2022/11/30
التميمي: التحالف السعودي الإماراتي تعمد إفشال الحكومة الشرعية اقتصاديا وعسكريا

قال المحلل السياسي، ياسين التميمي: "إن الأمور المتعلقة بالوديعة السعودية ليست واضحة بالشكل الكافي، حتى للخبراء الاقتصاديين، لكن ما أفهمه أنا أن الوديعة اقترنت بتحوّل سياسي جذري خطير في هرم السلطة الشرعية، وكانت الوديعة كمكافأة لليمنيين الذين تشبّثوا بأمل أن يُحدث ذلك التغيير تحوّلا ما في حياتهم إلى الأفضل".

وأضاف في تصريح لقناة بلقيس: "على مدى 8 أشهر تقريباً، نأت السعودية ومعها أبو ظبي بنفسيهما عن دعم مجلس القيادة الرئاسي، لكن الجانب الاقتصادي كان واحدا من سلسلة طويلة من المشاكل والعراقيل، التي وُضعت أمام المجلس الرئاسي، منعته من التصرّف كهرم سلطة شرعية منسجم ومتكامل، وجدير بأن يؤدي مهمته في إطار التحدّيات التي تواجه البلد".

وتابع: "أول العراقيل والمشاكل، التي وُضعت أمام المجلس الرئاسي، أن أعضاء المجلس ينتمون لمشاريع سياسية متصارعة، وكان التبرير الواضح أن هؤلاء الذين يتصارعون، يتّحدون اليوم من أجل مواجهة الخطر الأكبر، وهو مليشيا الحوثي، أو من أجل صناعة السلام".

ولفت إلى أن "على السعودية والإمارات أن تدركا بأنهما من يصنع السلطة في الجزء المحرر من البلد، وصناعة السلطة ليس في أن تؤثّر على من يصل إلى السلطة، فأنت من تصنعه وتختار الشخص وتوصله إلى المنصب، ليس فقط المجلس الرئاسي، وإنما الحكومة ووزراؤها ووكلاء الوزارات ومدراء العموم، وكل وظيفة استحدثت، خلال الثماني السنوات الماضية".

واعتبر أن "التحالف هو من أحدث هذا الشلل الكبير داخل السلطة، فهو من منعها من أن تعمل شيئا، وحتى أصحاب النوايا الحسنة في هذه السلطة ليس بيدهم شيء، ومن يتحكّم بالأمر بشكل كامل هو التحالف".

وقال: "نحن في وضع حرب، وعندما نتحدّث عن إصلاحات فهذا مجرد ذر الرماد على العيون، فبينما الحكومة تواجه خطر عدم القدرة على تصدير النفط، لأن هناك صواريخ وطائرات مسيّرة تحول دون قدرتها على الاستمرار في تصدير النفط، والإيفاء بالحد الأدنى من النفقات التشغيلية للإدارة التي أسستها في المناطق المحررة".

وأضاف: "ليس الوضع مستقراً حتى يتحدّث عن إصلاحات، ليس الوضع مطمئنا حتى يحاسب هذه السلطة التي صنعها، ويحمّلها كامل المسؤوليات، وهو من صدّر الكثير من الأوهام والمفاهيم المغلوطة التي تجعل الناس يحتارون، ويصدرون الاتهامات، ويصدّقون بأن معين عبدالملك هو من يعبث بالوديعة، وأن الحكومة هي من عملت كذا وكذا، علما -وبكل تأكيد- أن الحكومة في الوقت الحالي بشخوصها تعاني من عجز في المحافظات المحررة، لكن العجز يعود لصنعه الأساسي، أي أنهم صُنعوا لإيجاد هذا العجز، واستمرار هذا الخلل والشلل".

وقال: "الاعتداء على القرار والسيادة اليمنية يتم بقدر كبير من المغالطات، بحيث أن اليمنيين يعتقدون أنهم هم سبب فشلهم، وأنهم من يتحمّلون مسؤولية تحقيق أي تقدّم فيما يتعلق بالملف الاقتصادي، وهذه مسألة خاطئة 100%".

وتساءل مجيبا: "اليوم الحكومة تفقد القدرة على تصدير النفط، لماذا؟ لأنها عاجزة عسكرياً عن مواجهة التهديد العسكري. من الذي جعل هذه الحكومة عاجزة عسكريا؟ هو التحالف. لماذا سارع التحالف الآن، وبدأ يثير موضوع الوديعة؟ المسألة ليست لإرضاء الشعب اليمني، بل لإرضاء الأطراف الخارجية".

وقال: "التحالف خلق أشياء كثيرة جعلت الحكومة اليمنية تفشل على المستويين الاقتصادي والعسكري، ومسألة استهداف حقول النفط والموانئ والمنشآت النفطية كانت كاشفة وفاضحة حتى للوسطاء الدوليين والتحالف، لذا سارع التحالف لإشغال الرأي العام، والوسطاء الدوليين، مقابل الشلل الحاصل في النف  قام بتحريك الوديعة، عبر سلسلة من الإجراءات والأدابير التي لا تصلح إلا مع حكومة متعافية، وتمتلك قراراها، وتمارس سيادتها على الأرض بالشكل الصحيح".

وأكد أن "التحالف السعودي - الإماراتي يتحمّل المسؤولية الاقتصادية والسياسية والأخلاقية الكاملة عن حالة البُؤس التي يعاني منها الشعب اليمني، عن الانهيار الاقتصادي والانفلات التي يعاني منهما الشعب اليمني، وعن الجوع والبُؤس وأشياء كثيرة".

تم طباعة هذه الخبر من موقع هنا عدن https://huna-aden.com - رابط الخبر: https://huna-aden.com/news74014.html