2025/12/20
متحديا لارادة الشعب بجنوب اليمن.. المجلس الانتقالي: التواصل مع إسرائيل مبدأ "غير مرفوض" ومُرتبط بالسياق الإقليمي

 هنا عدن | متابعات
جدد المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي، المدعوم مادياً ولوجستياً من الإمارات، موقفه من مسألة التواصل والتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، مؤكّدًا أن ذلك "مبدأ غير مرفوض" بالنسبة له، في تصريحات وصفها المحللون بأنها تؤشر إلى توجهات إستراتيجية محتملة ضمن أطر إقليمية.

وقال أنور التميمي، الناطق باسم المجلس، في تصريحات لـ"العربي الجديد" الأربعاء الماضي، إن أي تحركات تجاه إسرائيل يجب أن تُفهم في سياق المحيط الإقليمي والخليجي، وما يشهده من تحركات سياسية وأمنية، مشيرًا إلى أن المجلس لن يكون خارج التوجهات الأمنية والسياسية للخليج في تعاطيه مع الملفات الإقليمية، بما فيها العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف التميمي أن "التواصل مع الاحتلال الإسرائيلي ليس على النحو الذي أُثير مؤخرًا في وسائل الإعلام"، في محاولة للتقليل من التأويلات المتداولة حول هذا الملف.

وفي موازاة ذلك، نقلت إذاعة "كان" الإسرائيلية عن مصدر دبلوماسي في حكومة جنوب اليمن، تأكيده على وجود تقاطع مصالح محتمل بين المجلس الانتقالي وإسرائيل، في إطار دعم محتمل لإقامة دولة جنوبية مستقلة يكون عدن عاصمتها. وأوضح المصدر أن أي دعم إسرائيلي محتمل يسعى لتعزيز أجندة مشتركة للطرفين، تشمل حماية الممرات الملاحية الدولية في خليج عدن ومضيق باب المندب، ومكافحة تهريب الأسلحة الإيرانية إلى مليشيا الحوثي، والتصدي لما وصفه بـ"إرهاب جماعة الإخوان المسلمين المتعاونة معهم".

وأشار المصدر ذاته إلى أن المجلس الانتقالي يسعى للحصول على دعم إسرائيلي في عدة مجالات، أهمها تطوير القطاعات العسكرية والأمنية والاقتصادية، بما يخدم مشروع الدولة الجديدة التي يطمح إلى إعلانها. وأضاف أن "أعداء السلام والاستقرار يُعدّون أعداءً مشتركين بين إسرائيل ودولة جنوب اليمن"، في إشارة إلى تحالف محتمل ضد النفوذ الإيراني والميلشيا الحوثية.

كما أفادت الإذاعة بأن المجلس يسعى أيضًا إلى كسب دعم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يهدف إلى توسيع نطاق اتفاقيات أبراهام وضُمّ دول جديدة إليها، مشيرةً إلى وعود محتملة بالاعتراف بإسرائيل حال إعلان استقلال جنوب اليمن.

وفي تحليلها للأوضاع، قالت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية إن سيطرة الفصائل الانفصالية على مناطق في شرقي اليمن تفتح سيناريوهين متناقضين: الأول يتمثل في أن إضعاف الفصائل المتحالفة مع السعودية قد يقلل من الضغط المنسق على مليشيا الحوثي، ما يسمح لهم بتعزيز سيطرتهم وقدراتهم العسكرية وتعميق تحالفهم مع إيران؛ أما السيناريو الثاني، فيتمثل في أن وجود قوة جنوبية قوية ومدعومة من الإمارات قد يوفر فرصة استراتيجية لإسرائيل، مستفيدة من العلاقات الوثيقة بين أبوظبي وتل أبيب، وإمكانية التنسيق الأمني والدبلوماسي في المنطقة.

ويُعد موقف المجلس الانتقالي من التواصل مع إسرائيل علامة فارقة في تطوراته السياسية الأخيرة، في ظل سيطرته على محافظتي حضرموت والمهرة شرقي اليمن، وسط مخاوف من انعكاسات هذا الملف على استقرار الوضع اليمني الداخلي وعلاقاته مع القوى الإقليمية، خاصة السعودية والإمارات، التي تلعبان دورًا محوريًا في المعادلة اليمنية.
(اخبار اليوم)
        

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع هنا عدن https://huna-aden.com - رابط الخبر: https://huna-aden.com/news87430.html