كتابات

محمد عادل الشرافي

بينما رجال الله يتضورن جوعاً في الخنادق وداخل المتارس يقارعون الغزاة ويصدون كيدهم، ويأمنون الطريق والبيت والشارع لهذا الوطن، وفي الجهة المقابلة تجد هناك عُباد الفلوس يصنعون الأزمات ليفتحوا جبهة أخرى أمام المواطن الغلبان أو أمام ذلك الجندي حامي الديار في سرقته وخيانة الوطن وبطرق همجية دون حسيب أو رقيب.

لماذا لم يبحث التجار الجنوبيين عن الانتصار للوطن واستسلموا لبضع جنيهات معدودة؟

لماذا ننتصر في ساحات المعارك؟، وننهزم تجارياً واقتصادياً ومادياً؟

هنا الواقع يتحدث : إننا نواجه ثغرة كبيرة أمام مسار ثروتنا الجنوبية، لذلك لابد لنا أن نصحح مسارها، بقص أيدي اللصوص، وردع مفتعلي الأزمات لإصلاح الوضع داخلياً قبل أن نتوه في مستنقع موحل أفتعلناه بأنفسنا.

إن الأبطال في جبهات القتال وخاصة هذه الأيام يصارعون شتيت البرد الساقطة عليهم وبقسوة، دون أن يشعر بهم أحد، أو يقدر الموقف والوضع الذي يعيشه أي شخص.

أيها التجار توقفوا عن التهريج وأصحوا من سباتكم وغفلتكم، وكونوا عوناً للأبطال وخاصة في هذه الظروف الصعبة، أدعموهم بقدر المستطاع، فإن التاريخ لن يرحم وسيلعنكم بأوسع عناوينه.

في الأخير أريد أن أسأل تجار الضالع خاصة هل تعرفون من يدافع عنكم ؟وعن محلاتكم التي لا يتجرأ أحد على مقاسمتكم أرباحكم؟ هل تعلمون من يقدم روحه رخيصة لتنعموا أنتم والجميع بالراحة في منازلكم وعند أطفالكم؟

الكلاب تنبح والقافلة تتوه ..