2025/11/17
أبو الحسنين محسن معيض يكتب عن أيقونةُ حَلِّ النزاعِ في اليمنِ:

أيقونةُ حَلِّ النزاعِ في اليمنِ:
أنْتَ وَجْهُ خيرٍ على البلادِ والعبادِ، كَفَّيتَ ووَفَّيتَ، جمايلُكَ لا نحصِيها عَدَدا ولا نحصُرهَا تَعَدُدا. أنْتَ تقومُ بدورِ الأمنِ في حجزِ النزاعِ الدموي من التدفقِ والانحدارِ، وفي منعِ تفاقمِ الأزماتِ من التصعيدِ والانتشارِ، وفي احتواءِ التوترِ بين الخصومِ والحدِ من تفلُتِ الأمُورِ ومن أسواءِ الاحتمالاتِ.
أنْتَ تؤدي دورَ القضاءِ في فصلِ نزاعِ المتخاصِمِين، والحُكْمِ بما يخمدُ الفتنةَ وينزعُ فتيلَ الشرِ. بل إنَّك تقومُ بمهامِ الدولةِ كاملةً في حفظِ السِلْمِ الاجتماعي من التصدعِ والتشققِ، وصون التلاحمِ الوطني من التفتتِ والتفرقِ.
أنْتَ تُغني عن مشائخِ الأحكامِ، الذين يطيلون مدةَ التحاكُمِ ويُحَمِّلُون أصحابَ القضايا خسائرَ جائرةً.. وتُغني عن مئةِ واعظٍ وخطيبٍ يبَيِّنُون فضائلَ العفو ومكارمَ الصبرِ، فلا يَقْبَلُ نُصحَهُم أطرافُ الصراعِ ولا يطيعون.
أنْتَ تستحقُ جائزةَ نوبلَ للسلامِ، لأنَّك خيرُ مَن يحققه، فما أن يرى الملأُ هيبتَكَ فيَحِلَ قلوبَهُمُ الإحسانُ مَحَلَ الشَنَئانِ، وما أن تطأَ قوائِمُكَ صعيدَ الأرضِ حتى يتوقفَ قولُ كلِّ معترضٍ، وتطيعُ صَنِيعَك الرجالُ، سكانُ السواحلِ منهم ومَنِ استوطنَ الجبالَ.
أنْتَ القوةُ الحاسمةُ في فضِّ النزاعِ، أنت أقوى فاعليةً مِنْ قُوةِ أمنِ الداخليَةِ ومِن جيشِ الدِفَاعِ، فإنَّهم وإن حضروا فلا فادوا ولا نفعوا، وحين تحضرُ أنْتَ تَكُفُ أثوارُ البشر عن التناطحِ ويغشاهُمْ سريعا التسامحُ والتصالحُ.
أنْتَ مِثَالٌ حَسَنٌ للإيجابيةِ والتضحيةِ، بك تُحَلُ المعضلاتُ وتُفْرَجُ الكرباتُ وتستقرُ الأحوالُ ويتحققُ المحَالُ. ثِقْ أنَّنا سنظلُ نَدِينُ لك بحُسْنِ معروفِك فينا، ولن ننساك ما حيينا. وَرُبَّ ثورٍ يسيرُ على أرْبَعٍ خيرٌ من دوآبٍ تمشي على رِجْلَين.
أبو الحسنين محسن معيض

تم طباعة هذه الخبر من موقع هنا عدن https://huna-aden.com - رابط الخبر: https://huna-aden.com/news87195.html