
هنا عدن | متابعات
كشفت مصادر سياسية مطلعة أن الجلسة التي عقدها أعضاء “مجلس القيادة الرئاسي” الموالي للتحالف في العاصمة السعودية الرياض، يوم أمس، والتي خُصصت لمناقشة ملف توريد الإيرادات إلى البنك المركزي في عدن، شهدت توتراً وملاسنات حادة بين الأعضاء، وصلت إلى حدّ التهديدات المتبادلة، نتيجة حساسية الموضوع وتشابك المصالح.
وأوضحت المصادر أن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، وجّه اتهامات إلى عضو المجلس سلطان العرادة بعدم توريد إيرادات محافظة مأرب إلى بنك عدن، فيما ردّ العرادة باتهامات مماثلة للزبيدي وطارق صالح، متهماً إياهما بعدم توريد الإيرادات من مناطق نفوذهما إلى البنك ذاته.
وأضافت المصادر أن هذه الخلافات مرشحة للتصاعد خلال الفترة المقبلة، في ظل سعي كل طرف للاحتفاظ بالإيرادات الواقعة ضمن نطاق سيطرته لتعزيز نفوذه السياسي والعسكري، وهو ما قد ينعكس سلباً على الأوضاع الاقتصادية والأمنية والخدمية في مناطق سيطرة القوى الموالية للتحالف.
وفي سياق متصل، أشار رئيس تحرير صحيفة الأمناء المقرّبة من المجلس الانتقالي، عدنان الأعجم، في منشور على منصة “إكس” إلى أن “المجلس الرئاسي عقد جلسة وسط نقاشات ساخنة لم تخلُ من الملاسنات والتهديدات”، في إشارة إلى عمق الخلافات داخل المجلس.
ورغم أن المجلس أقرّ في ختام اجتماعه إلزام جميع السلطات والمؤسسات بتوريد الإيرادات إلى الخزينة العامة، إلا أن هذا القرار لم يلقَ ترحيباً شعبيا، نظراً لغياب الثقة في أداء المجلس وتراكم سلبياته خلال الفترة الماضية.
واعتبر ناشطون أن هذا القرار لا يمثل إصلاحاً اقتصادياً بقدر ما يُعدّ “إدانة سياسية” لأعضاء المجلس أنفسهم، مشيرين إلى أن مثل هذه الإجراءات تُعد من أساسيات العمل الحكومي، وكان يفترض تطبيقها منذ بداية تشكيل المجلس.
من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم التابعة لحزب الإصلاح، سيف الحاضري، في تغريدة على منصة “إكس”، إن “من يعرقل توريد الموارد إلى البنك المركزي ليس موظفين متمردين ولا سلطات محلية خارجة عن القانون، بل أعضاء مجلس القيادة أنفسهم”.
وأضاف الحاضري أن تكرار صدور هذه التوجيهات للمرة العاشرة يُعدّ “فضيحة سياسية واعترافاً بالعجز والفشل”، مؤكداً أن موارد الدولة تُنهب بشكل علني دون أي مساءلة أو محاسبة.
وأشار إلى أن “إيرادات الدولة أصبحت خاضعة لمنطق التقاسم المليشياوي، إذ من يسيطر على مدينة يسيطر على مواردها، ومن يملك السلاح يملك الخزينة”، على حد تعبيره.
(المساء برس)