2021/10/18
العولقي : القوى الأمنية في عدن تجيد الضغط على الزناد فقط واطلاق النيران

كتابات

عبدالله ناصر العولقي

لم تكتف عدن بهزات انهيار العملة المتلاحقة، والتي زلزلزت استقرار حياتها وهددت سكانها بتجاوز خط الفقر، وهم في الحقيقة قد تجاوزوه منذ وقت طويل، وربما قد هم الآن على وشك الدخول في قفص المجاعة، وليس هذا الحال يخص سكان عدن بل بقية المحافظات والمناطق المحررة والتي تحررت من بطش المليشيات الحوثية الايرانية، ومع ذلك، لم يسمح لها بتنفس الصعداء، فسريعا ما رزحت تحت براثن الغلاء الفاحش، حتى زاد وحل على محافظة عدن الأسبوعين الماضيين حادثان إرهابيان هزّا جميع أركان الأمن والسكينة فيها، تمثل الأول في الاشتباكات الدامية التي حدثت في بعض أحياء كريتر، وعزلت مدينة كريتر عن بقية مديريات المحافظة لبضعة أيام، وكان ذلك في بداية الشهر الحالي، وتلاها يوم الأحد الماضي، حادث تفجير موكب محافظ محافظة عدن ووزير الزراعة، والذي سقط فيه عدد من مرافقيهما وبعض المارة بين قتلى وجرحى، وسلم الله الأخ المحافظ والأخ وزير الزراعة.

 

لقد تسبب هذان الحادثان بكثير من الحزن والألم في نفوس سكان عدن والوطن عامة، وأثارا كثير من الحيرة في النفوس، ورسما عددا من علامات الاستفهام في العقول.

 

لا ريب أن البلاد لا تزال ترزح تحت وطأة هذه الحرب الطويلة، والتي تغيرت خلالها كثير من المفاهيم، وفقد خلالها الإعلام كثير من مصداقيته، حيث أنتشر غبار التعتيم الإعلامي، وعم جميع وسائله، ومعه أختفت الشفافية في نقل وقائع الحرب والتوضيح عن أسباب بعض الهزائم، فكل ذلك يشير إلى مدى تعمد السلطة بممارسة أسلوب الاستخفاف بعقل المواطن، وبعيدا عن أخبار الحرب، فقد عرضت تصريحات مقتضبة عن الحادثين الداميين اللذان وقعا في عدن مؤخرا، وذلك ليس بجديد فقد أعتاد المواطن على السماع لمثل تلك التصريحات المقتضبة في حوادث أمنية خطيرة وقعت خلال السنوات التي خلت، ولا يمكن للمواطن أن يجهل ما تحمله تلك التصريحات في طياتها، من إعلان صريح عن إخفاء الكثير من الحقائق عن عيون الرأي العام.

 

كل ما يواجهه الموطن اليوم، وهو يعيش على تراب وطنه، خلق لديه شعور بأنه قد صار ضيف ثقيل على الحكومة، وهنا أقصد الحكومة بفرعيها الشرعي والانتقالي، لهذا لا يستوجب عليه الأفصاح عما يعانيه، بل يكتم سياسة التجويع، ويتجنب الإعلان عن تعمد الحكومة بتجاهل وجوده، ومصادرتها لحقه في الاطلاع على مايجري ومعرفة أسباب ودوافع تلك الحوادث الدموية الخطيرة التي تشتعل نيرانها في مدينته ومحافظته وبلده.

 

ومع هذا كله، هل يعقل أن نتصور أن تلك القوى الأمنية الكبيرة والموزعة على جميع مناطق محافظة عدن، عبارة عن طاقة بشرية عاملة ليس لديها اليقظة الأمنية ولا تحمل روح التخصص والخبرة في المجال الأمني، وكل ما تجيده هو الضغط على الزناد واطلاق النيران ؟، وربما ذلك هو السبب الذي جعلها تذوي ويضمحل وجودها، أمام تلك الأعمال الإرهابية والمخلة بالأمن والسكينة في عدن !،  إذن فهي غير قادرة على تفادي مثل تلك الأعمال، والكشف عن مرتكبيها وتقديمهم للمحاكمة، مما يعني أن الحكومة تقف أمام الغاز محيرة عجزت أجهزتها الأمنية عن فك رموز شفراتها !؟.

تم طباعة هذه الخبر من موقع هنا عدن https://huna-aden.com - رابط الخبر: https://huna-aden.com/news67485.html