2025/04/12
«الربع الخالي» كان موطناً لأنهار ومروج خضراء

كشفت دراسة بحثية علمية حديثة أن «الربع الخالي»، أكبر صحراء رملية متصلة في العالم لم تكن في الماضي كما نعرفها اليوم أرضاً جافة وقاحلة، بل موطناً لبحيرات وأنهار ومروج خضراء.
وأوضحت الدراسة، التي أجرتها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست»، أن صحراء الربع الخالي كانت موطناً لأنظمة بيئية غنية تضم بحيرات عذبة وأنهاراً جارية وأراضي عشبية ومسطحات خضراء؛ ساعدت على توسع الإنسان في أرجاء شبه الجزيرة العربية.
وأشارت إلى أن هذه الظروف البيئية ظهرت خلال فترة مناخية رطبة تُعرف بـ«العربية الخضراء»، امتدت ما بين 11,000 و5,500 سنة مضت، في أواخر العصر الرباعي، مبيّنة أن الأمطار الموسمية الغزيرة القادمة من أفريقيا والهند أسهمت، بفعل التغيرات المدارية، في ازدهار الحياة النباتية والحيوانية في المنطقة.

 

الدراسة قادها البروفيسور عبد القادر العفيفي، أستاذ موارد الطاقة وهندسة البترول في «كاوست»، بالتعاون مع جامعات ومؤسسات بحثية دولية، واستندت إلى تحليلات تفصيلية للرواسب الجيولوجية والتضاريس الممتدة لأكثر من 1000 كيلومترٍ، مما مكّن الفريق العلمي من إعادة بناء مشهد طبيعي كان غنياً بالمياه والنباتات.
وتوصلت الدراسة إلى اكتشاف بحيرة ضخمة في قلب الربع الخالي، قُدِّرت مساحتها بحوالي 1,100 كيلومتر مربع، وبلغ عمقها نحو 42 متراً، مضيفة أن الأمطار المتزايدة حينها تسبَّبت في فيضان هذه البحيرة، مما أدى إلى نحت وادٍ بلغ طوله نحو 150 كلم داخل الصحراء.
وأبان البروفيسور مايكل بتراجليا، من مركز الأبحاث الأسترالي لتطور الإنسان بجامعة غريفيث، أن وجود هذه الأنظمة البيئية القديمة شجّع الجماعات البشرية في ذلك الزمن على ممارسة الصيد والرعي الزراعة، منوهاً بأن هذا مدعوم بأدلة أثرية غنية تم العثور عليها في مواقع متعددة داخل الربع الخالي، وعلى امتداد مجاري الأنهار القديمة.

وأضاف بتراجليا أن المرحلة الخصبة لم تدم طويلاً، حيث أدى تراجع الأمطار بشكل حاد قبل حوالي 6,000 عام إلى تحوّل المنطقة مجدداً إلى بيئة قاحلة، مما أجبر تلك الجماعات البشرية على الهجرة إلى أماكن أكثر ملاءمة للحياة.
يشار إلى أن هذه الدراسة تُعد جزءًا من جهود يبذلها علماء «كاوست» لفهم التفاعل بين المناخ، والتضاريس، والبيئة، والاستيطان البشري في شبه الجزيرة العربية.
ويجري فريق دولي بقيادة البروفيسور فرانس فان بوخم أبحاثاً حول البحيرات القديمة في محافظة وادي الدواسر جنوب منطقة الرياض، وتأثيرها على الاستيطان البشري قرب موقع «الفاو»، المُدرج ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.

تم طباعة هذه الخبر من موقع هنا عدن https://huna-aden.com - رابط الخبر: https://huna-aden.com/news84925.html