2025/05/02
ايلون ماسك.. جنى على ثروته باشتراكه مع "ترامب" في حروبه التجارية..!

هنا عدن | متابعات
مع وصوله إلى دوائر النفوذ والبيانات الموصولة بإدارة الولايات المتحدة الأمريكية، أصبح الملياردير الأمريكي العالمي أيلون ماسك، حليفاً استراتيجياً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وشريكاً عملياً في حروبه التجارية والإدارية والمؤسسية، ليكلفه هذا التحالف خسارة 113 مليار دولار، من ثروته الشخصية التي هبطت بنسبة 25% منذ الـ17 من يناير الماضي، وفقاً لمؤشر “بلومبرغ” للمليارديرات.

وحسب تقرير نشرته وكالة “بلومبرغ الشرق”، فإن الملياردير ماسك، منذ وصوله إلى واشنطن بصفته موظفاً حكومياً خاصاً، مشرفاً على وزارة كفاءة الحكومة أحدث حالة من الفوضى في مختلف مؤسسات الحكومة الأمريكية، وفكك عشرات الوكالات، وكان رأيه المجيز والمشجع للسياسات الدفاعية الجمركية والتجارية التي اتخذها ترامب.

كان هدف ماسك من إنفاق المليارات للوصول إلى دوائر القرار الأمريكي، هو مضاعفة ثروته عبر تسهيل الصفقات لشركاته الخاصة، وهو ما تم بالفعل إذ استفادت بعض من شركاته، كـ”سبيس إكس”، التي حصلت على تمويل حكومي منحته وزارة الدفاع بنحو 5.9 مليار دولار لإطلاق أقمار صناعية للاستخبارات، و42 مليار دولار لجلب الإنترنت عالي السرعة إلى المناطق الريفية في أمريكا. قبل أن ينقلب ماسك من الرابحين إلى أكبر المتضررين في العالم من حروب ترامب التجارية.

– منحدر الخسائر الفادح:

بدأت أحلام ماسك تتحطم، رغم صمته وإصراره على مواصلة الشراكة مع ترامب، عندما ارتفعت قيمة الديون التي تحمّلها عند تحويل “تويتر” إلى شركة خاصة تُعرف الآن باسم “إكس”- إلى 120 مليار دولار كمبالغ مملوكة للمستثمرين وأصبح ماسك ملزماً بسدادها بموجب صفقة الاستحواذ التي وُصفت سابقاً بأنها من أسوأ صفقات الاستحواذ منذ أزمة 2008.

وعلى منحدر الخسائر، كانت شركة “تسلا” لصناعة السيارات الكهربائية، التي تعد شركته الوحيدة المدرجة في البورصة والمصدر الكبير لثروته، الأكثر تضرراً من الغضب الشعبي الأمريكي والعالمي تجاهه وتجاه سياساته، حيث تراجع سهم “تسلا” بنسبة 33% لتخسر الشركة 448.3 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ 17 يناير، كما تعرضت سيارات “تسلا” ومعارضها ومحطات الشحن الفائق لموجة من الاحتجاجات وأعمال حرق وتخريب متفرقة.

– وعود ماسك التي تحولت إلى سراب:

وعد ماسك الإدارة الأمريكية والرأي العام الأمريكي في البداية بخفض تريليوني دولار من الإنفاق الحكومي المهدر، إذ تشير بيانات وزارة كفاءة الحكومة نفسها إلى أن المبادرة وفرت حتى الآن 160 مليار دولار فقط، الأمر الذي ضرب المعنويات العامة تجاه مشروع الوزارة.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته “واشنطن بوست” و”إيه بي سي نيوز” و”إبسوس”، نُشرت الإثنين الفائت، أن 57% من الأمريكيين لا يوافقون على أداء ماسك في واشنطن، ارتفاعاً من أقل من النصف لاستطلاع أجرته تلك الوسائل الإعلامية الأمريكية في فبراير الماضي.

وفي هذه الأثناء، أثار ماسك ما يكفي من الجدل داخل إدارة ترامب وفي أروقة الكونغرس لدرجة أنه بات يعقد عدة اجتماعات أسبوعياً مع رئيسة موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز، لاطلاعها على تحركاته، وفقاً لشخص مطلع على تلك النقاشات.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إنه لم يطرأ أي تغيير على صفة ماسك كموظف حكومي خاص. ولم يرد كل من ماسك و”تسلا” و”سبيس إكس” على طلبات التعليق.

– خلافات سياسية تهدد مكانة ماسك:

في الأسابيع الأخيرة، بدأت الهيمنة الظاهرة لإيلون ماسك في واشنطن تصبح أكثر تعقيداً. فقد تحولت انتخابات قضاة المحكمة العليا في ولاية ويسكونسن إلى ما يشبه استفتاء على وزارة كفاءة الحكومة وماسك نفسه، بعد أن أنفق 20 مليون دولار لدعم مرشح جمهوري خسر بفارق 10 نقاط مئوية، حسب تقرير بلومبرغ.

وقال ستيف بانون، الخبير الاستراتيجي السابق في حملة ترمب: “كانت نتائج الانتخابات في ويسكونسن بمثابة جرس إنذار. من الواضح أنها باتت نقطة تجمع للمعارضة”.

لاحقاً، دخل ماسك في خلاف مع المستشار التجاري للرئاسة الأمريكية، بيتر نافارو، حول سياسة الرسوم الجمركية التي تُعد من الركائز الأساسية لإدارة ترمب، إذ وصف ماسك نافارو بأنه “أغبى من كيس طوب”. كما أشار ماسك إلى التأثير السلبي لتلك الرسوم على أرباح شركة “تسلا” خلال مؤتمر الإعلان عن النتائج المالية عبر الهاتف مع المستثمرين، وأضاف أنه، رغم محاولاته إقناع ترمب بوجهة نظره، فإن “الرئيس يملك الحق في أن يفعل ما يشاء”.

الأقسى من ذلك، هو ما فقده على صعيد الثروة الشخصية، جراء تحالفه مع ترامب، إلى جانب خسارته حتى الآن 113 مليار دولار من ثروته الأكبر في قائمة مليارديرات العالم، وهو تنامي السخط الأمريكي والعالمي تجاه إيلون ماسك كشريك محوري لترامب في حروبه التجارية وفوضاه الإدارية المؤسسية التي شهدتها الولايات المتحدة، وفق الباحثين الدوليين.

وفي هذا السياق تقول مديرة مركز الإدارة العامة الفعالة في معهد “بروكينغز” بواشنطن إلين كامارك: “إنها 100 يوم من التدمير.. وزارة كفاءة الحكومة تستهدف وكالات أساسية وليست ثانوية، ويتحمل إيلون ماسك قدراً كبيراً من الغضب نتيجة قرارات ترمب، وقرر الناس أن يكرهوا ماسك أكثر من ترمب”.

المصدر | وكالات

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع هنا عدن https://huna-aden.com - رابط الخبر: https://huna-aden.com/news85185.html