واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، قصفه الجوي والبحري والبري على جميع مناطق قطاع غزة، وسط انقطاع تام لشبكتي الهواتف والانترنت.
وذكر مراسل الأناضول في غزة، أن "القصف الإسرائيلي ما يزال متواصلا حتى ساعات الصباح"، مشيرا إلى أن "التركيز منذ ساعات الفجر منصبّ على القصف المدفعي".
وبين أن "الغارات الإسرائيلية استهدفت مبان حكومية ومنازل مدنية، وأراض فارغة، موقعا عددا كبير من القتلى والجرحى".
ولفت إلى أن "القصف تركز في محيط مستشفيي الشفاء والأندونيسي وسط القطاع، مستخدما القنابل الفوسفورية الحارقة"، وأكدتها صور تناقلتها وسائل إعلام دولية.
ويأتي تواصل القصف في وقت قطعت فيه إسرائيل جميع الاتصالات وشبكة الإنترنت عن قطاع غزة.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "لم تتمكن طواقم الدفاع المدني، والإسعاف من الوصول إلى أماكن القصف لإخراج المصابين أو انتشال الشهداء، بينما يحاول المواطنون نقل الشهداء والمصابين على عربات وفي مركبات خاصة".
وعاشت غزة ليلة عصيبة من القصف الأعنف منذ أن نفذت إسرائيل قبل 3 أسابيع عملية عسكرية في القطاع، دمرت أحياء بكاملها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، مقتل قائد سلاح الجو في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عصام أبو ركبة باستخدام طائرات مقاتلة، الليلة الماضية.
وقال الجيش الإسرئيلي في بيان على منصة "إكس": "تمكن جيش الدفاع والشاباك الليلة الماضية من تصفية رئيس المنظومة الجوية التابعة لمنظمة حماس المدعو عصام أبو ركبة".
ووفق البيان "كان أبو ركبة مسؤولاً عن إدارة صفوف الطائرات بدون طيار والطائرات بدون طيار والاستطلاع الجوي والطائرات الشراعية والدفاع الجوي لحماس".
بدورها، أعلنت كتائب عز الدين القسام، أن مقاتليها يخوضون "اشتباكات عنيفة" مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في موقعين داخل قطاع غزة.
وقالت كتائب القسام في بيان فجر اليوم إنها "تتصدى لتوغل بري في بيت حانون (شمال القطاع) وشرق البريج (وسط)، وهناك اشتباكات عنيفة تدور على الأرض".
وكشفت وسائل إعلام فلسطينية في غزة مساء الجمعة عن استخدام كتائب القسام صواريخ "كورنيت" في التصدي للتوغل الإسرائيلي.
ونشرت "الأقصى" على تليغرام مقطعا مصورا يظهر لحظة إطلاق صواريخ الكورنيت خلال عملية التصدي للتوغل الإسرائيلي.
إلى ذلك، حذرت منظمتا هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية من أن انقطاع الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة قد يشكل "غطاء لفظائع جماعية" ويخفي أدلة ضرورية على انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب المرتكبة ضد الفلسطينيين.
وفي تطور آخر، رحبت جامعة الدول العربية، بتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدعو إلى هدنة إنسانية فورية في قطاع غزة.
وقال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، في بيان، إن تبني هذا القرار بأغلبية 120 صوتا "يعكس الإرادة الدولية الحقيقية، بعيدا عن سلطة حق النقض (فيتو) التي أعاقت صدور قرار مماثل عن مجلس الأمن الدولي".
وأضاف أن "الأغلبية الكبيرة التي تبنت القرار تشير إلى اتجاه واضح لدى الرأي العام العالمي برفض استمرار العدوان على قطاع غزة بسبب ما تسبب فيه من كارثة إنسانية متواصلة، واستهداف واضح للمدنيين في القطاع".
وأشار أبو الغيط إلى أن "القرار يتضمن تأكيدا على حماية المدنيين، وفتح ممرات إنسانية، وضرورة الالتزام بالقانون الإنساني الدولي".