الرئيسية - منوعات - الاستسلام ام التحدي :كيف يواجة رجل قلة خبرته الأعمال

الاستسلام ام التحدي :كيف يواجة رجل قلة خبرته الأعمال

الساعة 12:52 مساءً (هنا عدن/ متابعات )

يتجه العديد من رواد الأعمال إلى إطلاق مشاريع تتماشى مع خبراتهم ومهاراتهم، وهو أمر منطقي، لكن ماذا لو ظهرت فرصة واعدة في مجال جديد كلياً وخارج نطاق معرفتهم؟ هل يترددون؟ أم يقررون الخوض في التحدي؟ هل يكون نقص المعرفة هنا عائقاً أمامهم أم يحولونه إلى فرصة للنمو؟ وكيف يفعلون ذلك؟
في هذا المقال يخبرنا مدرب ومستشار ريادة الأعمال أحمد أبوسير عن أبرز الاستراتيجيات والأدوات التي تمكّن رواد الأعمال من تحقيق النجاح، حتى في المجالات التي لا يمتلكون فيها خبرة سابقة.

أولًا: التعلّم هو مفتاح النجاح



يقول أحمد أبوسير، "يُقال المعرفة قوة، لكن في عالم ريادة الأعمال، القوة الحقيقية تكمن في القدرة على التعلم السريع والتكيف مع المتغيرات، ليس عليك أن تكون خبيراً في كل شيء، لكن فهم الأساسيات هو ما يضمن اتخاذ قرارات سليمة تؤدي إلى النجاح".


ويشير إلى أن الدخول إلى أي مجال جديد يتطلب من رائد الأعمال بناء قاعدة معرفية قوية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال:

 

قراءة الكتب والمقالات المتخصصة لاكتساب الفهم الأساسي.
حضور ورش العمل والدورات التدريبية لتعلم المهارات المطلوبة.
الاستفادة من الموارد الإلكترونية، مثل المنصات التعليمية ومقاطع الفيديو التوضيحية.

ثانياً: فريق العمل.. شراكة تكمل النقص

رائد الأعمال الناجح، وفق قول مستشار ريادة الأعمال، يدرك أن قوة فريق العمل يمكنها أن تعوّض أي نقص في المعرفة أو الخبرة، ويؤكد: "اختيار أفراد يتمتعون بالخبرة والكفاءة لا يضيف فقط قيمة عملية للمشروع، بل يمنحك فرصة ذهبية للتعلم المباشر من خبراتهم، إضافةً إلى ذلك، التعاون مع مستشارين متخصصين أو بناء شراكات استراتيجية يُعدّ خطوة ذكية لسد الثغرات وتعزيز التوازن في المشروع، فريق عمل قوي وشراكات مدروسة يمكنها أن تُمكّنك من مواجهة التحديات بثقة ونجاح".

ثالثًا: التكنولوجيا... الحليف الذكي

يؤكد أبوسير أن "التكنولوجيا لم تعد مجرد أداة مساعدة، بل أصبحت ركيزة أساسية لنجاح أي رائد أعمال"، مضيفاً: "دور التكنولوجيا لا يقتصر فقط على تسريع العمليات وتقليل الأخطاء، بل إنها تمنحك وقتاً إضافياً للتركيز على صياغة استراتيجيات مبتكرة تقود مشروعك نحو النجاح".
ويشير إلى أنه بفضل التطور التقني، يمكن التغلب على نقص المعرفة واكتساب ميزة تنافسية من خلال:

تحليل البيانات: باستخدام أدوات تحليل السوق التي تقدم رؤى دقيقة حول الاتجاهات والفرص الواعدة.
التعلّم السريع: المنصات التعليمية مثل Coursera و LinkedIn Learning تمنحك القدرة على اكتساب أي مهارة بسرعة وكفاءة.
إدارة الأعمال بذكاء: الاعتماد على برامج متخصصة لتسهيل التخطيط، التنفيذ، وتحسين الإنتاجية.
رابعاً: الاستعداد للتحديات.. خطط مرنة للتغلب على الصعاب
يوضح أحمد أبوسير أن "الدخول إلى مجال جديد ليس خالياً من العقبات، بل يتطلب مواجهة مجموعة من التحديات، لكن هذه التحديات ليست نهاية المطاف، برؤية واضحة واستراتيجية مرنة، يمكن تجاوز العقبات وتحويلها إلى فرص، المفتاح هو الاستعداد للتعلم من الأخطاء، الابتكار، وتجربة أساليب جديدة تحقق التميز"


ويعدد المستشار أبرز هذه التحديات بالتالي:

نقص الخبرة العميقة: مما قد يؤدي إلى قرارات غير مدروسة تؤثر على المشروع.
المنافسة الشرسة: من قبل لاعبين متمرسين في السوق ولديهم خبرة طويلة.
التكيف مع الديناميكيات الجديدة: حيث يتطلب المجال فهماً سريعاً لمتطلباته وأساليبه.
خامساً: من عنق الزجاجة إلى الحلول.. تجاوز نقص المعرفة

حول هذا الأمر يقول أبوسير: "في بعض الأحيان، يمكن أن يتحول نقص المعرفة إلى ما يُعرف بـ"عنق الزجاجة" – النقطة التي تتباطأ فيها العمليات أو تتوقف تماماً بسبب عائق محدد– يحدث ذلك عندما يؤدي ضعف الفهم للمجال إلى تكرار الأخطاء أو تعطيل سير العمل.
الحل هنا يكمن في الاستفادة من الخبرات الخارجية من خلال استشارة متخصصين أو توظيف محترفين يمتلكون المهارات والمعرفة اللازمة لسد هذه الفجوة وضمان استمرارية العمل بسلاسة.

سادساً: هل الاستسلام خيار؟ متى يكون التوقف الخيار الصحيح؟
في بعض الأحيان، قد يكون التوقف عن المشروع هو القرار الأكثر حكمة وفق قول مدرب ومستشار ريادة الأعمال أحمد أبوسير، موضحاً عدداً من المؤشرات التي قد تدل على ضرورة إعادة التفكير وهي:

خسائر مستمرة من دون وجود خطة واضحة لتحسين الوضع.
غياب الإمكانيات المالية أو البشرية اللازمة للاستمرار.
فقدان الشغف أو الحافز لمواصلة العمل.
لكنه يؤكد: "الاستسلام لا يعني الفشل، في كثير من الحالات، يكون فرصة للتعلم وإعادة التركيز على مجالات أخرى قد تتوافق بشكل أفضل مع إمكانياتك وتوجهاتك المستقبلية".
ويختم كلامه بالقول: "رائد الأعمال الناجح لا يرى نقص المعرفة كعائق، بل كفرصة للتعلم والنمو، من خلال التخطيط المدروس، بناء فريق عمل قوي، واستخدام التكنولوجيا بذكاء، يمكنه التغلب على أي تحدٍ والخروج منه أكثر قوة، فالنجاح في ريادة الأعمال لا يعني معرفة كل شيء، بل يعني الشجاعة للانطلاق، والمرونة في التعلم، والذكاء في الاستفادة من الموارد المتاحة، المفتاح هو الإصرار المستمر مع الحكمة في إعادة تقييم الخطوات عند الحاجة".