
تشهد جزيرة سقطرى خلال الأيام الأخيرة حراكًا دينيًا وسياسيًا لافتًا، أثار حالة من القلق والتساؤل في أوساط السكان، في ظل تحركات متزامنة لأطراف إقليمية ذات توجهات مختلفة، وانعكاساتها المحتملة على خصوصية الأرخبيل وطابعه الاجتماعي.
ووفقًا لما نشرته منصة أبناء المهرة وسقطرى، فقد شهدت الجزيرة زيارة نائب وزير الأوقاف، أنور العمري، برفقة محافظ سقطرى رأفت الثقلي التابع للمجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، شملت عددًا من الأنشطة الرسمية، كان أبرزها زيارة مقر القوات التابعة لـالمملكة العربية السعودية، حيث جرى الاتفاق على إنشاء أكبر جامع في سقطرى بتمويل سعودي.
وبالتوازي مع ذلك، وصل رجل الدين منير السعدي المقرب من الإمارات، إلى الجزيرة قادمًا من مدينة عدن، حيث جرى ترتيب إلقائه خطب الجمعة في عدد من مساجد سقطرى، مع ترتيبات لبقائه لمدة شهر كامل.
وذكرت مصادر محلية أن إحدى خطب السعدي الأخيرة تضمّنت مضامين ذات طابع سياسي، وُصفت بأنها منسجمة مع توجهات الإمارات، الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا بين أبناء الجزيرة، وفتح باب التساؤلات حول طبيعة هذا الحراك وأبعاده.
وعبّر مواطنون في سقطرى عن قلقهم من هذا النشاط المفاجئ، معتبرين أنه يختلف عن النهج الديني الوسطي والمتسامح الذي عُرفت به الجزيرة تاريخيًا، محذرين من توظيف الخطاب الديني في سياقات سياسية قد تؤثر على النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي.
وتساءل أبناء الجزيرة عمّا يجري الإعداد له في الأرخبيل، مطالبين بالحفاظ على خصوصية سقطرى الثقافية والدينية، وعدم الزج بها في صراعات أو استقطابات إقليمية لا تخدم مصالح سكانها.