الحلقة الأولى
(1)
يحسب للمجلس الانتقالي الجنوبي ذي السبع سنوات من التأسيس في 2017م تخقيقه لسبق عالمي لم يصل إليه أي من المكونات اليمنية الأخرى إذ اصبح عدد من كوادره وأذرعه مطلوبين عبر الإنتربول الدولي،
كما ويسجل هذا المجلس الثوري الذي حمل شعار استعادة دولة في جنوب اليمن اسرع تيار وطني يشهد صراع التفكك وحرب الأجنحة وتنازع القرار.
سؤال يشغل بال الكثير من المهتمين بالشأن اليمني والمراقبين لمسار نشاط المجلس الإنتقالي:
كيف وصلت الأمور إلى هذه النقطة التي نراها اليوم بوضوخ ؟!
وكيف سمحت دولة الإمارات الراعي الرسمي لهذا المجلس بتدحرج كرة النار لتحرق خلايا الإغتيالات وتصل إلى وكر (فريق مكافحة الإرهاب) فترمي يسران المقطري مثل جثة متفحمة وتصل لأطراف شلال شائع وتحاصر قيادات الإنتقالي وتضع شعاراتهم ومشروعهم في مركز الإعصار؟؛
هل هو صراع النفوذ والزعامة بين طوائيس الضالع
أم هو وبال الدم والارواح البريئة التي سفكت في شوارع عدن والإخفاءات والسجون السرية التي وثقتها تقارير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة؟
أم هي مقتضيات المرحلة الجديدة ومجيء أحمد علي صالح وعمار صالح حلفاء الإمارات والأمريكان وبالتالي التخلص من هؤلاء الفوضويين في المجلس الإنتقالي بعد فشلهم في كل شيء وسخط انحاضنة الشعبية عليهم في عدن ومحافظات النفط والثروة أبين شبوة المهره حضرموت سقطرى؟!
بالتأكيد هو كل هذه الوقائع مجتمعة وهذه طبيعة السياسة المحكومة بالمصالح الدائمة.
(2)
شلال أمام خيارين :
تفجير الموقف عسكريا أو مصير يسران
الحرب بالنسبة لشلال شائع هي طريق إجباري كون البديل لها هو السجن او الهروب خارج البلد مع ما يقتضيه من ملاحقة قضائية ليمضي بقيةحياته مطاردا متخفيا وبسمعة مظلمة،
كما أن حاشية شلال ومقربيه لن يسمحوا له بالنجاة منفردا فالمصير واحد وهم أكثر من سيحرض على المواجهة.
عيدروس عمل خلال السنتين الماضيتين على إعادة هيكلة القوات العسكرية في الضالع وعدن وهي الخطوة التي اطاحت بمعسكرات شلال،
لكن تبقى لشلال أجنحة وقيادات داخل هذه المعسكرات ونفوذ لا بأس به في قوات الحزام الأمني وتشكيلات مسلحة أخرى.
استطاع شلال ان يستقطب الكثير من الأنصار ويرتب لهم اوضاعهم من مختلف مناطق الضالع وردفان ويافع بل وعدن
على عكس عيدروس المتهم بالتعصب لدائرته الضيقة في زبيد،
وبالنسبة للبعد القبلي فإن قبائل بلاد الشاعري التي ينتمي إليها شلال أكثر وأقوى من قبائل زبيد والسيلة التي ينتمي إليها عيدروس،
(3)
كيف بدأ الصراع بين طوائييس الضالع
يجب علينا التأكيد أن عيدروس وشلال على خصام كبير قبل حرب الحوثيين في 2015م ولم تسعهما الضالع إلى أن جاءت الإستخبارات الإماراتية وأخذتهما الى ابوظبي عقب تحرير عدن في يوليو 2015م وخضعا لدورات وإعداد على مدى بضعة اشهر ليعودا في شهر ديسمبر من نفس العام وقبل يوم واحد من إغتيال محافظ عدن الاسبق جعفر محمد سعد وكأن العملية اشبه بفتح الطريق أمام الرجلين كي يتسيدا عدن وينفذان المخطط الذي عاشته المدينة بعد ذلك، أحدهما عين محافظا لعدن والآخر مديرا للأمن .
استمرت العلاقة طبيعية بينهما لسنوات يضبط إيقاعها ضباط الإستخبارات الإماراتية ثم ما لبثت أن ساءت بسبب تصرفات مختلفة بدأها عيدروس بهيكلة القوات العسكرية والإطاحة بمعسكرات شلال ثم إيقافه من إدارة امن عدن وتورطه صراحة مع يسران المقطري في عمليات امنية داخل الإنتقالي نفسه بلغت دروة هذا الإفتراق عند إقدام شلال على تحدي المحافظ الأملس وتنفيذ عملية إغتيال فاشلة ضده ثم التورط في تفجير سيارة مسؤول الدائرة الأمنية في المجلس الإنتقالي وقتل نجله فيها،
عقب كل هذه التطورات صدر قرار التخلص من شلال وفريقه وخلاياه فكانت البداية بملاحقة عناصر الإغتيالات في الضالع تحديدا وعددهم 18 عنصرا وتقديم 12 منهم للمحاكمة في عدن ونشر محاضر التحقيقات التي يرد فيها شلال..
ثم جاءت قضية اختطاف علي عشال الجعدني وتحولها إلى قضية راي عام صاخبة لتلقي حجرا ضخما في بركة شلال ويسران وفريق مكافحة الإرهاب التابع لهما فخرج الماء الملوث من قاع هذه البركة وفاح في الأرجاء،
استعادة الأمريكان ملف الإرهاب من الإماراتيين كان ايضا تطورا مهما في رفع الغطاء والحماية على شلال وفرقه وخلاياه وفرصة استلقفها عيدروس ليضرب خصمه المشاكس والفوضوي الذي طفح كيله من المشاكل التي يسببها في عدن والضالع
(4)
أين تقف يافع من هذا الصراع
سعى شلال شايع لكسب موقف أطراف من يافع في حربه الوشيكة للتخلص من عيدروس.
وعلى ذات السياق حذر يحيى غالب الشعيبي رئيسه الزبيدي من طموحات قائد قوات العمالقة ابي زرعة المحرمي الذي يسعى لامتلاك القوة العسكرية على حساب الانتقالي.
ويرى البعض أن يافع تفضل الحياد الإنتهازي دون الإنخراط في الصراع يخص الضالع على امل أن اي مواجهة ستؤدي إلى فتح الطريق لصعود يافع دون منافس،
بقلم / انيس منصور