لا أدري لماذا أشعر أن اغلب ما يقال عن هذا الرجل تجني وأنه لا علاقة له بما يحدث ولا بالقتلة والخارجين عن القانون حتى ممن هم ذوي قرابة شخصية به.!
قد تبدو هذه القناعة غير مرضية او مقبولة عند البعض ولن يعجب هذا الكلام كثيرين في ظل حالة السخط التي تلف #تعز، لكنها قناعي الشخصية، ارى أن الناس يتخبطون بحثاً عن شخصية يحملونها المسؤولية فلا يجدون سوى حمود المخلافي فيسقطون كل شيء على اسمه.
الحقيقة انه منذ خروجه من تعز تحول بعض من كانو يحيطون به الى بلاطجة ولصوص لأنهم فقدو البوصلة لكن لا اعتقد أن له صلة مباشرة بهم، ولا تأثير لضغوطاته من بعيد عليهم مثلما كانت سطوته عليهم عندما كان في تعز.
الرجل الذي وضع روحه في كفه في أصعب الظروف لأجل تحرير المدينة من المليشيات يستحيل ان يتحول الى صانع مليشيات كما يصوره البعض بأسلوب غير منطقي.
الرجل الذي عرفته تعز في لحظاتها الفاصلة، لا يمكن أن يُختزل في روايات مشوشة أو اتهامات عابرة دون حقائق واضحة. حمود المخلافي كان أشبه بظل يحرس المدينة وهي تنهض من بين الركام، رجل واجه العاصفة بوجه مكشوف وقلب لا يعرف التردد، حين تراجع الكثيرون أو باعوا مواقفهم في سوق المساومة.
صحيح أن رحيله عن تعز كان بداية التيه لمن التفوا حوله زمن المواجهة، ففقدوا البوصلة بعدما كانوا يستمدون منه انضباط الموقف ونقاء الهدف. هؤلاء تحولوا إلى ما يشبه الحطام البشري، لكنهم لم يعودوا يشبهون الرجل الذي حملهم ذات يوم نحو جبهةٍ عنوانها الكرامة والتحرير.
حمود المخلافي لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان رمزًا لمعنى المقاومة حين كان هناك خيارين فقط إما أن تُسحق المدينة تحت أقدام المليشيا أو تُفتح لها نافذة للحرية. فكيف يُعقل أن يتحول من دافع عن الأحياء والحارات بدمه وصوته وصورته إلى راع لمليشيات عبثية لا تشبهه؟
الإنصاف يقتضي أن نقرأ الرجل من سيرته وما يصدر عنه لا من ألسنة خصومه، ومن أفعاله لا من افتراءات تنسجها المواقف الغاضبة. في سيرته ما يكفي ليشهد أنه لم يكن تاجر دم ولا صانع فوضى، بل واحدًا من الذين حين يُذكرون تُستحضر فكرة الكرامة والشجاعة والبطولة.
هذا ليس دفاعاً عن الرجل بل حديث عن شخص ممن خاضوا امتحان الكرامة العسير بجدارة. أما ما يقال عنه من فرية أو تجنٍّ، فلن يغير من حقيقة أنه كان ذات يوم رجل المدينة الأول، قبل أن يُترك الناس لوجوهٍ أخرى لا تحمل من صورته سوى الاسم.
عبدالرحمن الشوافي