هنا عدن | متابعات
اندلعت، يوم الجمعة امس، انتفاضة مسلحة داخل معسكر “كتاف” التابع للقوات السعودية في جبهة نجران، يقودها مجندون يمنيون، معظمهم من أبناء محافظة أبين، احتجاجاً على عدم صرف مستحقاتهم المالية منذ أشهر.
ووفقاً لمصادر مطلعة، وفق ما كشفته “وكالة الصحافة اليمنية”، فقد تحولت الاحتجاجات إلى مواجهات مباشرة بعد تدخل ما يُعرف بـ”الشرطة العسكرية” التابعة للمعسكر، حيث تم قمع الاحتجاج بالقوة باستخدام الرصاص الحي والحجارة، ما أسفر عن إصابة أكثر من 20 مجنداً بجروح متفاوتة، جميعهم تقريباً من أبناء أبين.
وأشارت المصادر إلى أن الشرطة العسكرية اعتقلت العشرات من المشاركين في الاحتجاج، بينهم عدد من الجرحى، وتم إيداعهم زنازين أرضية داخل المعسكر، وسط حالة من التوتر والغضب في أوساط المجندين.
رواتب موقوفة وانهيار اقتصادي
تأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد حالة السخط بين صفوف المجندين اليمنيين في معسكرات التحالف السعودي الاماراتي، بسبب تأخر صرف الرواتب لعدة أشهر، وسوء الأوضاع المعيشية لأسرهم بالتزامن مع الانهيار الاقتصادي المتواصل في مناطق سيطرة التحالف، وارتفاع أسعار العملات الأجنبية.
ويشكل المجندون اليمنيون، وخصوصاً من المحافظات الجنوبية، العمود الفقري للقتال في صفوف التحالف السعودي الإماراتي على الحدود، بينما تُعاملهم الرياض كمقاتلين "مرتزقة" دون حقوق أو حماية قانونية، بحسب تقارير حقوقية سابقة.
استمرار الاستغلال السعودي للمجندين اليمنيين
وتسلّط هذه الانتفاضة الضوء مجدداً على الاستغلال المستمر للمجندين اليمنيين داخل معسكرات التحالف، والتمييز المناطقي الممنهج، حيث يعتمد التحالف بشكل أساسي على أبناء أبين وشبوة والضالع في خطوط المواجهة المباشرة، دون أي التزامات مالية أو ضمانات إنسانية، وهو ما قد يمهّد لانفجار قادم داخل معسكرات أخرى في حال استمرت الانتهاكات.
المساء برس