2025/10/11
بينما كانوا يدينون الابادة ظاهريا.. صحيفة أمريكية تكشف تعاون عسكري "سري بالغرف المغلقة" بين إسرائيل ودول "عربية" خلال العدوان على "غزة"

هنا عدن | متابعات
كشفت صحيفة أمريكية عن تعاون عسكري سري متزايد بين إسرائيل وعدد من الدول العربية خلال الثلاثة الأعوام الماضية، وذلك بناءً على وثائق حصلت عليها الصحيفة.


وأظهرت الوثائق التي نشرتها صحيفة “واشنطن بوست” أن هذا التعاون يشمل اجتماعات تخطيطية وتدريبات مشتركة وتنسيقًا في مجالات الاستخبارات والعمليات الإلكترونية، برعاية وتنسيق من الولايات المتحدة، رغم الإدانات العلنية للحرب على غزة.

ووفقًا للوثائق التي استندت إليها الصحيفة، عقد قادة عسكريون من إسرائيل والدول العربية سلسلة من الاجتماعات التخطيطية والتدريبات المشتركة في البحرين ومصر والأردن وقطر منذ عام 2022، بينما أُدرجت الكويت وسلطنة عمان كشريكين محتملين اطلعا على مسار هذه اللقاءات.

وتشير إحدى الوثائق إلى اجتماع بارز عُقد في مايو/أيار 2024 بقاعدة العديد الجوية في قطر، حيث التقى مسؤولون عسكريون إسرائيليون بنظرائهم العرب، واتّبعت الترتيبات إجراءات سرية مشددة، بما في ذلك تجاوز نقاط الدخول المدنية لتجنب الانكشاف الإعلامي.

كما كشفت الوثائق أن القيادة المركزية الأمريكية عملت على ربط الدول الشريكة بأنظمة وزارة الدفاع، مما أتاح تبادل بيانات الرادار وأجهزة الاستشعار ودمجها في صورة جوية إقليمية مشتركة، إضافة إلى ذلك، جرى تفعيل نظام محادثة آمن تديره الولايات المتحدة لتسهيل الاتصالات اللحظية بين الشركاء.

وفي يناير/كانون الثاني 2025، استضافت قاعدة فورت كامبل في ولاية كنتاكي جلسات تدريب شاركت فيها قوات من ست دول عربية لتعلّم تقنيات كشف وتحييد الأنفاق الجوفية، وهي أداة محورية في المواجهة مع حماس داخل قطاع غزة. وتصف وثيقة أخرى تمارين مشتركة لتدمير الأنفاق دون تسمية الدول المشاركة.

إلى جانب التنسيق العملياتي، قاد ضباط القيادة المركزية الأميركية مسارًا موازيًا لإطلاق عمليات معلوماتية تهدف إلى مواجهة السردية الإيرانية التي تقدّم طهران بوصفها حامية للفلسطينيين، والسعي إلى ترسيخ رواية شراكة إقليمية قائمة على الرخاء والتعاون. وتضمّنت وثائق عام 2024 تصورًا لإنشاء مركز سيبراني مشترك للشرق الأوسط بحلول نهاية 2026 للتعليم والتدريب على الدفاع السيبراني، إضافة إلى مركز لدمج المعلومات يتيح تخطيط العمليات وتنفيذها وتقييمها سريعًا.

ورغم اتساع نطاق التعاون، شدّدت الوثائق على الحساسية السياسية المرافقة له، مؤكدة أن هذه الشراكة لا تشكّل تحالفًا رسميًا جديدًا وأن جميع الاجتماعات تُعقد بسرية، وبرزت تعليمات تنظيمية دقيقة داخل بعض اللقاءات، من بينها الإشارة إلى ضوابط غذائية تراعي القيود الدينية للمشاركين من اليهود والمسلمين.

وتشير التفاصيل إلى دور سعودي فاعل في تبادل المعلومات مع إسرائيل وشركاء عرب حول ملفات تمتد من التطورات السياسية في سوريا ودور روسيا وتركيا والقوات الكردية، إلى تهديدات الحوثيين في اليمن وأنشطة تنظيم داعش في سوريا والعراق، وينقل التقرير عن مسؤول دفاعي أميركي سابق، تحدث شرط عدم الكشف عن هويته، قوله إن هذه الاشتباكات تعكس براغماتية في علاقات بعض العواصم الخليجية مع إسرائيل واحترامًا لقدراتها العسكرية، مضيفًا أن الاعتقاد السائد لدى هؤلاء الشركاء هو أن إسرائيل قادرة على تنفيذ ما تشاء متى تشاء دون أن يُكشف أمرها.
(المساء برس)
 

تم طباعة هذه الخبر من موقع هنا عدن https://huna-aden.com - رابط الخبر: https://huna-aden.com/news86920.html