرة في جنوب اليمن، حيث كانت تربض قواعد عسكرية روسية باعتبار جنوب اليمن حليفاً لموسكو ضمن تحالف المعسكر الشرقي في حقبة الحرب الباردة التي انتهت بانهيار الاتحاد السوفيتي بداية تسعينيات القرن الماضي.
وتأكيداً لذلك كان لموسكو سفارة ضخمة في قلب عدن تعد من أكبر السفارات في المنطقة، وتضم مركزا استخباريا يدير شبكة وسعة من المصالح والمعلومات والعلاقات الروسية في مختلف المجالات، وقد ظلت السفارة تعمل حتى وقت قريب، وفي الوقت الحالي تتولى حراستها مجموعات مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي.
وفي صنعاء بقيت السفارة الروسية وحيدة تعمل هناك حتى بعد نشوب الحرب ومغادرة جميع الطواقم الدبلوماسية صنعاء منذ أكثر من 8 سنوات. وظلت السفارة على علاقة وثيقة بطرفي الانقلاب جماعة الحوثيين والرئيس السابق علي صالح. وفوق ذلك كان اعتماد الروس بدرجة رئيسية على حلفائهم الإيرانيين الذين يوجهون جماعة الحوثي ويتولون دعمهم وتدريبهم وتوفير الغطاء السياسي والإعلامي الخارجي لهم.
وتمكنت روسيا من خلال علاقاتها الوثيقة مع أبوظبي من السيطرة على المجلس الانتقالي ليصبح أداة طيعة في أيادي الضباط الروس، كما أن علاقة موسكو مع طهران سهل للروس الاستفادة من جماعة الحوثي في مناوراتها الدبلوماسية والسياسية وتعزيز مواقفها التي لاشك أنها تسعى من خلالها لتوفير موطئ قدم لقواعدها العسكرية في منطقة تعتبر من أكثر مناطق العالم سخونة.
في هذا الشأن، يقول الخبير بمركز كارنيغي للسلام العالمي، أندرو أس ويس، إنّ الإمارات لم تتوقف عند حد الامتناع عن التصويت على إدانة موسكو في حربها ضد أوكرانيا، لكنها أصبحت ذات أهمية قصوى لموسكو في خرق العقوبات الغربية، إذ باتت الملاذ الآمن للشركات الروسية الخاصة وأصحاب الثروات الكبيرة التي تخدم مصالحهم التجارية والشخصية. وتعد الإمارات الآن ثاني أكثر الوجهات شعبية للمسافرين الروس في الخارج، وانتقلت أعداد كبيرة من الأثرياء والمهنيين إلى دبي بعد بدء الحرب.
وتوفر الإمارات الدعم المالي والعسكري والسياسي للمجلس الانتقالي – الذي يعتبر أداة وظيفية تحركه أيادي أبوظبي، ومن خلال التفاهم الإماراتي -الروسي صارت الأرضية مهيئة لتجربة المشروع الجديد- الانفصال عن اليمن الموحد، وهي مصلحة روسية خالصة حيث ستتمكن روسيا من استعادة المجد القديم الذي كانت تعيشه في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، عندما كان جنوب اليمن مسرحا عسكريا للقيادات الروسية، تقود حربها البادرة في جنوب الجزيرة العربية، وتهدد المصالح الاستراتيجية العربية والإقليمية والدولية. 
وعلى صعيد التعاون بين روسيا وإيران في مجال الدفاع، تلقت موسكو مئات الطائرات المسيرة الإيرانية واستخدمتها في الحرب ضد أوكرانيا، في حين تعدّ طهران للحصول على المقاتلة الروسية المتطورة من طراز Su-35.
وحسب مجلة فورين بوليسي، فقد نقلت موسكو أسلحة أميركية وغربية استولت عليها في أوكرانيا إلى طهران. وأشارت الإدارة الأمريكية إلى أن إيران يمكن أن تحصل أيضاً على "مكونات عسكرية متقدمة" وأسلحة روسية أخرى، مثل طائرات الهليكوبتر وأنظمة الدفاع الجوي.
وفي التعاون النفطي، يرى تحليل صادر عن المعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني، تشاتام هاوس، أن الشركات الروسية إذا تمكنت من الوصول إلى موارد المنطقة، فإن ذلك سيعزز وجود موسكو في سوق الطاقة العالمية. مؤكداً إن الطاقة تعد جوهر نشاط شركات النفط الروسية في إيران والعراق وإقليم كردستان.
ووقّعت روسيا وإيران مذكرة لاستثمارات روسية بقيمة 40 مليار دولار في مشروعات الغاز الإيرانية وشرعت بالفعل في تنفيذ هذه الاتفاقات، ويلاحظ المراقبون أن شركات الطاقة الروسية كانت أولى الشركات العالمية التي عادت إلى إيران بعد رفع العقوبات الغربية في عامي 2015-2016. ويقول خبراء روس قريبون من شركات النفط الروسية إن بإمكان إيران تزويد روسيا بنفط إضافي للتصدير إلى الصين.
وفي منتصف عام 2016، أطلقت روسيا برنامج "النفط مقابل البضائع" لمبادلة النفط الإيراني بالآلات والاستثمارات الروسية. وكان من المفترض أن يساعد البرنامج إيران على التهرب من الحظر التجاري النفطي المفروض من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وشركائهم بعد عودة الحظر الأميركي. وفي نوفمبر 2017، تلقت موسكو مليون برميل من النفط من إيران كدفعة لمعدات السكك الحديدية.
ومن المتوقع أن تستحوذ موسكو سنوياً على نحو 5 ملايين طن من النفط من إيران. في المقابل يخطط الكرملين لمنح إيران تمويلا قيمته 45 مليار دولار، لكن الحرب والعقوبات الغربية على موسكو حالا دون تنفيذ العقد. كما تنوي كل من موسكو وطهران استثمار 20 مليار دولار في ممر الشمال الجنوب التجاري. 
 
 
تفاهم روسي- صيني لتعزيز نفوذهما في الشرق الأوسط وأفريقيا
تعمل كل من روسيا والصين منذ أكثر من عشر سنوات على توفير ظروف امنة لإنشاء قواعد عسكرية في جنوب البحر الأحمر والقرن الأفريقي وخليج عدن، وهي منطقة على قدر كبير من الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية والعسكرية، حيث تضم باب المندب الذي يعتبر من أهم الممرات الدولية، وقد استطاعت الصين تحقيق بعض أهدافها بإنشاء قاعدة عسكرية في جيبوتي، وتسعى للتوسع أكثر على حساب الوجود الأمريكي والأوروبي، وبالقدر نفسه تعمل على تنسيق جهودها مع القيادة الروسية التي لا تخفي تطلعها لبناء قواعدها هناك بهدف السيطرة العسكرية والأمنية على مناطق نفوذها السابقة إبان الحرب الباردة، حيث كانت تسيطر على تلك المناطق الاستراتيجية وتبسط هيمنتها بحكم وجود أنظمة حكم موالية للمعسكر الشيوعي، في أثيوبيا والصومال وجنوب اليمن.
ويتفق الدب الروسي وحليفه التنين الصيني على مواجهة قيادة النظام العالمي وقطبه الأقوى (الولايات المتحدة الأمريكية)، من خلال بسط النفوذ والسيطرة في هذه المنطقة من  العالم، حيث تهدف الصين من خلال التوسع والانتشار لتوفير أسواق لمنتجاتها، وبالتالي فهي تحرص على توفير أجواء وظروف آمنة، أما الروس فيسعون لإيجاد بؤر توتر جديدة قد تمنحهم مدخلا مناسبا لاستعادة النفوذ والتحكم، وقد وجد الخبراء الروس في مشروع انفصال جنوب اليمن مدخلا مناسبا بحكم العلاقات القديمة التي تربط بين موسكو وبعض القيادات العسكرية السابقة في جنوب اليمن.
وبحسب خبراء غربيين تركز استراتيجية موسكو الشرق أوسطية على الهيمنة على أسواق النفط ومبيعات الأسلحة، وتدريجيا تسويق بضائعها ودعم نفوذها العالمي، على خلفية تراجع الدور الأميركي في المنطقة.
وعلى الصعيد النفطي، يرى محللون أن استراتيجية روسيا تصب في 3 مسارات رئيسية لخدمة نفوذها، إذ تستهدف أولاً الهيمنة على سوق النفط وإمداداته، عبر حصولها على امتيازات نفطية في العراق وشراكات طاقة كبرى مع إيران، واستخدام ذلك منصة إطلاق لمبيعات المعدات النفطية وتسويق البضائع الروسية في المنطقة. وثانياً أخذ حصة من سوق السلاح العربية، عبر تعزيز مبيعات نظم الدفاع الجوي "أس - 400" و"أس ـ 300" والمقاتلات الحربية المتطورة. وثالثاً، تعزيز النفوذ البحري، عبر التواجد بالممرات البحرية في المنطقة مثل مضيق هرمز والبحر الأحمر، لتسهيل عبور أساطيلها البحرية بين البحر المتوسط والمحيط الهندي.
ويرى محللون- حسب وسائل إعلام غربية وعربية أن موسكو تعمل لتحقيق هذا الهدف، انطلاقا من القاعدة البحرية في طرطوس السورية عبر قناة السويس وخليج عدن إلى المحيط الهندي، ولهذا السبب تحرص روسيا على الحصول على تواجد بحري في ميناء بورتسودان على البحر الأحمر. وتستخدم روسيا في تنفيذ هذه الاستراتيجية التحالف العسكري مع إيران وتواجدها العسكري في سوريا.
وفي تعليقه على هذا التحالف قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي (إنها شراكة عسكرية تامة تضر بأوكرانيا والشرق الأوسط والمجتمع الدولي). متوعداً بعقوبات جديدة على المتورطين.
على صعيد منطقة الخليج، يلاحظ أن بعض دولها رفضت إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا ومعاقبة موسكو، عدا الكويت وقطر اللتين أدانتا على الفور الغزو، في حين امتنعت الإمارات، التي كانت تشغل مقعداً دورياً في مجلس الأمن الدولي عن التصويت على مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة لإدانة الغزو الروسي.
أما على الصعيد النفطي فتأمل موسكو، عبر عضويتها في تحالف "أوبك+"، في التحكم في أسعار النفط التي تخدم مصالحها المالية في تمويل الحرب الروسية في أوكرانيا، ومنع واشنطن من استخدام سلاح النفط السعودي ضدها مثلما حدث في ثمانينيات القرن الماضي.
وتعمل روسيا عبر تحالفها الاستراتيجي على تهدئة مخاوف دول الخليج من إيران، والإبقاء على أزمة الطاقة في أوروبا الغربية، والحفاظ على إمدادات الصين في حال زيادة التوتر بين واشنطن وبكين.
وتعتمد الصين على إمدادات الطاقة العربية وإيران إلى جانب روسيا. ولذلك تفضل روسيا التعاون النفطي على التنافس مع السعودية في أسواق الطاقة العالمية، رغم الحاجة الماسة للتمويل بعد تنفيذ العقوبات الغربية.
 
 
 
العلاقات القديمة كفرصة لاستعادة النفوذ السابق
تؤكد الأحداث والتطورات السياسية في اليمن أن روسيا التي كانت تدعي وقوفها على الحياد تجاه الأزمة والحرب في اليمن، بدأت أكثر انحيازا لمصالحها الخاصة على حساب مواقفها المعلنة – على الأقل منذ قيام الثورة اليمنية في عام 2011.
وكشفت اللقاءات والزيارات المتبادلة بين كل من روسيا وقادة الحركة الانفصالية في جنوب اليمن عن وجود تنسيق لما هو أكثر من مجرد كلمات عابرة ولقاءات ثنائية، فالروس يقفون بكل قوة مع مشروع الانفصال الذي يتبناه حلفاؤهم السابقون من القيادات الأمنية والعسكرية في جنوب اليمن الذين كانوا يتلقون تعليمهم في جامعات روسيا ومعاهد المعسكر الاشتراكي.
وقد وجد الروس فرصتهم السانحة من خلال قناة الاتصال التي تربطهم بعملاء سابقين تربطهم بروسيا أكثر من علاقات رسمية في عدة مجالات، بل إنهم يشعرون أن الفضل في تكوينهم وإعدادهم وتدريبهم يعود للقادة الروس الذين كانوا يحكمون سيطرتهم على كل شاردة وواردة في الجنوب أثناء الحكم الاشتراكي الذي كان يتلقى كل التعليمات والتوجيهات من موسكو. وعندما انهار الاتحاد السوفيتي تحققت الوحدة بين جنوب اليمن وشماله بإيعاز من السوفيت أنفسهم بعدما أدركوا أنهم سيواجهون مشاكل داخلية فوق قدرتهم.
في السنوات الأخيرة بعدما بدأت روسيا تعلن أهدافها بكل صراحة ووضوح، أخذت تجمع الأوراق القديمة التي كانت قد تخلت عنها عشية انهيار الاتحاد الضخم الذي كان يهدد السلم والأمن الدوليين، ولاشك أن ورقة الانفصال التي ستؤدي إلى إثارة الصراعات بالقرب من خليج عدن وباب المندب- تعتبر إحدى أوراق موسكو. وهو ما كشفته الزيارات التي نفذتها قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي لموسكو بدعم وتنسيق إماراتي.
ووفقاً لخبراء وصناع قرار سعوديين فإن ثمة تحركات روسية واضحة لدعم انفصال جنوب اليمن، تمهيداً لتدخل عسكري مباشر، وقد استطاع الروس الحصول على تأكيدات من سلطات الأمر الواقع في عدن بمنح موسكو عددا من المناطق والموانئ والجزر في خليج عدن لإقامة قواعد عسكرية روسية تحت مبررات حماية الدولة الجديدة في الجنوب اليمني.
وتخلص دراسة صادرة في واشنطن إلى (أن العودة إلى باب المندب استراتيجية روسية قد تسعى إلى تحقيقها حاليا من خلال شركات أمنية وعسكرية غير رسمية مع الضغط لإيقاف الحرب تمهيدا للتواجد العسكري المباشر ).
الانتقالي ذراع موسكو في جنوب اليمن والانفصال مشروع روسيا لتفخيخ المنطقة 
منذ سنوات طويلة بدأت موسكو تعمل على استعادة مجدها القديم، فتستخدم الدبلوماسية حينا والحرب حينا آخر، فعلت ذلك في الشيشان وجورجيا من قبل، وتفعله اليوم في أوكرانيا، رغم ما يؤدي إليه هذا الخيار من تدمير وقتل آلاف المواطنين وما ينجم عنه من تهديد للأمن الإقليمي والسلام العالمي إلا أن الروس يعتقدون أن طموحهم الدموي لابد أن يتحقق كيفما كانت النتيجة، انهم يكررون تجربة زعيمهم السابق ستالين الذي قتل عشرات الملايين من المواطنين الأبرياء لكي يحقق أهدافه في السيطرة والتوسع.
اليوم تكرر موسكو الموقف ذاته في سعيها للتدخل والسيطرة خارج حدودها- تحديداً في خليج عدن والمحيط الهندي وباب المندب، وذلك بإثارة النزاعات والصراعات التي ستؤدي إلى انتشار الفوضى ومن ثم تصبح الفرصة سانحة للقوات الروسية لكي تقوم بالتدخل والانتشار في مناطق نشوب الصراع، وقد وجد الروس لهم أذرع محلية يتم تحريكها وفق المصالح الروسية وأجندتها المشبوهة. ومن هذه الأذرع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه دولة الإمارات- وقد رتبت في الفترة السابقة إعداد هذا المجلس ليصبح تحت سيطرة مشاريع القوى الأجنبية الطامعة بما في ذلك روسيا.
ونستعرض فيما يلي حقائق وأحداث تؤكد فرضية الدراسة عن عمل روسيا المستمر لإيجاد بؤرة صراع جديدة في خليج عدن وباب المندب وصولا إلى القرن الأفريقي، من خلال دعم المجلس الانتقالي ومشروع انفصال جنوب اليمن، وقد صار الانتقالي أداة من أدوات روسيا لتحقيق أهدافها.
• في يونيو 2021 قام عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي ومعه 16 ضابط عسكري من التابعين للانتقالي بزيارة سرية استمرت أربعة أيام، وبعدها عاد عيدروس بمفرده فيما بقي القادة والضابط نحو أسبوعين، وحسب المصادر فإن المقابلات التي تمت مع ضباط روس، أبدى قادة الانتقالي استعدادهم للعمل لصالح روسيا في صراعها مع القوى الكبرى، خاصة في خليج عدن. وقد وجهت الإمارات أتباعها من ضباط الانتقالي بحفظ ما تم الاتفاق عليه مع الروس طي الكتمان حتى لا يؤدي ذلك إلى إثارة السعودية أكبر وأهم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
• في منتصف عام 2022 كررت قيادة المجلس الانتقالي زيارة إلى روسيا، وجددت استعدادها لما تم الاتفاق عليه مسبقاً، مع التزام الطرفين بإبقاء الاتفاقات سرية وبدون الكشف عنها، واكتفت وسائل إعلام الانتقالي بالحديث عن الزيارة دون الكشف عن تفاصيلها التي ستؤلب الرياض عليهم وعلى أسيادهم في أبوظبي.
• وفي نفس الفترة عقد لقاء جمع نائب رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي الجنوبي، محمد الغيثي، وهو بالأساس عنصر مخابرات في جهاز أمن الدولة الإماراتي، مع مسؤول الدائرة السياسية في الخارجية الروسية بحضور مدير مكتب الإدارة العامة للشؤون الخارجية في روسيا الاتحادية د. علي الزامكي، ومحمد با ضريس، والتزم الغيثي للمسؤول الروسي أن ينفذ قادة الانتقالي جميع المهام الموكلة إليهم، مع التأكيد  على ضرورة التزام السرية في التعاطي مع هذه التفاهمات.
• في مارس 2023 توجه وفد من المجلس الانتقالي بقيادة رئيسه الزبيدي إلى روسيا، كانت الزيارة معلنة لكن تم التحفظ إعلاميا عن نشر أهم الشخصيات والجهات الروسية التي التقت بالانتقالي واستمرت لمدة أسبوع، وكان أحد أعضاء وفد الانتقالي ويدعى نصر هرهره قد سارع بعد العودة للحديث عن اتفاقات عسكرية وأمنية مع روسيا وعلى الفور وبخه قادة الانتقالي وأجبروه بالتزام الصمت، لأن الكشف عنها في الوقت الحالي سوف يؤلب السعودية عليهم وكذلك بقية القوى السياسية والعسكرية في اليمن.  
• عقد المجلس الانتقالي اتفاقية سرية مع الجانب الروسي في المجال الأمني والعسكري وذلك ايفاد 80 شخصية أمنية وعسكرية سنوياً من قوات المجلس للتدريب والتأهيل والتعاون في المجال الامني والعسكري، ومنح ما يقارب 40 طالب من اتباع الانتقالي للدراسة العسكرية في كليات روسيا، وكانت هذه الاتفاقية دون علم ودراية السلطة الشرعية اليمنية المعترف بها دولياً. مع العلم انه يوجد الكثير من عناصر الانتقالي حاصلين على منح دراسية من الحكومة الشرعية، ولهم ارتباطات بالمخابرات الروسية عن طريق علي الزامكي مدير مكتب الانتقالي في روسيا. كما ان هناك منح دراسية عسكرية روسية سنوية يتم تمريرها عبر وزارة الدفاع اليمنية ورئاسة الاركان اليمنية تنسق عبر الملحق العسكري للسفارة اليمنية بموسكو، وتوجد معلومات عن تنسيق بين روسيا وسلطة صنعاء الحوثية لابتعاث طلاب يمنيين من الحوثيين للدراسة العسكرية في كليات روسيا.
• كل الزيارات واللقاءات كانت بتنسيق وترتيب من دولة الامارات وعبر مطار ابوظبي الذهاب والعودة وكانت برفقة ضابطين من الاستخبارات الإماراتية، لكنهم متخفين ولم يظهروا علناً مع وفود الانتقالي كما أن سفارة الامارات في موسكو كانت هي من تقوم بترتيب مراسيم الاستقبال والاقامة الفندقية واللقاءات مع الجانب الروسي. 
• خلال زيارات وفود المجلس الانتقالي الى روسيا كان اعلام الانتقالي يتفاعل اعلامياً رسمياً وشعبياً وإطلاق هاشتاجات عديدة، مثل: (الجنوب وروسيا شراكة استراتيجية)،  و(جنوبيون علاقتنا بروسيا تتعزز).
مكتب المجلس الانتقالي في موسكو
يديره ضباط مخابرات يمنيين وروس، يقومون من خلاله باستقطاب الشباب والطلاب الجامعيين اليمنيين والتأثير عليهم وتجنيدهم في العمل لصالح موسكو، وهذا المكتب هو الذي ينظم اللقاءات والزيارات المتبادلة بين الخبراء والمسؤولين الروس والقيادات السياسية والناشطين والإعلاميين التابعين للانتقالي. ويوجد في إدارة المكتب شخص يدعى علي الزامكي- عنصر مخابرات سابق مقيم منذ سنوات طويلة في موسكو ويعمل في خدمة المخابرات الروسية. وله علاقة بجماعة الحوثيين والمخابرات الإيرانية. ويوجد للمكتب ميزانية مالية شهرية لكل الانشطة والايجار ورواتب لهيئته الإدارية، يتم تحويلها عبر حساب السفارة الاماراتية في موسكو.
ويعتبر الزامكي مندوب الانتقالي في روسيا، ويقوم بالتنسيق بين قيادة الانتقالي والجهات الروسية، وهو على ارتباط دائم مع جهات ومسؤولين روس، منهم مدير الإدارة العامة للشؤون الخارجية في روسيا والدول المستقلة، وكبير المستشارين لرئيس مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي التابع للخارجية الروسية، ومدير مركز تعاون الحضارات لجامعة العلاقات في موسكو، وله علاقات أيضا مع أعضاء في مجلس الدوما الروسي، وهو مرتبط مع
ويقوم الزامكي بأنشطة سياسية وكتابة تقارير باللغة الروسية عن أنشطة ومواقف وبيانات المجلس الانتقالي وكل الأحداث السياسية المرتبطة بالانتقالي والشأن اليمني وتقديم ملخص تقريري عن الأوضاع والتطورات اليمنية مع توصيات بمواقف وتعاملات معينة تتوافق مع الأجندة الروسية في المنطقة.
 
 
 
 
 
 
خاتمة 
تتوالى حقائق التحرك الروسي تجاه اليمن لتكشف عن أطماع استعادة النفوذ الذي كان يحوزه الاتحاد السوفيتي قبل انهياره، وتسعى موسكو لإيجاد موطئ قدم لها في المنطقة الاستراتيجية الأكثر أهمية- خليج عدن وباب المندب مع امتداداتها شرقا وغربا، وتشمل الموانئ والحزر والممرات المائية لحركة التجارة الدولية، واتضح أن أهداف الروس لن تتحقق إلا بالسيطرة على عدة أوراق سياسية منها دعم انفصال جنوب  اليمن، تمهيداً للصراع المرتقب الذي سيؤدي – وفق مخططات موسكو إلى منحها فرصة التدخل العسكري وبناء قواعدها وفرض شروطها وفق ما تمليه مصالحها ورغبتها في التوسع وبما يتلاءم مع أطماعها التي لا حدود لها. ولم تتوقف في حدود الدول المجاورة لها، بل امتدت إلى موانئ البحر المتوسط والتطلع إلى موانئ وجزر جديدة في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي.
وفي هذه التحركات والأطماع الروسية المسمومة تتكشف رغبتها الواضحة في إثارة مزيد من الصراعات المسلحة في منطقة ملتهبة أصلاً، وإذا تحقق لروسيا ما تسعى إليه من بناء قواعد عسكرية في هذه المنطقة فإن ذلك سيؤدي إلى تهديد السلم الدولي وتقويض دعائم الأمن العالمي، خاصة وأن المنطقة قريبة جداً من حركة مرور النفط والتجارة الدولية، ولاشك أن الوجود الروسي يهدد منظومة العلاقات الدولية شبه المستقرة والمتوافقة على حفظ الأمن والسلم وتأمين حركة النقل، بعد سنوات من الاضطراب الذي عاشته جراء أعمال القرصنة.  وإذا كانت القرصنة قد استنفرت المجتمع الدولي حينها فإن ما تسعى إليه روسيا لا يقل خطراً عن ذلك، خاصة وقد أثبتت روسيا استهتارها بالأمن الإقليمي والدولي وأنها لن تتورع عن استخدام كل ما لديها من أسلحة ونفوذ لتحقيق مصالحها وبسط سيطرتها وتوسيع نفوذها في مناطق مختلفة من العالم، وعلى رأسها التمدد عبر المياه الدافئة في المحيط الهندي نحو بحر العرب وخليج عدن ومضيق باب المندب، وهذا يعني استنساخ تجربة جديدة من الحروب على غرار الحرب في أوكرانيا.
 
 
المراجع
عن العلاقات اليمنية الروسية في ذكراها الـ93، (المصدر اونلاين)، في الرابط: https://cutt.us/sFbV5 .
عودة روسيا إلى اليمن، مركز واشنطن للدراسات اليمنية، على الرابط: https://cutt.us/TY9XL .
كيف تستخدم روسيا علاقتها مع إيران لمحاصرة النفوذ الأمريكي، (العربي الجديد)، في الرابط: https://cutt.us/pqJ1l .
مسؤول أمريكي: روسيا وإيران يوسعان تعاونهما العسكري، (دويتشه فله)، في الرابط: https://cutt.us/aMqFC .
اليمن في خريطة المصالح الروسية، (مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية)، في الرابط: https://cutt.us/i986a .
العلاقات الروسية الإيرانية ودرس اليمن، (الجزيرة نت)، على الرابط: https://cutt.us/YMTFD .
2