في تصعيد جديد للتدخل العسكري الأمريكي في اليمن، أعلن الجيش الأمريكي تدمير ميناء رأس عيسي للوقود غربي البلاد، مدعياً أن الهدف هو تقويض مصادر تمويل الحوثيين.

لكن ردود الفعل المحلية والدولية رفضت هذه المزاعم، مؤكدةً أن الاستهداف يمثل تدميراً متعمداً للبنية التحتية الحيوية لليمنيين، وليس للحوثيين فقط، في إستراتيجية تشبه الضربات الإسرائيلية السابقة ضد اليمن.

تدمير البنية التحتية

وفي هذا الشأن، أكد الصحفي مصعب عفيف أن الولايات المتحدة كانت قادرة على فرض حصار بحري يمنع وصول الوقود إلى الحوثيين إذا كان الهدف حقاً حرمانهم من الموارد، لكن القصف المباشر للميناء يكشف نية تدمير ما تبقى من مقدرات الشعب اليمني. وأضاف:

وأضاف: "هذا العدوان هو تدمير لما تبقى من مقدرات اليمن واليمنيين، وهو هجوم يشبه إلى حد ما الهجمات الإسرائيلية."

بدوره، أشار الإعلامي عبدالرحمن النويرة إلى سقوط ضحايا مدنيين بين العمال في الميناء، مؤكداً أن المنشآت الخدمية ملك للشعب وليست حكراً على فصيل معين

وقال في منشور على حسابه بفيسبوك :"الموانئ والمنشآت الخدمية هي ملك للشعب... وما تتعرض له من قصف وتدمير هي جرائم كبرى بحق الشعب ولا تسقط بالتقادم."

أمريكا تستهدف وقود الشعب وليس الحوثيين

بدوره، انتقد ياسر العبيدي المزاعم الأمريكية بأن تدمير الميناء يهدف إلى تجفيف مصادر تمويل الحوثيين، قائلاً: "أنتم أيها الخواجة تستهدفون ملايين اليمنيين، ومن يستخدم الوقود هو الشعب كافة وليس الحوثيين."

وأكد الناشط يحيى مقبل أن الضربة الأمريكية تستهدف شريان الحياة لليمنيين وليس الحوثيين:"العدوان الأمريكي الهمجي على ميناء رأس عيسى لا يستهدف تقويض القدرة الاقتصادية للحوثيين كما يزعم الأمريكي، ولكنه يستهدف الشريان الذي يغذي أكثر من عشرين مليون يمني

إستراتيجية أمريكية تشبه التكتيك الإسرائيلي

من جانبه، أشار سعيد الميسري إلى أن الولايات المتحدة، بعد فشلها في تحييد قدرات الحوثيين العسكرية، لجأت إلى استهداف البنى التحتية المدنية، تماماً كما فعلت إسرائيل سابقاً: "أمريكا فشلت في تحييد قدرات الحوثي فذهبت إلى استهداف ميناء رأس عيسى الذي يخدم الشعب

والخميس، أعلنت القوات الأمريكية أن دمّرت ميناء رأس عيسى العسكري بالحديدة، وذلك في إطار قطع الإمدادات بالمحافظة والتمويل عن جماعة “أنصار الله” الحوثيين.

وجاء في بيان للقيادة العسكرية المركزية على المنصة إكس أن “القوات الأمريكية تتوسع باستمرار على هذا (المرفق الذي) مصدر وقود للإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران ورمانهم من ربح غير مشروعة تمول جهودهم لإرهاب المنطقة شالا منذ أكثر من عشر سنوات”.

وحسب مراقبين، فإن الضربة الأمريكية على ميناء رأس عيسى تكشف اتجاهاً خطيراً في السياسة الغربية تجاه اليمن، حيث يتم تبرير تدمير البنى التحتية المدنية بحجة ضرب "الميليشيات"، بينما الضحية الحقيقية هم المدنيون الذين يعتمدون على هذه المنشآت للبقاء على قيد الحياة. 

هذه الإستراتيجية بحسب سياسيين ومراقبين، لا تختلف عن الضربات الإسرائيلية السابقة التي استهدفت موانئ الحديدة سابقا ومستودعات الوقود، مما يطرح تساؤلات حول الأجندة الحقيقية للتدخل الأمريكي في اليمن.