2025/12/01
المجلس الانتقالي… مشروع اقتلاع للدولة ومحاولة سافرة لخنق حضرموت

 هنا عدن | مقالات
عادل الشجاع
سياسي وكاتب|

لا مجال للمجاملات بعد اليوم، فالمجلس الانتقالي، لم يعد مجرد طرف سياسي، بل صار جرافة عمياء تحاول سحق كل ما يعترض طريقها، حتى لو كان ذلك هو الدولة نفسها..shape3
هذا المجلس يتحدث عن “الشرعية” بينما يطعنها، ويتحدث عن “النظام” بينما يمزقه، ويتشدق بـالجنوب، بينما يدوس على إرادة أهله حين لا تتوافق مع مشاريعه!.

المفارقة التي تخنق العقل:

من خرج على الدولة، وشكل سلطة موازية، وفرض منطق السلاح والنفوذ، هو نفسه الذي يصرخ في وجه أبناء حضرموت ويتهمهم بـ “التمرد”!

أي عبث هذا؟

أي منطق أعوج يصل إلى حد أن يصبح المدافعون عن أرضهم هم المتهمون، بينما من يعطل الدولة يصبح القاضي والحكم؟!

الحضارم اليوم ليسوا فقط رافضين لمشروع الانتقالي، هم غاضبون حد الاشتعال من هذا الأسلوب الفوقي الذي يحاول التعامل مع محافظتهم كأنها غنيمة حرب أو مساحة فارغة بانتظار من يمد يده لابتلاعها..


حضرموت ليست “تابعة” لأحد، وهي ليست ورقة تفاوض، ولن ترضخ لخطاب تهديد ولا لسلطة لا تعترف بالدولة أصلا..

المجلس الانتقالي يمارس سياسة “الأرض المحروقة”:

إما أن تخضعوا لنا، وإلا فأنتم “انفصاليون” و“متمردون”، وكأن الجنوب حكر عليهم، والدولة ملكٌ خاص، والشارع مجرد صدى لأوامرهم..

هذه ليست سياسة، هذا ابتلاع وقح للقرار الوطني، ومحاولة خنق كل صوت يخالف، وتجريد الآخرين من حقهم في الوجود السياسي..


والمطلوب من الشرعية اليوم ليس بيانا ناعما ولا موقفا باهتا، المطلوب أن تظهر أن الدولة لا تزال دولة، وأن القانون لا يزال قانونا، وأن من يتجاوز حدوده أيا كان اسمه لا يترك ليرتع كما يشاء..


إن حضرموت أكبر من أن تساق بالسلاسل السياسية، وأكبر من أن تحول إلى ساحة نفوذ لمن يريد فرض “مشروعه” بالقوة، وأكبر من أن يخنق صوتها لتعلو أصوات من يظنون أنهم فوق الجميع..

باختصار شديد وصادم:

من يهاجم الدولة لا يحق له أن يهاجم الحضارم باسم الدولة، ومن يمارس التمرد واقعا لا يحق له أن يوزع تهم “التمرد” على الآخرين، ومن يحاول ابتلاع البلاد لن يبتلع حضرموت مهما علا صراخه وطال ظله!.
(اخبار اليوم)

تم طباعة هذه الخبر من موقع هنا عدن https://huna-aden.com - رابط الخبر: https://huna-aden.com/news87298.html