كتابات
علي محمد جار الله
إرتفاع الصوت المناطقي يُبشّر الجنوبيين بفشل جهودهم بإستعادة وطنهم الذي ذهب للوحدة الظالمة..
فالجنوب لكل الجنوبيين و ليس لجهة تملك القوة فيجب ان يسود قانون العدل و المساواة لكل الجنوبيين وهو الحكَم بين الناس ..
قال تعالى: "و جعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"..
القبيلة هي منظمة إجتماعيةو ليست حزباً سياسياً ولكنها إذا تجبّرت و تكبّرت و غرتها القوة التي تملكها فهذا معناه انها ترفض الإختلاف معها و تخبر الجنوبيين ان مناطقيتها تأتي قبل اللغة و الدين و التاريخ المشترك ..
هبّت القبائل جيران عدن للدفاع عنها عندما أحتلتها بريطانيا في 1839م و كان شعار العبادل و آل فضل و ابين و يافع و الضالع و حضرموت و غيرهم "لا نقبل بأن يحكم جارتنا عدن المسلمة نصرانياً" ..
هكذا كان الجنوبيون متحابون و متحّدون ..
لقد لعبت عدن المدنية و الكوسموبوليتانية و شعبها الطيب أدواراً عظيمة في إقامة الحضارة و الدين السمح،و درء الغزاة و الدفاع عن الوطن و مقاومة المحتلين و المستعمرين و قبل الإستقلال من بريطانيا أطلق ثائر عدن و الجنوب لقمان صرخته قائلاً :"اننا ابناء عدن و ابناء امارات الجنوب نقف اليوم امام تيار جارف فأما ان نقاوم هذا التيار أو ننجرف ورائه فلا ندري في اي شلّال نسقط و نتحطم"..
و للأسف فالقبائل التي تسلّمت الحُكم من الإستعمار البريطاني في 1967م أقصت ابناء عدن و اقصت جبهة التحرير و الرابطة و أقصوا حُلم ابناء الجنوب بالإستقرار و بناء بلادهم و ذهبوا للقتال و التناحر فيما بينهم حتى اوصلوا شعب الجنوب للوحدة الظالمة ..
الخلاصة:
الشعب يجب أن يكون متماسكاً على أساس المواطنة و ليس على أساس القبيلة هذه صرخة ابعثها لأصدقائي في المجلس الإنتقالي فها هو قد مر على تشكيل فريق الحوار أكثر من اربعة أشهر و لم نعرف اي نتيجة للذهاب لمؤتمر جنوبي و تشكيل جبهة جنوبية واحدة ..
فالاندفاع تجاه المناطقية مُضر بلُحمة وطنكم الجنوبي ..
والإلتفاف المناطقي يبعثر الأنتماء للوطن الواحد و يُقسّمه و يجعل جنوبكم ضعيفاً و صيداً سهلاً لأعدائه ..
د. علي محمد جارالله ((أبوظبي))