هنا عدن | متابعات
دعا نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء فرج البحسني، المكونات السياسية والسلطة المحلية في محافظة حضرموت إلى التهدئة والابتعاد عن التصعيد والتراشق، لإتاحة الفرصة للجهود الساعية للتقارب ومعالجة الأوضاع في المحافظة.
وقال البحسني: "حرصًا على تجنيب حضرموت أي تداعيات سلبية قد تمس نسيجها المجتمعي ووحدة صفها الداخلي، أدعو كافة المكونات السياسية والسلطة المحلية في حضرموت إلى التهدئة، والابتعاد عن التصعيد والتراشق السياسي، بما يضمن تهدئة الأوضاع وتخفيف حدّة التوتر".
وأضاف: "كما أؤكد على أهمية إيقاف كافة الحملات الإعلامية ذات الطابع السياسي بين الأطراف المختلفة، لإتاحة الفرصة أمام التقارب والجهود الساعية إلى وضع معالجات واقعية، جادّة، ومنظمة، والتوصل إلى ترتيبات شاملة وسريعة تعالج الإشكاليات القائمة على مختلف الأصعدة".
وتابع: "إن هذه الخطوة مهمة، وتُعد منطلقًا حقيقيًا نحو إنهاء حالة الاحتقان، وإعادة توجيه الجهود لما فيه مصلحة حضرموت وأبنائها ووطننا، وبما يُسهم في تأسيس مرحلة جديدة تقوم على الاستقرار، والبناء، والشراكة الفاعلة".
وتشهد حضرموت صراعًا سعوديًا-إماراتيًا بأدوات محلية، بلغ ذروته يوم الثلاثاء، مع اتهام مؤتمر حضرموت الجامع للجنة الأمنية بالمحافظة، والمحافظ بن ماضي، وقيادة المنطقة العسكرية الثانية، ومدير أمن الساحل، بالتواطؤ مع "مخطط عدائي" عبر إدخال 2500 مسلح من محافظات لحج والضالع وعدن إلى ساحل حضرموت لتفجير الصراع.
وأمس الأربعاء، نفت اللجنة الأمنية في حضرموت تواطؤها أو تعاونها مع أي جهة تهدف إلى زعزعة أمن المحافظة، بما في ذلك الادعاءات المتعلقة باستقدام مسلحين من خارجها، وأقرّت ضبط أي جهة تنشئ تشكيلات موازية لمؤسسات الدولة أو تُجنّد خارج الأطر الرسمية لوزارتي الدفاع والداخلية، ما ينذر بتفجر الأوضاع، في ظل تجنيد حلف القبائل ونصبه نقاطًا مسلحة منذ أسابيع، منعت عبور النفط خارج المحافظة، باستثناء شهر رمضان.
من جهته، أعرب حلف قبائل حضرموت، في بيان صادر عنه، عن استغرابه واستنكاره الشديدين لما وصفه بـ"الأساليب الكيدية والانتقامية" التي تنتهجها السلطة المحلية في حضرموت ضد عدد من النشطاء الإعلاميين والقيادات المدنية والعسكرية المحسوبة على الحلف.
وأشار الحلف إلى وجود معلومات تؤكد وجود مخطط لاستهداف شخصيات بارزة وموالية له، من خلال مضايقات وظيفية أو تحركات لعزلهم من مناصبهم بسبب مواقفهم السياسية، محمّلًا السلطة المحلية المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه السياسات، ومحذّرًا من أن الاستمرار في هذا النهج قد يؤدي إلى تفجير الأوضاع في المحافظة.
ويأتي هذا التصعيد والتوتر في حضرموت في ظل تحشيد من المجلس الانتقالي الجنوبي نحو المحافظة، بذريعة الاحتفال بالذكرى التاسعة لتحرير مدينة المكلا من تنظيم القاعدة، وسط اتهامات له بمحاولة فرض واقع جديد وتعزيز وجوده العسكري في الساحل، في ظل تنامي دعوات الحكم الذاتي ورفض مشاريع التقسيم والانفصال.
وكان الحلف قد أعلن، مطلع الأسبوع الجاري، ما أسماه "إعلان لقاء حضرموت التاريخي"، مؤكدًا أن تحقيق الحكم الذاتي هو أدنى استحقاق لأبناء المحافظة، ومشددًا على رفض "العودة تحت هيمنة بقية الأطراف"، وهو ما يرفضه المجلس الانتقالي، الذي أقرّ رئيسه خلال زيارة إلى المكلا في رمضان بأن الصراع في حضرموت يتمحور حول النفط، محذرًا في الوقت ذاته من عودة تنظيم القاعدة.
المصدر اونلاين