الرئيسية - أخبار محلية - صحيفة امريكية تؤكد،احتمالية الحرب البرية في اليمن

صحيفة امريكية تؤكد،احتمالية الحرب البرية في اليمن

الساعة 05:15 صباحاً (هنا عدن : متابعات )

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية مقالًا للكُتَّاب بونوا فوكون، وهو مراسل الشرق الأوسط في صحيفة وول ستريت جورنال،والكاتب صالح البطاطي وهو صحفي يمني مستقل، فاز بجائزتي إيمي للأخبار والبرامج الوثائقية في عام 2018. والكاتبة نانسي أ. يوسف هي مراسلة متخصصة في شؤون الأمن القومي،، مقالًا تحت عنوان: الضربات الأميركية تسرّع خطط الحرب البرية في اليمن ضد الحوثيين.


وقال مسؤولون يمنيون وأمريكيون إن ميليشيات يمنية تخطط لشن هجوم بري ضد الحوثيين في محاولة للاستفادة من حملة القصف الأميركية التي أدت إلى تدهور قدرات الجماعة المسلحة. 




وقال المسؤولون إن الفصائل اليمنية تستشعر فرصة لطرد الحوثيين من أجزاء من ساحل البحر الأحمر على الأقل الذي سيطروا عليه خلال العقد الذي مر منذ استيلائهم على السلطة في جزء كبير من شمال غرب البلاد. 


وأفاد أشخاصٌ مطلعون على التخطيط بأنَّ متعاقدين أمنيين أمريكيين خاصين قدّموا استشاراتٍ للفصائل اليمنية بشأن عملية برية محتملة. وأوضح المسؤولان الأمريكيان واليمنيان أنَ الإمارات  التي تدعم هذه الفصائل، طرحت الخطة على المسؤولين الأمريكيين في الأسابيع الأخيرة. 

 

وقال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة منفتحة لدعم عملية برية تقودها قوات محلية، مشيرين إلى أنه لم يُتخذ قرار بعد بشأن دعم هذه الجهود، وأضاف المسؤولون أن الولايات المتحدة لا تقود المحادثات بشأن عملية برية. 


وأوضحوا أن النقاش يتضمن تمكين الفصائل المحلية المتحالفة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا من تولي مسؤولية أمن البلاد. 

 

وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي برايان هيوز لصحيفة وول ستريت جورنال الأسبوع الماضي: "في نهاية المطاف، يقع أمن البحر الأحمر على عاتق شركائنا في المنطقة، ونحن نعمل معهم عن كثب لضمان بقاء حركة الملاحة في تلك الممرات المائية آمنة ومفتوحة في المستقبل البعيد". 


وبموجب الخطة التي يجري مناقشتها، فإن الفصائل المحلية المتمركزة في جنوب البلاد ستنشر قواتها على طول الساحل الغربي لليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون وتحاول الاستيلاء على ميناء الحديدة على البحر الأحمر، بحسب مسؤولين يمنيين. 


وقالت الصحيفة: "في حال نجاح العملية البرية، فإنها ستُبعد الحوثيين عن أجزاء كبيرة من الساحل الذي شنّت منه الجماعة، المُصنّفة إرهابيًا في الولايات المتحدة، هجمات على السفن العابرة للمياه القريبة. وستُشكّل السيطرة على الحديدة ضربةً موجعة للحوثيين، إذ ستحرمهم من شريان حياة اقتصادي، وستقطع طريقهم الرئيسي لتلقي الأسلحة من إيران". 

 

وتابعت: تنفي طهران علنًا تزويدها الحوثيين بالأسلحة، لكن مفتشي الأمم المتحدة يتتبعون بانتظام شحنات الأسلحة المُصادرة إلى إيران. 

 

وصرح القيادي الحوثي البارز، محمد علي الحوثي، بأن الحملة الجوية الأمريكية فشلت في وقف الجماعة، وأن أي عملية برية ستُلاقي المصير نفسه. 


وتأتي المناقشات حول عملية برية في الوقت الذي يقول فيه المسؤولون الأمريكيون إن الولايات المتحدة تدرس خيارات بشأن كيفية إنهاء هجومها الجوي في اليمن، مع حرص إدارة ترامب على إظهار التزامها بحملات محدودة وتجنب الحروب التي لا نهاية لها. 

 

يهدد الهجوم البري الكبير بإعادة إشعال حرب أهلية يمنية كانت خامدة لسنوات والتي تسببت في أزمة إنسانية عندما دعم تحالف سعودي إماراتي القوات البرية المحلية بحملة قصف جوي. 


بدأ الحوثيون في مهاجمة السفن العابرة للبحر الأحمر والمياه القريبة بعد وقت قصير من العدوان الإسرائيلي على غزة. لا تزال معظم حركة السفن التجارية تُعاد توجيهها إلى الطريق الطويل حول جنوب إفريقيا وبعيدًا عن البحر الأحمر وقناة السويس. 


أطلقت الولايات المتحدة عمليتها العسكرية ضد الحوثيين في 15 مارس/آذار، مؤكدةً أنها تهدف إلى الدفاع عن المصالح الأمريكية، وردع الأعداء، واستعادة حرية الملاحة في أحد أهم الممرات المائية التجارية. وصرح مسؤولون أمريكيون بأن الولايات المتحدة شنت أكثر من 350 غارة خلال حملتها الحالية. ولم يُصدر الجيش الأمريكي أي تقييم ميداني منذ الغارات الأولى. 


تضيف الصحيفة: قال مسؤولون يمنيون ومراقبون عن كثب للحرب في البلاد إن قرابة شهر من الضربات الأمريكية أظهرت نتائج متباينة، مشيرين إلى أن الضربات الجوية وحدها لن تهزم الحوثيين. 

 

وتابعت: منذ بدء الضربات الجوية الأمريكية، أطلق الحوثيون صواريخ وطائرات مسيرة بالقرب من حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس ترومان المتمركزة في البحر الأحمر. كما استأنفوا هجماتهم على إسرائيل. وصرح مسؤولون أمريكيون بأن حاملة طائرات ثانية والسفن المرافقة لها وصلت للتو إلى المنطقة، مما قد يؤدي إلى تكثيف الضربات لعدة أسابيع أخرى على الأقل. 


وتمضي الصحيفة بالقول: مع ذلك، تُثير إمكانية دعم عملية برية تعقيداتٍ للولايات المتحدة، التي دعمت تحالفًا من نحو اثنتي عشرة دولة عربية، بقيادة السعودية والإمارات، ضد الحوثيين خلال الحرب الأهلية اليمنية الطويلة. انتهى ذلك الصراع بهدنة عام 2022، على الرغم من استمرار القتال منخفض الشدة بين الحوثيين وبعض الفصائل المدعومة من السعودية والإمارات.


وأشارت أن مسؤولين من المملكة العربية السعودية، الداعم الرئيسي للحكومة اليمنية، أبلغوا مسؤولين أمريكيين ويمنيين سرًا بأنهم لن ينضموا أو يدعموا هجومًا بريًا في اليمن مرة أخرى، خوفًا من الهجمات المدمرة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي شنها الحوثيون سابقًا على المدن السعودية. 


وتأتي هذه الاعتبارات في الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة محادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي في عُمان يوم السبت. وصرح مسؤولون أمريكيون بأن واشنطن ترغب في إدراج دعم طهران لحلفائها الإقليميين، مثل الحوثيين، في المحادثات، لكن هذا الموضوع لم يُطرح للنقاش في مسقط، وفقًا لأشخاص مطلعين على المحادثات. 


في الوقت نفسه، تعمل الولايات المتحدة أيضًا مع وسطاء عرب على خطة لوقف إطلاق النار في حرب غزة. وقد أعلن الحوثيون أنهم سيتوقفون عن مهاجمة سفن الشحن في البحر الأحمر إذا انتهت الحرب في غزة. 


لقد أمضى الحوثيون سنوات في تخزين الصواريخ والطائرات بدون طيار، وإخفائها في الكهوف أو منشآت تحت الأرض حيث بنوا خطوط تجميع الأسلحة ومرافق الإطلاق، تقول الصحيفة.


ويقول المحللون والمراقبون إن العملية البرية ستساعد في استهداف البنية التحتية العسكرية التي يصعب ضربها من الجو. 


وقال وضاح الدبيش، المتحدث باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي، وهي ميليشيات موالية للحكومة: "كنا جاهزين وجاهزون منذ اليوم الأول لتحرير الحديدة وجميع المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، سواءً بمشاركة أمريكية أم لا". لكنه أضاف أن القرار النهائي بيد الحكومة اليمنية والتحالف العسكري السعودي الإماراتي الذي يدعمها. 


وقال طارق صالح، رئيس فصيل المقاومة الوطنية اليمنية، إن العمل العسكري هو السبيل الوحيد لإنهاء التهديد الذي يمثله الحوثيون. 

وصرح محمد الباشا، محلل شؤون الشرق الأوسط في "باشا ريبورت"، والمقيم في الولايات المتحدة، بأن الرياض قد تغير رأيها إذا حوّل الحوثيون تهديداتهم ضد السعودية إلى هجمات. 


ولم يستجب المتحدثون باسم الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لطلبات الصحيفة للتعليق. 


وأرسلت إدارة بايدن، التي كانت تسعى لتجنب حرب أوسع في الشرق الأوسط، سفنًا حربية أمريكية لحماية الملاحة الدولية، ونفذت ضربات ضد الحوثيين. لكن إدارة ترامب اتخذت موقفًا أكثر حزمًا، ووسعت قائمة أهدافها لتشمل القادة العسكريين الحوثيين.

للاطلاع على المادة الأصلية من هنا