nbsp;هنا عدن | متابعات
ارتكبت ميليشيات الدعم السريع، مجزرة جديدة فى حق السودانيين، حيث استهدفت مُسيرات تابعة لـها، روضة الأطفال بمنطقة كالوقى بولاية جنوب كردفان، مما أدى لمقتل 114 شخصا، بينهم 43 طفلاً، و4 نساء وعشرات المصابين.
وتوقع المدير التنفيذى لمحلية كالوقى بولاية جنوب كردفان عصام الدين السيد أنقلو، أن «العدد الرسمى للضحايا جرّاء القصف بالطائرة المسيّرة لم يحصر بعد نظرا لتعرض المستشفى الذى نقل إليه الضحايا للقصف أيضا.
وعلى الفور أصدرت الخارجية السودانية بيانا علقت فيه على المجزرة قائلة: «نفذت الميليشيا الإرهابية جريمة بشعة بطريقة تؤكد أن هدفها كان هو إيقاع أكبر عدد من القتلى بين المدنيين، إذ قصفت فى البداية روضة أطفال بصواريخ من طائرة مسيرة، مما أدى لمقتل عدد كبير من التلاميذ، وعندما هب المواطنون لإنقاذ الأطفال المصابين عاودت الميليشيا قصف الروضة لتقتل عددا منهم بمن فيهم أطفال لم يصابوا فى المرة الأولى، ولم تكتف الميليشيا الإجرامية بذلك، بل لاحقت الضحايا والمسعفين فى المستشفى الريفى الذى نقل إليه المصابون بالقصف، ليرتفع عدد الضحايا إلى 114 قتيلا و38 من الجرحى» .
وأوضحت أن استهداف الأطفال والمصابين بهذه الطريقة الإرهابية الفظيعة سابقة لم يعرف العالم مثيلا لها، حتى من أشد جماعات الإرهاب توحشا، وتقدم دليلا جديدا على أن الجماعة الارهابية تترجم تجاهل المجتمع الدولى فظائعها المتواصلة بأنه تشجيع وإقرار لتلك الجرائم.
وحملت الخارجية السودانية، «رعاة الجماعة، ومجلس الأمن بالأمم المتحدة، والفاعلون الدوليون» المسئولية عن استمرار هذه المجازر، وقالت: لقد عجز مجلس الأمن والأطراف الدولية المعنية عن مجرد متابعة تنفيذ قرار المجلس برفع الحصار عن الفاشر ووقف الهجوم عليها.
وبدورها قالت شبكة أطباء السودان، فى بيان، لقد بدأت الصور فى الظهور لحادثة استهداف روضة الأطفال بمنطقة كلوقى بولاية جنوب كردفان، فيما تتزايد أعداد الضحايا، موضحة أن عددا من المسعفين قتلوا بعد أن هرعوا إلى موقع القصف قبل أن يتعرضوا لضربة ثانية مباغتة.
وأضافت الشبكة أن هذه الجريمة البشعة والمجزرة غير الأخلاقية التى استهدفت أطفال منطقة كلوقى داخل روضتهم، تؤكد تعمّد الدعم السريع إرهاب المدنيين ودفعهم للنزوح القسرى، وهى الأساليب ذاتها التى استخدمتها فى الفاشر وكردفان ومناطق أخرى».
وأدانت شبكة أطباء السودان هذه الجريمة النكراء، وحملت قيادات الدعم السريع المسئولية الكاملة عن الأرواح البريئة التى فُقدت نتيجة القصف الصاروخى الموجّه، كما طالبت المجتمع الدولى بتفعيل آلياته لوقف هذه الانتهاكات وحماية المدنيين العُزّل» .
ويعد الهجوم هو الأحدث فى سلسلة من المعارك الدائرة بين قوات الدعم السريع والجيش السودانى منذ أكثر من عامين، وتتركز المعارك الآن فى ولايات كردفان الغنية بالنفط.
ومن جانبها نددت حكومة جنوب كردفان بأشد العبارات بالجريمة البشعة التى ارتكبتها الحركة الشعبية شمال-الحلو وحليفتها «الدعم السريع» المتمردة، حيث قامت بقصف مواقع بمدينة كلوقى بولاية جنوب كردفان بعدة صواريخ من مسيرة استراتيجية، مستهدفة روضة أطفال ومستشفى قدير وأماكن أخرى مكتظة بالسكان. وطالب البيان المجتمع الدولى والمنظمات الحقوقية باتخاذ موقف إزاء هذه الانتهاكات وتصنيف الميليشيا المتمردة منظمة إرهابية نتيجة لأفعالها اللا إنسانية، فضلا عن محاسبة حلفائها فى هذه الجرائم والانتهاكات.
من ناحية أخرى قالت صحيفة جارديان إن مدينة الفاشر تعيش واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية فى تاريخ الحرب السودانية، حيث يعتقد أن ما يصل إلى 150 ألفا من سكانها فقدوا منذ سقوطها فى أيدى ميليشات الدعم السريع، ويأتى ذلك بعد 6 أسابيع من سيطرة الدعم السريع على المدينة عقب حصار تجويعى استمر 500 يوم، فى وقت تعمل فيه القوات على إخفاء الأدلة المتعلقة بحجم المجزرة التى ارتكبتها، كما تقول الصحيفة البريطانية.
وأوضحت الجارديان أن صور أقمار اصطناعية حديثة كشفت عن انتشار عشرات الأكوام من الجثث فى شوارع عاصمة شمال دارفور التى تحولت إلى مسرح جريمة واسع و»مسلخ بشرى»، وقالت إن التحليلات تشير إلى أن الجثث جمعت فى عشرات الأكوام تمهيدا لدفنها فى مقابر جماعية أو حرقها فى حفر كبيرة، أظهرتها الصور.
وعلى الرغم من عدم وضوح الحصيلة النهائية للضحايا -كما تقول الصحيفة- فقد أُبلغ نواب بريطانيون بأن 60 ألف شخص على الأقل قتلوا فى الفاشر، فى حين لا يزال نحو 150 ألفا من سكان المدينة فى عداد المفقودين، بدون أى دليل على مغادرتهم.
( بوابة الاهرام)