من الواضح تماما أن المجلس اﻻنتقالي يعيش أزمات كبيرة ومتعددة برغم كل الفرص التي أتيحت له والدعم الذي حصل وقد مثل اتفاق الرياض فرصة كبيرة كان يمكن للمجلس اﻻنتقالي أن يلتقطها ويستثمرها لكنه أخفق لغياب الرؤية لديه إضافة إلى الصراع المحتدم بين أجنحته والفرز المناطقي الذي يتصاعد بشكل ملحوظ داخل العاصمة عدن التي أصبحت مدينة تعمها الفوضى ويعيش سكانها في وضع مأساوي بسبب غياب الخدمات وتردي اﻷوضاع اﻷمنية والمعيشية فيها . ولم يكن الصراع المسلح بين اﻷجنحة العسكرية الذي نشب مؤخرا في بعض أحياء المدينة وسقط فيه قتلى وجرحى الا نموذج للفوضى وصراع المليشيات المتعددة الولاءات وغياب السيطرة عليها .
أمام هذا الوضع كانت الخيارات أمام المجلس اﻻنتقالي تضيق بين الدعوة لعودة الحكومة لتتحمل الملامة أمام المواطن ويمارس هو دور تضليل الرأي العام والتنصل عن المسؤولية أو البحث عن خيارات بدلية للهروب من هذا المأزق .
قبل عشرة أيام عقدت الجمعية الوطنية للانتقالي اجتماعاً في العاصمة عدن لم يسفر عن أي نتائج تذكر لكن اﻷخطر من ذلك هي اللقاءات السرية التي عقدت على هامش اﻻجتماع والتي أزاحت الستار عن التوجه الجديد للمجلس الانتقالي والممول بشكل كبير من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة وهذا التوجه عنوانه (الهروب نحو الفوضى ).
عقب إنهاء الجمعية الوطنية للانتقالي عملها وأثناء عودة وفد حضرموت برئاسة رئيس انتقالي حضرموت محمد جعفر بن الشيخ أبوبكر وأثناء إيقافهم للتفتيش في احدى النقاط اﻷمنية بمحافظة شبوة وأثناء إجراءات الاعتيادية عثر بحوزة الوفد وثائق خطرة تتعلق بارباك الوضع في شبوة وحضرموت إضافة إلى مبالغ مالية لتمويل تلك المخططات ، حاول الانتقالي تصعيد الموقف ونشر أخبار تتعلق باختطاف الوفد في محاولة للتغطية على مخططه لكن قوات اﻷمن تعاملت مع الموقف بحنكة ولم يجد المجلس اﻻنتقالي أمامه غير البحث عن ضحية لكشف مخططاته فأطاح بابن الشيخ أبوبكر بمجرد وصوله للمكلا عقوبة على عدم تمكنه من إخفاء تلك الوثائق والمعلومات .
اﻷخطر في توجه الانتقالي للهروب نحو الفوضى هو توجهه لمد خطوط تنسيق مع التنظيمات الإرهابية ﻻرباك الوضع في المناطق الغير خاضعة لسيطرته في أبين وشبوة وحضرموت .
وفي شبوة التي يتعامل معها المجلس اﻻنتقالي بعدائية بسبب خسارته لها قبل عامين بدأ تنفيذ مخطط الفوضى عبر الدعوة للتظاهر تحت شعارات يرفضها المجتمع الشبواني الذي يرى نموذج الفوضى في عدن ويعيش نعمة اﻷمن والاستقرار والدولة في شبوة وكذلك عبر مخططات إجرامية تستهدف اﻷمن والاستقرار والسكينة في شبوة وهذه المخططات تعكس المأزق الذي يعيشه المجلس اﻻنتقالي ويقوده للسقوط .