2025/04/18
خامنئي يستقبل وزير الدفاع السعودي: رسائل استراتيجية بين الرياض وطهران في ظل التحولات الإقليمية

في لقاء هو الأبرز منذ استئناف العلاقات الإيرانية السعودية، استقبل قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي، اليوم، وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، في خطوة حملت دلالات استراتيجية تتجاوز البعد الثنائي، لتلامس عمق التحولات الجيوسياسية في المنطقة.

خامنئي: الشراكة بين إيران والسعودية خيار استراتيجي 

وقال السيد خامنئي إن تعزيز العلاقات بين إيران والسعودية يصب في مصلحة البلدين، مضيفًا أن “الدولتين يمكن أن تُكمل كل منهما الأخرى”، في إشارة واضحة إلى فرص التعاون في الملفات الاقتصادية والعسكرية والتقنية. كما أكد الاستعداد الإيراني لـ”مساعدة السعودية في المجالات التي تطورت فيها إيران”.

رسالة ضمنية إلى واشنطن وتل أبيب

خامنئي لم ينسَ الإشارة إلى ما أسماه بـ”أعداء توسيع العلاقات”، مؤكداً أن التغلب على الدوافع العدائية الخارجية ضرورة حتمية. وهي إشارة غير مباشرة إلى الولايات المتحدة و”إسرائيل”، اللتين طالما عملتا على إبقاء حالة التوتر بين طهران والرياض.

دعوة لتقويض الوجود الأجنبي 

وفي واحدة من أكثر رسائل اللقاء وضوحًا، قال خامنئي: “من الأفضل للأشقاء في المنطقة أن يتعاونوا ويساعدوا بعضهم البعض بدلاً من الاعتماد على الآخرين”، وهذا التصريح يعكس دعوة لتقليل النفوذ الأجنبي في المنطقة، خصوصًا الأمريكي، ما يعكس تقاربًا مع الرؤية التي لطالما دعت إليها قوى محور المقاومة.

دلالات اللقاء:

توقيت اللقاء مهم للغاية، إذ يأتي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وتصاعد العمليات اليمنية الداعمة للمقاومة، وتزايد الحديث عن فشل واشنطن في حماية حلفائها بالخليج.

التقارب الإيراني السعودي قد يخلق توازنات جديدة في الخليج، ويقلل من فرص التصعيد، في مقابل تحالفات بديلة بعيدة عن واشنطن.

السعودية التي تسعى لتهدئة الجبهات (خصوصًا مع صنعاء) تبدو اليوم أقرب إلى خيار إقليمي مستقل، يعتمد على تفاهمات مع إيران بدلاً من المجازفة في مغامرات عسكرية جديدة.

ويرى الكثير من المراقبين إن لقاء (خامنئي – خالد بن سلمان) ليس مجرد حدث بروتوكولي، بل رسالة سياسية من العيار الثقيل في وقت تُعاد فيه صياغة خريطة التحالفات في الشرق الأوسط. 

وفي ظل فشل الرهانات على أمريكا، تبدو الرياض وطهران أمام فرصة نادرة لرسم ملامح جديدة لمنطقة أكثر توازنًا واستقلالية.

تم طباعة هذه الخبر من موقع هنا عدن https://huna-aden.com - رابط الخبر: https://huna-aden.com/news85018.html